[د/احمد الالفي]

المقال ده وضعته بتاريخه لان شفيق اتولي وزارة الطيران من عام 2002 وممكن ترجعوا لسيرته الذاتية
الخمور.. والزهورتاريخ النشر: الإثنين24/5/2004, تمام الساعة 03:24 صباحاً بالتوقيت المحلي لمدينة الدوحةد. محمد سليم العوا
كاتب مصري
أكتب هذا الاسبوع عن رسالتين تلقيتهما في الاسبوع الماضي. كلاهما جديرة بالتأمل والتعليق، وليست هذه الجدارة نابعة من غرابة محتوي الرسالتين وحدها، وانما هي نابعة ايضا من دلالة كل منهما علي بعد المسلمين - لا فرق بين العامة والعلماء دون تعميم طبعا - عن حقائق الإسلام: الأحكام والقيم والآداب!.
|||
الرسالة الأولي جاءتني من صديق عزيز، يعمل في احدي الهيئات الدولية التابعة للأمم المتحدة، وقد أمضي معظم حياته الوظيفية فيها وعيِّن بعد تقاعده مستشارا لها.
أرسل الي صورة من الصفحة السابعة من العدد الصادر في 18/4/،2004 من جريدة تسمي المال حملت خبرا يقول ان وزير الطيران في مصر صرَّح بأن قرار منع تقديم الخمور علي خطوط مصر للطيران لم يكن صائبا، وانه لا يمكن انكار الآثار السلبية التي ترتبت عليه من حيث انخفاض أعداد الركاب، وانه ليس هناك طيران دون خمور، ويجب اعتبارها خدمة يتم تقديمها ليس إلا ، وأوضح انه سوف يعمل علي اعادة الخمور بشكل تدريجي. وقد بدأ ذلك بالفعل عندما تم تقديمها في حفل استقبال المبني رقم 3 (كتبت بالانجليزية Terminal 3 وكأن الكاتبة لا تعرف مرادفا عربيا للكلمة الأجنبية!)، دون ان يؤدي ذلك الي اي تعليقات سلبية بخصوصها!!.
وعلامتا التعجب الموضوعتان في نهاية الكلام من صنعي، فأنا لم أصدّق ان الكلام المنشور في جريدة المال ، الذي نقلته عنها، قاله وزير مصري، ولا أستطيع ان اصدق ان وزيرا عريق الأصول المصرية، ضارب الجذور في الريف المتدين، يمكن ان يصرح بمثل هذا الكلام العجيب عن الخمر، التي يعرف صبيان المكاتب ان اسمها في الأدبيات الدينية أم الخبائث .
وأنا موقن ان الوزير الريفي الصميم يعرف مما تعلمه في صغره ان رسول الله صلي الله عليه وسلم لعن في الخمر عشرة من الناس، هم عاصرها ومعتصرها الذي يطلب ان تعصر له وشاربها وحاملها والمحمولة اليه وساقيها وبائعها وآكل ثمنها والمشتري لها والمشتراة له حديث صحيح رواه الترمذي، وابن ماجه وغيرهما فكيف يمكن أن يصدق أحد أن يقبل وزير مسؤول في بلد مسلم ينص دستوره علي أن الإسلام دين الدولة، وأن مباديء الشريعة الاسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع - كيف يقبل أن يدخل في اللعنة النبوية المرؤوسين له الذين يسأل يوم القيامة عما كلفهم به، وبل وعما سمح لهم بفعله فيما يدخل تحت سلطانه وسلطاته؟؟ ولم أصدق ان وزيرا مسؤولا عن الطيران يدور في ظنه أن الناس تسافر لتسكر، لا لتعمل أو تستشفي، أو تستمتع ببلاد الله الواسعة(!!) حتي يقول إنه لا طيران بدون خمور.. وكيف يقول إنها خدمة ليس إلا وهي خدمة ملعون فاعلها وبائعها الي آخر الأصناف المذكورة في الحديث؟؟.
والقرآن الكريم جمع في الخمر ثمانية أمور لو انفرد واحد منها في شيء لكان كافياً في تحريمه: فهي قرينة الميسر والأنصاب والأزلام، وهي من عمل الشيطان، وهي مأمور باجتنابها، وفلاح المسلم معلق علي هذا الاجتناب، وهي توقع العداوة والبغضاء بين الناس، والشيطان يصد بها عن ذكر الله، وعن الصلاة وهي التي تنهي العبد عن الفحشاء والمنكر والبغي، والله يتهدد شارب الخمر بقوله فهل أنتم منتهون . وليقرأ الوزير ان شاء قول الله تعالي يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون. إنما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون (المائدة: 90 و91). فكيف يسوغ مع هذا النص القرآن الصريح لإنسان يعرف ما يقول أن يزعم ان تقديم الخمر خدمة ليس إلا؟؟!.
وأي وزير طيران في مصر لا بد انه سأل كيف منعت الخمر من طائرات مصر للطيران فعلم ان ذلك كان بناء علي أحكام قضائية نهائية لا يسوغ لأحد مخالفتها ومصر بلد يقضي دستورها بأن سيادة القانون هي اساس الحكم فيها، ويجرم قانون عقوباتها عدم تنفيذ احكام القضاء أيا كان نوعها،


الرابط


http://www.raya.com/site/topics/prin...4&parent_id=23

اضغط علي الرابط يدخلك علي المقال مباشرة