[silverlite]

هاه!


نوارة نجم



شك فيه أن صعود الفريق أحمد شفيق أصاب العديد من القوى الثورية بالهلع والفزع، فهو ذلك الشفيق الذى أراد أن يوزِّع علينا البونبونى ونحن نُقتل فى الميادين، وهو ذلك الشفيق الذى كان يرأس الوزارة التى شكّلها مبارك فور قيام الثورة لتقوم باحتوائها، وهو ذلك الشفيق الذى حدث فى عهده أن اقتحمت الجمال والخيل علينا الميدان، ثم صعد القناصة فوق الأسطح لتقتل 12 شابا على كوبرى معروف، وهو ذلك الشفيق الذى أكد أن ما يحدث ليس ثورة، وهو ذاته الشفيق الذى ظل رئيسا للوزراء لمدة شهر كامل بعد خلع المخلوع، ليؤمِّن تهريب أكبر قدر من أموال عناصر النظام الفاسد خارج البلاد، وهو هو الشفيق الذى أكد أنه استأذن المشير فى الترشح، ذلك أن علاقته بالمشير لا تختلف عن علاقة لميس الحديدى بعمرو أديب، وقبل ما تقول يا قليلة الأدب، وربنا وربنا وربنا هو اللى قال كده أنا مالى؟ وهو الشفيق الذى قال بعفوية: للأسف الثورة نجحت. وهو من هددنا مؤكدا أنه سينجح فى الانتخابات، وسيسحق كل من يعترض على نجاحه، وأن ما حدث لنا فى العباسية ما كان إلا «بروفة». وهو ذاك الشفيق الذى مارست حملته كل أشكال البلطجة، وليس أدل على ذلك من اقتحام بلطجية شفيق لنقابة الصحفيين فى أثناء مؤتمر كشف فساده فى فترة توليه منصب وزير الطيران، فضربوا من هم على المنصة، وضربوا الجمهور، وضربوا أى حد فى وشهم، ثم هتفوا سلمية سلمية. وهو الشفيق الذى دمر حياة الطيار الشريف على مراد الذى رفض اقتحام الأمن الإسرائيلى على متن طائرته، والأهم من ذلك كله، هو الشفيق، مرشح المجلس العسكرى، الذى قتل من شبابنا على مدى عام ونصف ما لم يقتله مبارك على مدى 30 عاما، وهو الشفيق الذى تقف خلفه الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية اللى بتاكل المعتمرين، وهو الشفيق الذى صرّح مدير حملته بأن: الثورة انتهت، بمجرد صعوده للإعادة.
كلنا يعلم أن ما سيأتى بنجاح شفيق أسوأ من كل ما مضى. لذا، فقد تطوع الكثير من الشخصيات والرموز والحركات الوطنية بإعلان التصويت لصالح محمد مرسى فى الإعادة، مؤكدين أن ذلك على نن عينهم، وأن عليهم أن يتجرعوا مرسى، مهما كان المرار حتى لا يجازفوا بعودة النظام السابق، أو كما قال الإعلامى المحبوب محمود سعد قالبا شفته السفلة، ينعكس على وجهه كل أمارات التقزز: شفيق لأ.. شفيق لأ.. مش عايز شفيق أنا.. أنا مش عايز شفيق.. هذا بخلاف مجهودات كل من حمدين صباحى وعبد المنعم أبو الفتوح لإثبات التزوير لصالح شفيق، وتساؤلات عمرو موسى ذاته حول نزاهة العملية الانتخابية، وتصريح أحمد ماهر عن «6 أبريل»: لو لا قدر الله حصل إعادة بين شفيق ومرسى مش ممكن ننتخب شفيق.
قلت إننى مقاطعة. لكن ثمة غموضا يحيط بسلوكيات الجماعة، مما يجعلنى أتساءل: الإخوان ليه نايمين لحد دلوقت؟
كنت أتوقع أن تصاب الجماعة بالهلع الذى أصابها وقت ترشح عمر سليمان، وأن تبذل قصارى جهدها لتطبيق قانون العزل السياسى، وأن تقوم باتصالات سريعة بالشخصيات الوطنية، وأن تعلن عن تشكيل وزارى يلتزم به مرسى حال فوزه، يترأس هذه الحكومة شخصيات وطنية، مثل البرادعى، أو حمدين صباحى، أو عبد المنعم أبو الفتوح، وأن يسرع حزب الحرية والعدالة لإعادة تشكيل لجنة الدستور، وأن تنشر الجماعة وثيقة تفاهم وطنى، وتعرضها على الشعب، وتطالب القوى الوطنية بالانضمام إليها، مما سيحرج القوى الوطنية أمام الشارع، وإن كبر على الجماعة الاعتذار عما بدر منها ضد الثوار، فعليها أن تلجأ إلى التبرير الخجول، أو القول: ماكانش قصدنا، ونحن سنعتبره اعتذارا، وأن تسعى الجماعة، بقدرتها على الحشد، للتركيز على قضايا الفساد المتورط فيها شفيق، ومساندة عصام سلطان، وخالد على، وكل المحامين فى هذا البلد، لمطاردة شفيق قضائيا، وأن تتصل بالحملات الرئاسية للمرشحين الآخرين، والأحزاب والقوى الثورية لتقول لهم: حقكو على راسى بس ننقذ البلد، وإذا ما رفضوا، تعلن الجماعة استعدادها للتعاون مع فلان أو علان، يقوم يُحرج كده ويتكسف ويتدبس.
الغريب أن الجماعة والحزب وحملة مرسى لا يفعلون أيًّا من هذا! ليه بقى؟ يعنى همّا ليه نايمين لحد دلوقت؟ يعنى همّا حيفضلوا نايمين لحد ما نتشنق؟
شفيق حينجح يا سلطان.. الانتخابات حتتزور له حتى ولو صوت كل المصريين لمرسى يا ابو السلاطين.. شفيق حيقتلنا كلنا يا معلم سلطان.. ده حتى هو اللى قال!
آه يعنى همّا ليه نايمين لحد دلوقت؟