
فيما كان المستشار رئيس اللجنة رقم 4 بالشيخ زايد ومعاونوه يفرزون بطاقات الاقتراع في أول انتخابات رئاسية بعد الثورة، وكانت أنظار مندوبي المرشحين تتابع بقلق توزيع الأصوات ما بين المرشحين الخمسة الكبار في السباق، "مرسي وأبو الفتوح وحمدين وموسى وشفيق"، كانت "ظاهرة الرئيس الذي طالما ينجح باكتساح بنسبة 99.9% تسقط للمرة الأولى في مصر".
فطوال عملية الفرز التي استغرقت قرابة 4 ساعات، لم يكن عبد الله خليل، مندوب المرشح عبد المنعم أبو الفتوح ومسؤول حملته في أكتوبر والشيخ زايد، يعرف حتى اللحظات الأخيرة من سيكون الأول أو الثاني أو الثالث في السباق، وهو ما تكرر مع زملائه في معظم اللجان الانتخابية على مستوى مصر أيضا، على حد قوله.
الأصوات التي كانت تتوزع بشفافية أمام أعين مندوبي المرشحين، ونسب الأصوات المتقاربة التي حصل عليها المرشحون الكبار، بدت لخليل وكأنها تضع حدا لظاهرة "الرئيس المكتسح" التي بدأت تشهدها مصر في الاستفتاءات على رئيس الجمهورية في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، واستمرت بعدها بشكل أو بآخر، في عهدي الرئيسين أنور السادات وحسني مبارك.
في النهاية وبعد عملية فرز دقيقة، حضرتها "الوطن" لحظة بلحظة، وبدا فيها المستشار شادي رياض، رئيس اللجنة، حريصا على أن يسجل بدقة لمن ذهب صوت كل ناخب، كشفت نتيجة الفرز عن حصول صباحي على 1149 صوتا وجاء بعده أبو الفتوح بـ 903 صوتا، وتلاه أحمد شفيق بـ 709 صوتا، ثم عمرو موسى بـ 646 صوتا، ومرسي بـ 623 صوتا، فيما حصل بقية المرشحين على أصوات محدودة جدا.
وقال خليل: "بالفعل انتهى تماما عصر الرئيس الذي كان ينجح بنسبة 99.9%"، ودخلنا مرحلة جديدة لا بد فيها أن نحترم الرئيس القادم، أيا كان، ما دام رأينا بأعيننا نزاهة الانتخابات، وما دام هذا الرئيس ليس مخلدا وسيكون قابلا لتغييره بآخر بعد 4 سنوات بالطريقة نفسها التي جاء بها في هذه الانتخابات
منقول