عرض مشاركة واحدة
  #1857  
قديم 21-05-2012, 03:23 PM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: مخطط تصفيه الثوره ,,

البحث عن دجاجة دستورية




وائل قنديل

أنا وأنت وهو وهى.. كلنا عشنا ١٦ شهرا تقريبا نلف وندور ونصعد وننزل فى سوبر ماركت كبير نبحث عن دجاجة، وفى نهاية المطاف قال لنا صاحب المحل إنهم لا يبيعون الفراخ لكن ما رأيكم فى النظام؟

أن يقال لنا الآن وقبل ساعات من بدء الاقتراع على الرئيس إنه لا يوجد تصور لصلاحياته، وهذا الأمر سيتحدد أرشيفيا بالعودة إلى دستور ٧١، فهذا يشبه تماما رحلة البحث عن دجاجة على طريقة النكتة الشهيرة عن هذا المواطن الغلبان الذى دخل متجرا كبيرا يشترى دجاجة فأشار عليه أول عامل يستقبله بالصعود إلى الطابق الأعلى، وفى كل طابق يقابله عامل آخر يقول له اطلع فوق، وبعد رحلة بحث عصيبة يعود إلى الطابق الأرضى ليقابل أول عامل طلب منه الصعود، وعلى وجه الأخير ابتسامة عريضة يبلغه أن هذا المكان لا يعمل فى تجارة الفراخ ثم يستدرك «لكن ايه رأى حضرتك فى النظام عندنا».

فى البداية، قالوا لنا: تعديلات على ست مواد من دستور ٧١ تفضلوا للاستفتاء عليها لكى تدور العجلة وتستقر البلاد، ثم فاجأونا بأكثر من ستين مادة لم يسمع عنها أحد أو يستفت عليها، وأبلغونا أن دستور ٧١ قد سقط وجاء مكانه الإعلان الدستورى.. وأغرونا بأنهم أسقطوا دستور ٧١ بزعم القطيعة مع النظام والعصر اللذين أسقطتهما الثورة، وبعد ١٦ شهرا من العك والإرباك والفك والتركيب واللف والدوران والمراوغة ها هم الآن يفتحون المقبرة وينبشون عن دستور ٧١ لكى يستخرجوا منه صلاحيات الرئيس القادم.

إنها قمة الإهانة للناخب والمنتخب ولمنصب الرئيس ذاته أن يتم تحديد اختصاصاته وصلاحياته قبل ساعات من انتخابه، بما يمكن أن نتصور معه وضعية ومكانة رئيس مصر القادم الذى يأتى بمنطق «رئيس والسلام».

لقد أفتى المفتون وتفيهق المتفيهقون طوال الشهور الماضية فى إثبات سقوط دستور ٧١ بمجرد صدور الإعلان الدستورى «العسكرى» لنفاجأ بتحولات وتقلبات وتمحكات فى الدستور الذى مات، ثم بقدرة قادر نهض من تحت الثرى وفتح باب مقبرته ورأيناه يتحرك أمام الجميع، فى زمن بلا معجزات أو خوارق.

وإذا كان هناك من متهم بالضلوع فى حفلة الزار التى أدخلوا فيها المصريين عنوة على مدى ١٦ شهرا فهم هؤلاء الفقهاء والمفتون الذين ارتضوا أن يلعبوا دور عمال السوبر ماركت المذكور فى النكتة أعلاه، والذين اكتفوا بتوجيه الجمهور للصعود والهبوط فى رحلة البحث عن الدجاجة الدستورية، بينما هم يعلمون أن صاحب المتجر ومالكه لا يبيع دجاجا دستوريا، بل يختبر قدرة الزبائن على الصعود والنزول وكأنه يطمئن على لياقتهم البدنية والذهنية.

وبعد كل هذا الشقاء لا نملك إلا أن نحيى صاحب المحل على روحه المرحة.
__________________

رد مع اقتباس