عرض مشاركة واحدة
  #1539  
قديم 22-04-2012, 05:38 PM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: مخطط تصفيه الثوره ,,

‎انفتاح «أبو الفتوح»


وائل عبد الفتاح



الحرب الباردة بين الإخوان والعسكر لن تسخن غالبا. ولن يُعاد سيناريو ١٩٥٤. ولن نرى سوى مزيد من ألعاب ربع الساعة الأخيرة التى تبحث فيها الجماعة عن سبيل للخروج. الجماعة عجوز تلهث للخروج من نفقها، وليس أمامها سوى عبد المنعم أبو الفتوح. لن يصدق أحد الجماعة عندما تصرخ بكل ما فى عروقها من قدرة على الانتفاخ، ولا لو حشدت كل ما لديها من مخزون بشرى، ستظل الجماعة أسيرة اختياراتها فى إطار الحرب على السلطة لا استعادة الثورة. ربما يتم الاتفاق مرحليا على رفض حكم العسكر، أو إبعادهم عن مركز بناء السلطة الجديدة، لكن ليس فى الإخوان طاقة لتحمل تغيير الأفكار أو تجديدها بعد تحكم القطبيين سياسيًّا والشُّطَّار اقتصاديًّا. وهذا يعنى ببساطة أن الجماعة التى ظنت تيارات كثيرة أنها تعرف أكثر وتتحرك بثقة كبيرة وتفهم ما لا يفهمه المراهقون فى السياسة، أو ما لا يعرفه الحالمون من الواقعية.. هذه الجماعة تدخل الآن مرحلة مراهقة متأخرة عندما تتصور أن بِضعًا من أوتوبيسات تحركها من المحافظات يمكنها أن تستعرض قوتها أمام العسكر.
إنه استعراض القطبيين والشُّطار لإثبات أنهم قادرون على دخول حلبة مصارعة الثيران، رغم أنهم لا يملكون إلا أوراق لاعب مقامر فى لعبة انتهت أصلا.
حرس القطبية القديم لم يعرف سوى المحافظة على التنظيم، وفى سبيله لم يلتفت إلى بناء كوادر تستوعب الأفكار الجديدة أو تجتهد فى مجالات بعيدة عن بناء التنظيم من الفقه إلى الإعلام مرورا بكل ما يمكن أن يقدمه تنظيم كبير للحياة عموما من أفكار اقتصادية أو اجتماعية. «القطبيون» حافظوا على التنظيم بعدما أفقدوه حيويته، أو قوته الناعمة، وبقيت الكوادر المتوسطة، أو التى لديها مهام فى إدارة الماكينة، ومن هنا كان الشُّطَّار هم الجزء المكمِّل للقطبيين. الشُّطَّار هم وكلاء إدارة الماكينة المالية للتنظيم، وهم هنا يطبقون رأسمالية التجار القائمة على اقتصاد التوكيلات والمساهمة فى المشاريع الصغيرة مثل محلات الألبان أو الصيدليات (يكون للتنظيم فيها نسبة الـ٧٠٪ حسب المتدَاول المعلَن…) وهو نوع من اقتصاد لا يبنى دولا لكنه يصنع الولاء لصاحب المفتاح الكبير فى ماكينة المال.. وهذا سر زعامة الشاطر وحاشيته من إخوان المال الشُّطَّار. هذه هى الجماعة التى تبدو أن الثورة لم تمسها إلا بما يوقظها من سنوات التَّقية والعمل السرى، أو فى إطار الاتفاقات والتنسيقات مع أجهزة الحكم الرئيسية (الأمن والحزب الوطنى) أيام مبارك. لم تفهم الجماعة أن الثورة قامت على الفكرة الفردية، وهذا ما يجعل الأوتوبيسات والحشود مشهدا خارج حسابات الثورة وفى قلب استعراضات القوة خلال حرب السلطة. الجماعة تريد أن تقدم جديدها دائما فى إطار القديم المتصلب وهذا ما يوسِّع مساحة عبد المنعم أبو الفتوح التى كانت ضيقة فى ظل سيطرة القطبيين والشُّطَّار.
أبو الفتوح هو الامتداد العصرى لمشروع الإخوان، والحياة القادمة للجماعة، بانفتاحها على القطاع المدنى وخروجها من بناء تنظيمات السمع والطاعة.
قوة أبو الفتوح ليس فى انشقاقه عن الجماعة، ولكن فى أنه يضخ الحياة من جديد فى مشروع «الإخوان» ربما بما يبعدها عن المراكز القديمة ويحررها من سطوة الحرس القديم. وهذا يفتح المجال أمام «جماعة جديدة» تخرج من إطار التنظيم الحديدى ورأسمالية التجار.. لكن إلى أين؟ هذا ما يستحق التأمل فى مشروع أبو الفتوح من أجل الرئاسة.. ما الأفق الذى يفتحه بعد أن انغلقت جماعة الإخوان على نفسها؟ كيف تؤثر التيارات الليبرالية واليسارية المسانِدة لترشح أبو الفتوح فى انفتاح مشروعه على أفق حقيقى لا مجرد سراب يلهث خلف المنشقّ دون أن يعرف مدى حركته؟ أبو الفتوح يبدو لى محاولة فى إطار تجديد التيار الإسلامى تشبه مثلا خروج أردوجان من محارة أربكان فى التجربة التركية.. وهذا فى حد ذاته انتصار كبير للسياسة التى يغلقها العقل العجوز فى مكتب الإرشاد. والمهم أيضا أن أبو الفتوح يستقطب شبابا لم يستوعب المرشد وتنظيم السمع والطاعة، وهو ما يعنى أن القوة الحيوية تفتح المجال الذى كان مغلقا للمطرودين من رحمة المرشد. وأخيرا يبدو محيرا بالنسبة إلىّ أن فى حملة أبو الفتوح ليبراليين ويساريين لم يدخلوا الحملة باتفاق سياسى واضح وكأنهم مجرد «مشجعين» بلا مشروع سياسى، لماذا لم يعلن عن مشروع يجمع بين المرشح الإسلامى والمساندين الليبراليين واليساريين على أرضية واضحة؟ لست مع أن انفتاح أبو الفتوح خدعة، وعلى العكس تماما أرى ترشيحه والمساندة الليبرالية واليسارية له فتحا لأفق كان مغلقًا، لكنه لا بد أن يتطور من مجرد دعم مجانى إلى اتفاق سياسى يمنح السياسة فى مصر هدية حقيقية.
__________________

رد مع اقتباس