
17-04-2012, 03:45 PM
|
 |
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
|
|
رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
مصطفى حمزة (2)
نوارة نجم
تحدثنا عن مصطفى حمزة بالأمس بوصفه بطلا، فلنتحدث عنه اليوم بوصفه إرهابيا. هناك عبارة إنجليزية تقول:
«One Man’s Terrorist is Another Man’s Hero»
إرهابى بالنسبة لشخص، هو بطل بالنسبة لشخص آخر.
ربما يصنف المهندس مصطفى حمزة كإرهابى، فهو قيادى فى الجماعة الإسلامية التى كانت تؤمن بحمل السلاح لإحداث التغيير، ورفض مراجعات الجماعة، وإن قبل بإلقاء السلاح. متهم فى تدبير محاولة اغتيال الرئيس المخلوع، ومتهم فى قضية الاعتداء على كنيسة، وإن أدان الاعتداء على الكنائس، فهذا ليس دليلا على عدم تورطه فى هذه القضية بالتحديد. لم يكن أبدا عضوا فى تنظيم القاعدة، لكنه شارك فى الحرب الأفغانية ضد الاتحاد السوفييتى، كما أنه متهم بالتدبير لاغتيال أحد القيادات الأمنية. ثم إن أسباب سفره إلى باكستان والسودان غير معروفة.
كل المعطيات السابقة تجعل البعض يتردد فى الدفاع عن حق مصطفى حمزة فى المثول أمام القضاء الطبيعى، خاصة وأن كل القضايا السالف ذكرها قد حكم عليه فيها بالإدانة، وتراوحت الأحكام ما بين المؤبد والإعدام. ربما يحاول البعض إخفاء عدائه الأيديولوجى لأفكار حمزة، إلا أنه لا يحتاج إلى ذلك، فمما لا شك فيه أن مصطفى حمزة يحمل أفكارا دينية مغرقة فى الراديكالية، يعنى مثلا حتلاقى ستات خايفين يدعموه لإنه عايز ينقب الستات… مثلا مثلا. وهى حاجة تخنق بينى وبينكم، أى حد ماله أنا ألبس إيه؟
لكن ثمة شىء فى مصطفى حمزة يجبرك على احترامه: إيمانه الشديد بكل ما يفعل. تمسكه الشديد بالمبدأ وإن كان على حساب نفسه وأولاده وذويه. استعداده لأن يخسر أعز أصدقائه ورفقة سلاحه من أجل الفكرة، فمثلا، فزع مصطفى حمزة أشد الفزع بسبب لا إنسانية حادثة الأقصر، وحدثت خلافات غائرة بينه وبين رفاقه، مما أدى إلى انشقاقات فى الجماعة بسبب قبوله لإلقاء السلاح بعد الحادثة، حيث أكد أن الجماعة ليس لها أدنى علاقة بحادثة الأقصر. وبالرغم من قبوله لإلقاء السلاح فإنه رفض المراجعات، وهو ما يزيد من احترامك له. ثمة ما يجبرك على إكباره، خاصة حين تعلم أن الكثير من زملائه لم يقبل المراجعات فحسب، وإنما قبل أن يخضع لرقابة أمن الدولة، وأن يتعاون معهم، وأن يوقع على اعترافات ضد زملائه، وربما بعض أقاربه وذويه، وقد أثمر هذا التعاون عن إطلاق سراح فورى، وفلوس بقى وشهرة وبرلمانات وحاجة قشطة قوى. لم يكن مصطفى حمزة الوحيد الذى رفض أن يوقع، فقد رفض الكثير، أبرزهم محمد الإسلامبولى ومحمد الظواهرى وغيرهم، لكن حمزة هو من رفض المثول أمام المحكمة العسكرية.
إن كنت ترى فى مصطفى حمزة إرهابيا لأنه يؤمن بالكفاح المسلح، فلا بد أنك تؤمن بحقوق الإنسان، ومصطفى حمزة إنسان، يستحق أن يحاكم أمام القضاء المدنى، وإن كنت مسالما لدرجة رفض حمل السلاح ولو ضد العناصر الأمنية التى تحمل سلاحا هى الأخرى، فلا بد أنك تثمن حياة الإنسان حتى إنك ترفض عقوبة الإعدام، وإن كنت ترى تطرفا فى فكر مصطفى حمزة، فأنا لا أطلب منك أن ترشحه لمنصب رئيس الجمهورية، ولا حتى رئيس نادى شباب الحبانية، كل ما أطرحه هو أن يعرض أمام القضاء الطبيعى، وينال المحاكمة العادلة التى يستحقها، فلا يعقل أن رجلا عسكريا كحسنى مبارك يحاكم على الفراش فى غرفة مكيفة، بينما يقدم من رفض تسليم أصدقائه لمحكمة عسكرية كى تنظر فى قضايا قد يكون لفقها له النظام السابق، بما أننا نجمع على فساد ذلك النظام. إن كنت ترى فى مصطفى حمزة عدوا أيديولوجيا، فاعلم أن «أخوة الإيمان» قد تخلوا عنه، وهم من هم وكما تعلمهم، إذا حدثوا كذبوا وإذا وعدوا أخلفوا وإذا أؤتمنوا خانوا، لا يسعون إلا خلف المنصب والمكسب، ولا يحاصرون المحاكم واللجان لأجل مسكين مات تحت التعذيب ولا فى سبيل شهيد تنظر قضيته، وإنما لهاث وراء رئاسة وبرلمان وأى كرسى فى الدنيا… المهم الكرسى بما لا يخالف شرع الله. فأين مروءتك وأنت ترى إنسانا يتدلى حبل المشنقة أمامه لأنه رفض أن يكون مثل هؤلاء الذين كانوا أسوأ مثال لا للتيار الإسلامى فحسب، بل للإسلام ذاته؟ إن كنت تدين الإسلاميين على ما هم عليه، فها هو من ينتمى إلى فصيلهم ويختلف عنهم، فمن له؟
__________________
|