عرض مشاركة واحدة
  #690  
قديم 28-02-2012, 01:30 PM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: مخطط تصفيه الثوره ,,

عندما يكون التسلط مهذبا

وائل عبد الفتاح



«إنت مش عارف أنا عملت إيه للبلد».
يكاد يكون هذا محور كلام أحمد شفيق منذ أن أعلن ترشحه للرئاسة.
ماذا فعلت؟ يسأله صحفى أو مذيع فيرد بنظرة عتاب. وعندما يضغط الصحفى أكثر تكون الإجابات عجيبة عن مشاركة فى حرب اليمن.. وإعجاب العالم الخارجى بإنجازاته فى مجال الطيران.
ماذا لديك يا أستاذ شفيق غير التباهى بماضيك؟
لا تنتظر إجابة غير كلام «شكله» مهذب.. لكنه فى البداية ليس كلاما لأنه لا يؤدى إلى معنى ولا إلى سياق.. ولا هو مهذب لأن التهذيب ليس كلاما، لكنه نظرة إلى الحياة.. وكم من أشخاص تجرى الشتيمة على ألسنتهم أكثر تهذيبا من هؤلاء الذين «لا تخرج العيبة» من أفواههم. شفيق فى إمبابة عندما هاجمه أهلها.. لم يجد لديه ما يقوله سوى: «خليكم متحضرين زى بلاد بره.. روحوا شوفوا بيعبروا إزاى عن رأيهم بأدب». وهذه حدود نظرة لا ترى أبعد من «الشكل»، وهذه عبقرية الساخر الكبير الذى ربط بين شفيق والبلوفر.. بين الشخص والاكتفاء بتقليد المسؤولين الذى يتحررون من الملابس الرسمية.. يلبس مثلهم.. لكنه يتصرف كأى مسؤول فى دولة مستبدة.
شفيق طالب الأهالى الذين رفضوا وجوده فى إمبابة بالتحضر.. وهو كان رئيسا لحكومة تمت برعايتها موقعة الجمل.. وجلس على مقعد الوزير فى حكومات سحقت المعارضين وكانت الراعى الحصرى لعمليات نهب مصر.. بل وتوريثها لشخص كل قيمته أنه كان ابن الرئيس.
هل هذا هوالتحضر؟
هل تكون متحضرا لمجرد أن نبرة صوتك منخفضة؟ أم لأنك تفهم سياق التحضر بمعناه الأعمق؟
أحمد شفيق.. مسكين فعلا، لأنه ليس وحده، شريحة كاملة من المجتمع حدثت لها فورة مالية دون ثقافة كبيرة، ومنحتها السلطة نفوذا قبل التكون والمعرفة.. وهنا يمكن أن يكون الشخص طيبا مثل أحمد شفيق.. أو شريرا مثل كثيرين غيره.. لكنهما يلتقيان عند الاستمتاع بالحياة على القشرة التافهة للحياة ولا السياسة فقط.
وكما قلت من قبل: أحمد شفيق شخص غير مهم خارج السلطة. لا وجود له إلا بالقرب أو فى يد من يركب السلطة، وإعلانه الترشح فى الانتخابات استعراض لقوى تريد الإشارة إلى أنها موجودة ولها رجالها. هذه القوى تعتمد على جمهور رأى فى الفريق شفيق نموذجا لرجل دولة طيب، يتكلم بهدوء، ويرتدى ملابس غير معتادة. ميزة شفيق أنه «شكل مختلف» عما تعوده الجمهور العادى فى رجال الدولة.
هل لدى شفيق شىء غير «الشكل»؟
هل تحت الكلام الذوق شىء يبرره؟ لا يعرف شفيق فى السياسة بالضبط مثل مبارك، يعرف فى الحكم، ولا يفهم غير لغة سمعها فى أروقة الحكم، لغة استعلاء وأبوية وتسلط. التسلط يمكن أن يكون لطيفا أو أنيقا، لكنه تسلط، يغلف غالبا بقيم نبيلة مثل مصلحة الشعب وهو يضرب الشعب ويتركه مقهورا من أدواته الأمنية. العقل التسلطى يبرر كل خطاياه بحجة واحدة: علشان البلد ماتقعش. وهو مفهوم مغلوط، لأن البلد كلها توقفت ١٨ يوما ولم تقع، واستمرت إلا من حالات صنعها بلطجية النظام الكبار والصغار.
شفيق من سلالة مبارك.. وما زال يضع أمام اسمه رتبته العسكرية لأنه لا شىء فى حياته سواها.. منها اكتسب وجوده وسلطته وسطوته وثروته أيضا.
هؤلاء عالمهم ضيق بينما العالم اتسع فى مصر بالثورة. يريدون العودة إلى الخرم الضيق الذى نرى منه العالم حسب أوامرهم وفرماناتهم وحسب خريطة مصالحهم، وقدراتهم الفاشلة فى إدارة الأزمات. هذا ما يريده ورثة مبارك فى كل مكان، لا يرون أنها كانت جمهورية استبدادية، مرفوضة، يرونها مجرد فساد عائلة، أو حاشية، وهذه هى الخدعة. هم يرون التغيير فى الأشخاص.
والثورة طلبت جمهورية جديدة.
اللغة مختلفة.. والخيال مختلف.. والعقلية لم تتغير منذ ٦٠ سنة أو أكثر.. تتغير موديلات البدل العسكرية أو يقودها الإعجاب بالموديل السياسى فى أمريكا أو روسيا إلى تغيير فى الشكل، لكن العقلية تفكر بنفس الطريقة، وتبحث عن القبضة الحديدية والهيبة قبل أى شىء. الفريق شفيق ليس غريبا عن السلالة التى يتصور أصحابها أن لهم شعبية، وهم بالفعل لهم جمهور واسع، كما كان لمبارك جمهور واسع، هذا الجمهور مسلوب الإرادة يعيش خائفا من السلطة، وطالبا حمايتها من أشباح تتربى فى حظيرتها. لهذه السلالة شعبية وعيها غائب، واقعة تحت تأثير الرعب، وتقهر نفسها وخيالها بأيديها، بالضبط كما نعيش تحت وطأة خرافات عن العفاريت والجنيات والنداهة وغيرها من كائنات خرافية تجعل الرعب مقيما دائما، يمنعك من الاقتراب أو الجرأة على الحياة، وتبحث عن سند وحامٍ. أحمد شفيق ابن هذه الخرافات.. وممثلها الآن بعد تجارب فاشلة مع شخصيات شبيهة. أهلا بالفريق فى العالم الواسع.. أهلا بك فى عالم الضحك على من يتصورون أنفسهم فرسانا تنتظرهم الجماهير على أحصنة بيضاء.
__________________

رد مع اقتباس