عرض مشاركة واحدة
  #535  
قديم 20-02-2012, 03:09 PM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: مخطط تصفيه الثوره ,,

صفقات الإخوان وأحوال العباد


محمد البرغوثي


ما الذى تغير فى مصر منذ اللحظة التى تصدرت فيها التيارات السياسية الدينية المشهد السياسى والبرلمانى؟
إجابة هذا السؤال تختلف بالطبع من شخص إلى آخر، حسب الزاوية التى يطالع منها أحوال البلاد والعباد، فإذا كان الشخص ممن ينتمون فى الأساس إلى أحد هذه التيارات الدينية، فإن الأمر يعنى له تغييراً كبيراً لا ينكره إلا جاحد أو أعمى البصر والبصيرة، فها هو الدكتور سعد الكتاتنى الذى كان سجيناً قبل الثورة يعتلى مقعد رئيس مجلس الشعب، بينما الدكتور أحمد فتحى سرور، الرئيس المزمن لمجلس الشعب فى ظل نظام مبارك، يقضى شيخوخته فى السجن، وهؤلاء سفراء ومبعوثو الدول الغربية، وعلى رأسهم سفيرة أمريكا فى القاهرة، يتناوبون الزيارات والمباحثات «حول المصالح المشتركة» مع المرشد العام للإخوان المسلمين ورئيس حزب الحرية والعدالة، ويتلهفون لمعرفة موقف الأحزاب الدينية من كامب ديفيد ومن اتفاقية تصدير الغاز لإسرائيل، ومن طبيعة التوجه الاقتصادى الرسمى، وهم جميعاً يخرجون بانطباعات إيجابية ويطلقون تصريحات عامة لا تكشف أبداً عن المضمون السرى للمباحثات، باعتباره سياسة عليا لا ينبغى أن تكون مجالاً لثرثرة الصحف أو لتطفل المواطنين الذين كانوا فى عهد مبارك ومازالوا فى عهد الإخوان مجرد قطيع لا يعى مصلحته، ومن الأصلح دائماً أن يكون هناك من يتباحث ويقرر نيابة عنه!
كما أن المنتمى سياسياً من الأساس إلى التيارات الدينية لن يفوته أن يحمد الله على هذا «التمكين» العظيم للإخوان داخل وزارة الداخلية التى قضت عقوداً فى مراقبتهم ومصادرة أموالهم وحبس رجالهم، وها هى مجزرة استاد بورسعيد، التى أزهقت أرواح عشرات الشباب، تتحول إلى أداة فى أيدى الإخوان لإرغام وزير الداخلية على إعداد «حركة» جديدة تتضمن إحالة المئات من اللواءات والعمداء فى الوزارة إلى المعاش، ليس لأنهم فاسدون أو متهمون فى قضايا تعذيب جنائى، لكن بالأساس لأنهم شاركوا فى مطاردة أعضاء التيارات الدينية لحساب نظام مبارك وحبيب العادلى.
أما إذا كان الشخص مواطناً ينتمى إلى الغالبية الكاسحة التى تعيش من قلة الموت، وتتعرض منذ سنوات لمذلة البطالة والفقر والغلاء والمرض، فإن تفكيره فى التغيير لن يكون إيجابياً، لأنه اكتشف أن الحياة فى ظل الحزب الوطنى الفاسد ربما كانت أقل هواناً ومذلة من الحياة فى ظل الإخوان الذين انشغلوا بتقسيم غنائم الفوز بينهم وبين المجلس العسكرى، بينما ظل الشعب بعيداً عن اهتمامهم، وظل الفساد على حاله فى كل قطاعات الدولة، وظلت عجلة الإنتاج مغروسة بفعل فاعل فى أوحال التآمر، فى الوقت الذى حقق فيه تجار السوق السوداء والمصدرون والمستوردون مكاسب طائلة لم يسبق لهم أن حققوها فى أشد سنوات مبارك فساداً.
لا شىء تغير إذن للغالبية العظمى من المواطنين، ولا تحمل الأسابيع والشهور المقبلة أى أمل فى تغيير نحو الأفضل، لأن صفقات الإخوان - وهم الأبرع على الإطلاق فى عقد الصفقات وفى نقضها - لم تنته بعد، وأخطرها صفقة الاتفاق مع المجلس العسكرى على مرشح رئاسى توافقى أو على حد تعبير الشيخ حازم أبوإسماعيل مرشح تآمرى، والمخيف أننا نعرف أن الانشغال بصفقات سيؤدى إلى مزيد من إضاعة الوقت فى السياسة على حساب الاقتصاد، لكن ما لا يمكن التنبؤ ببشاعته هو نتائج نقض الإخوان اتفاقهم، وهو نقض آت لا محالة، ولن ينجو أحد من آثاره المدمرة على البلاد، خصوصاً الإخوان والمجلس العسكرى.
__________________

رد مع اقتباس