هذا ماحذرنا منة
انظروا مقال المحلل الرياضى العالمى خالد بيومى
بتاريخ اليوم
خالد بيومى يكتب : أنقذوا بورسعيد
17/02/2012 12:00 PM
هل سنقف مكتوفى الأيدى أمام الظروف الصعبة التى تواجه أهل بورسعيد، والموت الذى ينتظرهم؟ الحياة كلها مجمدة، تهدد بتدمير حياة مليون فرد! لا أقصد جمهور بورسعيد مجنون كرة القدم بكل روابطه المختلفة، الذى تسبب فى كارثة لن تمحوها الأيام مهما طالت، والتى أصبحت عالمية، لأنها المرة الأولى فى التاريخ الرياضى المحلى، التى تمارس فيها أعمال القتل داخل الملاعب، دون وعى أو احترام للآدمية.
أهل بورسعيد يموتون جوعا.. المؤن شحيحة، والغذاء يصل إليهم بالكاد، وعن طريق الطائرات، لأن حركة التنقل من وإلى بورسعيد محفوفة بالمخاطر.. يا سبحان الله! هل أصبحت بورسعيد جزيرة معزولة؟ وهل حصلت على الجنسية الإسرائيلية لأن عددا من البلطجية والمجرمين ممن ينتمون إليها أخطؤوا وقتلوا مئات من شباب الألتراس؟
المصاب جلل والجريمة نكراء وعلينا أن نحاسب المخطئ بذنبه «ولا تزر وازرة وزر أخرى» كما قال الله فى كتابه العزيز.. حاسبوا جمهور بورسعيد المتعصب الدموى الذى دأب منذ سنوات طويلة على التخريب والبلطجة فى المدرجات.. ولم يحاسبه أحد من المسؤولين عن الكرة فى مصر حتى أصبح أداة طيّعة فى أيدى أناس همّهم الأكبر تخريب هذا البلد، وبدلا من أن يستمر جمهور بورسعيد مع أهل هذه المحافظة الرائعة سندا لمصر ضد أى عدوان داخلى، كما كان جمرة نار ضد العدوان الخارجى، تناسى الجمهور المتعصب قوميته وعروبته ومصريته من أجل تعصب مقيت وحفنة دولارات أو حتى انفعالات وتهور لا أساس له، وونحن لا نعلم السبب فى الجريمة، وحتى تكشف التحقيقات سرها وأسبابها.
أدعو معشر الرياضيين إلى القيام بمبادرة من أجل إنقاذ شعب بورسعيد الذى لا يعرف كرة القدم ولا يشجعها، أو يشجعها باحترام.. الذى يحب مصر وترابها وأرضها الطاهرة، ويشجع المنتخبات الوطنية التى حققت الكثير على ملاعبها ويرفض أى مساس بأمنها وأمانها.. هيا نستثن 20 ألفا من الموتورين وذوى العاهات الفكرية الذين ملأ التعصب والحقد قلوبهم فقتلوا ومثَّلوا بجثث الأبرياء.. أنقذوا الأطفال الرُّضَّع والشيوخ الرُّكَّع والشباب الواعى الفاهم واجباته ويحب بلده، وحاكموا واقتصُّوا فى الوقت نفسه ممن تلوثت أيديهم بدماء ذكية بريئة كل ذنبها أنها كانت ضحية لإعلام زائف مضلِّل.. لا تقتلوا أهل بورسعيد.. لا تطعنوا مليون بورسعيدى متحضر ورائع من أجل 20 ألفا متهورين لا يعلمون معنى التشجيع الحقيقى ومعنى الرياضة كل هدفهم القتل والتدمير.. بعد انسياقهم وراء مخطط موتور وبلطجية لا يبحثون إلا عن المال فقط.
لن يغفر لنا التاريخ أن نقف متفرجين لموت أهل بورسعيد.. ولن نعالج الخطأ بخطأ.. وأدعو كل محب لهذا البلد أن نبادر جميعا بوقفة ضد موت أهلنا هناك.. هيا بنا نذهب إلى بورسعيد ونفك حصارها.. ولا أشك لحظة أن شباب الألتراس الواعى يقبل بأن يسقط موتى من الأبرياء، ونحن نعاهدهم أننا لن نترك المجرمين طلقاء.. وسنسير فى مسيرات تندد بأى تباطؤ بمجرد تأخير محاكمتهم.. يا شباب الألتراس، لا تقتلوا أهل بورسعيد.. نعم قتلَ جمهور بورسعيد المتعصب زملاءكم وإخوانكم وأولادنا، ولكننا لن نقتل الأبرياء، فالجريمة ستكون متساوية.. الجمهور قتلنا بالسيوف والجنازير وألقانا من فوق المدرجات.. ونحن بالمقاطعة الجائرة نقتل مليون بورسعيدى. استثنوا جمهور الكرة الذى تعود الحضور فى المدرجات.. اتِّهموهم كيفما شئتم.. قاطعوهم.. امنعوا عنهم كرة القدم.. ولكن لا تقتلوا أهلنا الأبرياء.