عرض مشاركة واحدة
  #403  
قديم 12-02-2012, 02:40 AM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: مخطط تصفيه الثوره ,,

مصحة «برلمان الثورة»..!

جمال فهمي


.. ولكن، هل تكفى «العقيدة» المتوجسة من الحرية أصلا و«الثقافة» البائسة التى تجعل صاحبها ميالا بالغريزة إلى القمع والقهر والمصادرة، هاتان المعششتان فى رؤوس نسبة كبيرة من أعضاء أغلبية برلماننا الحالى المتهم بأنه «برلمان الثورة»؟ هل تلك العقيدة وهاتيك الثقافة كافيتان لتفسير ما فعله هؤلاء فى جلسة يوم الإثنين الماضى عندما حولوا هذه الجلسة إلى تظاهرة غوغائية صاخبة فى حب، ليس فقط وزير الداخلية، وإنما أيضا «غازات» و«خراطيش» قوات سيادته التى كانت تنهش بغير رحمة فى صدور وعيون وأبدان مئات المواطنين العزل؟!
ربما العقيدة والثقافة تنهضان كدافع وسبب رئيسى لارتكاب هذه الفضيحة، لكنهما قطعا ليستا كل أسبابها ودوافعها، فقد لاحظ كثيرون وكتبوا مندهشين عن تلك المفارقة الصارخة المتمثلة فى أن أشد النواب غلظة فى التهجم على المتظاهرين السلميين والتشهير بهم لتسويغ قمعهم بل وقتلهم (إذا دعت الضرورة)، وأن أكثر المتحمسين (لدرجة «التفتفة») فى الدفاع عن الداخلية ووزيرها وأمنها المركزى كانوا ممن ذاقوا مرارة القهر والقمع والسجن والتعذيب سنين وعقودا طويلة!!
الحقيقة أن هنا بالضبط يكمن عامل آخر غير ثقافة وعقيدة الظلام، كان له دور قوى فى رسم الصورة البرلمانية الفضائحية التى داهمتنا الأسبوع الماضى (أخشى أن تداهمنا كثيرا فى المستقبل)، فأما هذا العامل فهو «مرض نفسى» شائع سبق أن شرحته فى سطور نشرتها قبل شهور فى هذا المكان، بينما كنت أحاول تفسير سلوك بعض أعضاء قطيع «المتأسفين» للمخلوع حسنى مبارك.. لقد قلت فى هذه السطور آنذاك:
«.. إن بعض هؤلاء (المتأسفين) مواطنون عاديون جدا، ولا تفسير لموقفهم الغريب هذا، إلا أنهم يعانون من أعراض مرض صار منذ منتصف سبعينيات القرن الماضى، معروفا ومشهورا فى أوساط الباحثين والمشتغلين بالعلاج النفسى باسم (stockholm syndrome) أو (أعراض عقدة استوكهولم)، وهى عقدة تترجمها بدقة العبارة الشعبية الدارجة (القط يحب خناقه)!!
وتعود تسمية هذا المرض والانتباه لأعراضه إلى عام 1973 عندما نفذت عصابة من المجرمين عملية سطو مسلح على مقر بنك كبير فى العاصمة السويدية، وقامت العصابة باحتجاز بعض الموظفين كرهائن لمدة ستة أيام، لكن عندما نجحت عناصر من شرطة استوكهولم فى اقتحام البنك والتعامل مع الخاطفين لاحظوا بمزيج من شعور الصدمة والدهشة أن بعض الرهائن أبدوا تعاطفا واضحا مع العصابة حتى إنهم اشتركوا معها فى مقاومة أفراد الشرطة الذين أتوا ليحرروهم، بل أكثر من ذلك تطوع عدد من هؤلاء الضحايا بالذهاب إلى المحكمة وأدلوا بشهادات تصب فى مصلحة أعضاء العصابة!!
هذا السلوك الشاذ والغريب استوقف عالما وطبيبا نفسيا، يدعى (نيلز بيجرو)، فعكف على تأمله ودراسته، ثم خرج آنذاك بنظرية جديدة فى علم النفس أطلق عليها (متلازمة استوكهولم)، وشرحها بأن بعض الناس عندما يتعرضون لعدوان متصل وطويل الأمد كالاحتجاز أو القمع أو الاحتلال أو الاعتداء والتعذيب البدنى والاغتصاب المتكرر، فإنهم بدل أن يدافعوا عن كرامتهم يفعلون لا إراديا العكس، إذ ينسجون ويطورون نوعا من العلاقة العاطفية المريضة والمنحرفة تظل تربطهم بجلادهم، وهى علاقة تنطوى على خليط مركب من مشاعر الانسحاق والكراهية والحب والإعجاب بقوة الجانى وتفوقه!!
لقد قدم الطبيب بيجرو تفسيرا وتعليلا منطقيا مقنعا لهذا المرض النفسى الذى تهاجم أعراضه بعض المقموعين والمعذبين، خلاصته أن الإنسان عندما يتعرض للقمع والسحق والإذلال، وبعدما يشعر باليأس وفقدان كل إرادة وأى قدرة على رد وردع جلاده ومغتصبه فإنه يكون أمام خيارين لا ثالث لهما، أولهما أن يظل واعيا بعجزه ومهانته ويبقى متيقظا متحفزا يتحين الفرصة ليثور ويتحرر من قهر غاصبه، والخيار الثانى أن يندفع غريزيا فى طريق الهرب من ألم ووجع الإحساس بالعجز، فيلجأ إلى نوع من التوحد النفسى مع الجلاد، ويطلق العنان لشعور التعاطف معه، وقد يبذل مجهودا كبيرا فى البحث والتنقيب عن شمائل حقيقية أو وهمية، يتمتع بها خاطفه أو قاهره ثم يتكئ عليها فى تبرير شذوذه وإعجابه المرضى بمن كان سبب عذابه..». هذا ما كتبته فى الصيف الماضى، وأراه الآن منطبقا تماما على «حالة» نواب مساكين، اضطروا تحت القهر والتعذيب إلى إعلان «التوبة» من التوسل بالعنف والإرهاب، وقد رأينا كيف «تعاون» بعضهم مع المباحث، فلما قامت الثورة لم يساعدهم أحد، بالعكس وجدوا من يرسلهم إلى تمثيل شعبنا الغلبان فى البرلمان، بدل أن ييسر لهم دخول «مصحة» يخضعون فيها لبرامج إعادة تأهيل وعلاج نفسى من آثار القمع والسحق والسجن الطويل.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
__________________

رد مع اقتباس