عرض مشاركة واحدة
  #401  
قديم 12-02-2012, 02:05 AM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: مخطط تصفيه الثوره ,,

ميزو

عمر طاهر

«كلما فكرت أن أكتب عن شهداء الأهلى أطل هذا المقال الذى كتبته منذ 3 أشهر عن ميزو شهيد الشيخ زايد، وهو ابن جيلهم ومن نفس سنهم، ومن المؤكد أن الحزن واحد».
دموع والد معتز، شهيد الشيخ زايد، كانت على حلم ظل يكبر أمامه يوما بيوم على مدى 23 سنة، وفى لحظة تحول إلى سراب.
دموعه كانت تشق القلب نصفين، رحل معتز بقطعة من عمر والده، ربما هى القطعة الأجمل فى العمر التى لن يعوضها دَسْتة أطفال، يرزقه بها الله دون مقدمات، مثلما استرد معتز دون توطئة تحمى القلب من ارتطام الوقوع من ارتفاع شاهق على أرض خشنة.
جرح والده لم يكن بحجم لحظة الفراق، لكنه بحجم 23 سنة من الذكريات، فى كل التفاتة إلى الخلف جرح جديد، فى صوته الذى سيغيب إلى الأبد وهو منفعل مع ماتش كرة، فى موسم امتحانات يشغل كل البيوت إلا هذا البيت، فى خطوة معتز الأولى على الأرض، فى التليفزيون المطرب الذى كان يحبه معتز، هذا فيلم كان يجعل ضحكة معتز تجلجل، فى هذا الشِّبَّاك كانت وقفته المفضلة بقليل من النسكافيه، هذه أكلته المفضلة خلاص اتحرّمت على البيت، هذه صورته على البحر مع أصدقائه، وهذه صورته فى عيد ميلاده الأخير، فى هذا الركن حصل معتز على علقة محترمة، طفل مشاغب لا يسمع الكلام ويصر أن يمشى حافيا فى عز السقعة، هذه رنة موبايله ترن واحدة مشابهة بالصدفة فى مكان ما، هذه فتاة كان قد لوّح إلى الأهل بإعجابه بها، هذا صف بوكسراته وصف أسطواناته وصف كتبه القليلة إلى جوار الفراش، وصف أحذيته المتراصة أسفل الدولاب وقد انطفأت ألوانها إلى الأبد، أول يوم يصومه فى رمضان، ذعره يوم ذبح الخروف فوق السطوح فى أحد الأعياد، هنا رقد يوم عاد من المدرسة وحاجبه مفتوح فى خناقة، هذا المستشفى الذى تخلص فيه من اللِّوز التى كثيرا ما أمرضته، هنا المسجد الذى كان يصلى فيه الجمعة دائما، هذا طريق المقهى المفضل بالنسبة إليه هو وأصدقائه، هذه ساعة يده التى حصل عليها هدية عقب تخرجه فى الجامعة، هذا خاله الذى اختبأ عنده بعد شد وجذب مع والديه، هذه رائحته تملأ غرفته بعد آخر مرة استخدام فيها اسبراى العرق النفّاذ طيب الرائحة. بتحب مين أكتر يا ميزو، بابا ولّا ماما؟ نفسك تطلع إيه لما تكبر؟ كلّمنا لمّا توصل.
مبسوط فى شغلك الجديد؟ شد حيلك عايزين نفرح بيك، أول يوم مدرسة وأول يوم جامعة وأول يوم عمل وأول مرتب وأول شكوى من العمل، هذا بلد كان يقول دائما: إنه يحلم بزيارته، وهذا مذيع كان يكره طلّته، وهذا صحفى كان يجاهر باحترامه له، وهذا جار كان يقول عنه إنه رجل طيب، وهذه قريبة كان يتحاشاها، لأن عينها وحشة، هنا كانت جلسة استذكاره المفضلة، هذه فرشة أسنانه تطل حزينة من بين بقية جيرانها، هذا شامبو استحمام برائحة الفاكهة كان يفضله، هذه رصة مشطه وفرشاته وعلبة الجيل كما تركها آخر مرة، أول كلمة نطقها طفلا، سمّع الفاتحة يا معتز لعمو، هذا صوت مقرئه المفضل يهل من بعيد قادما من شقة أحد الجيران، أول سؤال مر بخياله طفلا: هوّ أنا جيت ازاى؟ هنا فى عمارة تحت الإنشاء شقة كان الأب يضع نظره عليها ليشتريها لمعتز ليتزوج فيها، هذا اللاعب الذى كان يعشقه معتز، يمر بالصدفة بالقرب من والده «مش هتصدق أنا شوفت مين النهارده؟» هذا ترننج معتز منشورا فى البلكونة، من يجرؤ على التقاطه من فوق الحبل قبل أن تأخذه رياح الشتاء بعيدا كصاحبه.
اعتذار إيه اللى الداخلية بتتكلم فيه؟!
__________________

رد مع اقتباس