عرض مشاركة واحدة
  #320  
قديم 09-02-2012, 07:27 PM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: مخطط تصفيه الثوره ,,

برلمان الثورة.. المضادة !
جمال فهمي




قبل أقل قليلا من عامين وقف تحت قبة البرلمان ثلاثة صيَّع من قطيع النواب المزورين التابعين إلى حزب المخلوع أفندى المنحل وراحوا ينتقدون بعنف وزارة الداخلية، لأنها تقمع المتظاهرين السلميين بطريقة وصفها أحدهم بأنها تنطوى على «حنية زائدة»، مع أن الواجب يقتضى إبادتهم وقتلهم «بالرصاص الحى» فى الشوارع (!!) آنذاك انقلبت الدنيا ولم تقعد وتفجر غضب عارم وثارت ضجة هائلة أجبرت بعض قيادات عصابة المخلوع على محاولة احتواء الفضيحة والتملص منها.
الواقعة الفضائحية تلك لم يمر عليها سوى ثمانية أشهر فقط وقام الشعب المصرى بثورة عظيمة خلعت المخلوع وأرسلت الأغلبية الساحقة من أعضاء برلمانه المزور إلى مزبلة التاريخ، وبعد أن ورث المجلس العسكرى الحكم استدعى هذا الأخير لجنة «المستشار + المحامى» التى قامت مشكورة بتفصيل مسار سياسى ودستورى معوج ومنيل بستين نيلة انتهى ببرلمان سموه «برلمان الثورة».. هذا البرلمان قضت أغلبيته بعض الوقت فى توزيع المغانم والمناصب البرلمانية على نفس حضرتها، ثم لما فرغت من أكل «مهلبية الثورة» أنفقت بضع جلسات فى الزعيق والثرثرة وسكب أطنان من الدمع الهتون على «شهداء الثورة»، وبينما جنابها على هذه الحال وقعت مجزرة استاد بورسعيد وانضم إلى قوافل الشهداء قافلة جديدة ضمت نحو 80 فتى وشابا من أجمل زهور الوطن، عندئذ لم يقصر «برلمان الثورة» ولم يقعد مرتاحا فى البيت وإنما التأم عقده بسرعة ونصب جلسة طارئة أطلقت فيها الست الأغلبية عاصفة ثورية كاسحة، اعتمدت أساسا وحصريا على الزعيق والرغى والكلام الفاضى، الذى للأمانة لم يخل من هجاء وتوبيخ وشتم فى الشرطة ووزيرها ورئيس حكومته، بيد أن ثورة الرغى هذه انتهت بإحالة الأمر إلى لجنتين إحداهما كلفوها بـ«التقصى»، والثانية بـ«طرمخة» الموضوع.
غير أن الموضوع كان أكبر وأسوأ من أن يطوى ويطرمخ فخرجت آلاف كثيرة من الشباب الغاضب فى تظاهرات ومسيرات سلمية توجهت إلى بعض مقرات الشرطة فى عدد من المدن، وتوجه العدد الأكبر إلى المبنى الرئيسى لوزارة الداخلية التى كان أغلب النواب الثوريين اتهموها بتهم قاسية تراوحت بين «الإهمال الجسيم» و«التواطؤ» مع المجرمين وتعمد تسهيل ارتكابهم المجزرة.
هذه التظاهرات اعتبرتها أجهزة الشرطة والأمن مناسبة معقولة وذريعة جيدة لتنفيذ محرقة جديدة وإرسال دفعة أخرى من الشهداء الأبرار إلى جنة الخلد، وفورا عادت سحب الغاز الخانق تظلل سماء قلب العاصمة بينما لعلعت طلقات الرصاص والخرطوش، وراح طوفان «بليها» وحصاها الحديدى يعربد فى قلوب وصدور وعيون وأبدان المئات من شباب مصر.. فهل نام «برلمان الثورة» وتقاعس وبقى يلهط أرزا باللبن مع الملائكة؟ أبدا والله، لا نام ولا أكل أرزا وإنما عاد سيادته واجتمع تحت القبة، بيد أن اجتماعه هذا المرة كان «علينا» وعلى شبابنا وليس على الداخلية ووزيرها كما حدث فى الاجتماع السابق.
لقد أتحفتنا الست الأغلبية البرلمانية الثورية المتدينة قوى جدا خالص فى هذا الاجتماع التاريخى بعاصفة زعيق وضجيج مماثلة للعاصفة السابقة، لكنها جاءت مضادة لها تماما فى الاتجاه، فبعد أن كان الهجاء والشتيمة منصبين على الداخلية ووزيرها انقلبت الحال إلى تشهير مفضوح ورمى بالسخائم القذرة فى حق المتظاهرين السلميين المحتجين على مجزرة بورسعيد، ووصل الأمر إلى اتهامهم «بالألفاظ والعبارات نفسها التى استخدمها صيع المخلوع قبل عامين» بأنهم «بلطجية» و«عملاء» يريدون «إسقاط الدولة الحامل فى شهرها السابع» تنفيذا لمخطط وضعته أمريكا وإسرائيل.. إسرائيل هذه التى حرص قيادى سلفى بارز جدا على طمأنة قلبها برسالة بعث بها سيادته لحضرتها عبر راديو جيش دفاعها!
أما الوزير الذى أحالوه فى الجلسة السابقة إلى لجنة «الطرمخة» البرلمانية، فقد أغرقوه بالمدح والتوقير والتأييد وشنفوا أذنيه بصوت التصفيق الحاد والزغاريد المدوية، وأخذت الجلالة بعضهم فرأينا كيف كانت «الطرحة» السعودية البيضاء الرائعة التى يعتمرونها تهفهف وتهتز بعنف، بينما هم يدافعون بحرارة عن معالى الوزير وقواته التى أكدوا أنها لم تطلق أى خراطيش ولا جرحت ولا قتلت أحدا من المتظاهرين، وإنما الـ15 الذين استشهدوا فعلا، ماتوا من الضحك.
أكثر من ذلك زايَدَ كثر من النواب «بتوع الثورة» على الصيع الثلاثة الذين طالبوا أيام المخلوع بضرب المتظاهرين بالرصاص الحى، وذهبوا فى الفضيحة لدرجة أنهم كانوا على وشك سن قانون يلزم وزارة الداخلية بقتل كل من تسول له نفسه الخروج إلى الشوارع فى تظاهرات سلمية!
ووسط هذه الجلبة الفضائحية المروعة لم يسلم نواب يتمتعون باحترام وضمير يقظ حاولوا ببسالة السباحة ضد تيار الفضيحة من شتى صنوف الأذى والبهدلة، التى لم تبدأ بالشوشرة عليهم ومنعهم الكلام ولم تنته باتهامهم بـ«الفسق»..
__________________

رد مع اقتباس