أكدت بيانات بحث الدخل والانفاق والاستهلاك الصادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء ان متوسط الانفاق الكلي السنوي للأسرة المصرية
يبلغ نحو22 ألف جنيه لاجمالي الجمهورية بمتوسط شهري قدره1854( ألف وثمانمائة وأربعة وخمسون جنيها). كما أشارت البيانات إلي أن متوسط الانفاق السنوي الكلي للزسرة بالحضر يبلغ نحو26( ستة وعشرين) ألف جنيه بمتوسط شهري2221 جنيها. وفي الريف نحو18 ألف جنيه بمتوسط شهري1553 جنيها/
ولا تعني هذه الأرقام ان كل الأسر تنفق في حدود هذا المتوسط فهناك الأثرياء وهناك متوسطي الدخل والفقراء وهناك شديدي الفقر حيث يتم احتساب الأرقام وفقا للانفاق الكلي للمجتمع مقسوما علي عدد السكان أو علي عدد سكان الحضر أو سكان الريف والانفاق الاستهلاكي هو قيته السلع والخدمات التي حصلت عليها الأسرة أو دفعت ثمنها نقدا عن طريق الشراء أو انتجتها بنفسها لاستهلاكها الفعلي أو حصلت عليها كدخول عينية مقدرة بسعر السوق خلال فترة بحث الدخل والانفاق والاستهلاك لعام2010 ـ.2011
وطبقا للأرقام السابقة فإن متوسط الانفاق الكلي السنوي للأسرة بالمدن يفوق مثيله في الريف بنحو ثمانية آلاف جنيها حيث تعد المناطق والمحافظات الحضرية هي أكثر المناطق انفاقا علي مختلف السلع والخدمات. كما ترتفع الأسعار في المدن عن الريف.
وطبقا للبحث والذي يتم اجراؤه كل عامين فإن انفاق الأسرة علي الأطعمة والمشروبات وصلت نسبته إلي40% من انفاق الأسرة مقابل18% وهي نسبة الانفاق السنوي علي المسكن ومستلزمات و8% فقط علي الخدمات والرعاية الصحية و2% علي الثقافة والتزفيه و3.9% علي التعليم.
ويعني ذلك أن الأطعمة والمشروبات تلتهم جانبا كبيرا من ميزانية الأسرة في الوقت الذي يتضاءل فيه الانفاق علي الرعاية الصحية والثقافة والترفيه والتعليم. حيث يصل متوسط الانفاق السنوي للأسرة المصرية علي الخدمات والرعاية الصحية نحو1813 جنيها ومتوسط الانفاق السنوي علي التعليم للأسرة التي لديها أفراد ملتحقون بالتعليم نحو3706 جنيها ـ مقارنة بمتوسط سنوي قدره8887 جنيها للانفاق علي الأطعمة والمشروبات. ويرجع ذلك إلي ارتفاع أسعار الأطعمة والمشروبات وزيادتها المستمرة مقارنة بالارتفاعات في باقي بنود انفاق الأسرة وكلما ارتفع المستوي الاجتماعي والثقافي للأسرة كلما قل انفاقها علي هذا البند الذي يلتهم جانبا كبيرا من انفاق الأسر الفقيرة( الأطعمة والمشروبات) خاصة الأسر ذات الدخول المنخفضة( الفقراء).
أما الإنفاق علي التعليم فإن الدروس الخصوصية تحتل نسبة42% من اجمالي الانفاق الكلي للأسرة علي التعليم مقابل نحو39% وهي المصروفات والرسوم الدراسية. وقد احتلت المصروفات والرسوم الدراسية في الحضر أعلي مرتبة في الانفاق علي التعليم نتيجة اتجاه العديد من الأسر بالمدن للتعليم الخاص أما في الريف فقد مثلت الدروس الخصوصية ومجموعات التقوية المرتبة الأولي بنسبة47%. أما المقارنة بين انفاق الأغنياء والفقراء في المجتمع فهي تعكس انعدام العدالة الاجتماعية حيث يصل انفاق الأثرياء في المجتمع إلي نسبة39% من اجمالي الاستهلاك السنوي للسكان مقابل9.5% وهو نصيب الشريحة الدنيا( الفقراء شديد الفقر) من اجمالي الاستهلاك السنوي للسكان أي ما يعادل أربعة أضعاف.
منقول