عرض مشاركة واحدة
  #165  
قديم 03-02-2012, 06:58 PM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: مخطط تصفيه الثوره ,,

كلنا ألتراس
وائل عبد الفتاح




الحزن…. الغضب….
الشعور بمرارة من كل هذه الوجوه البغيضة.. التى تستسهل لوم الضحية وتسرق كل فرصة لتضرب الثورة.. ليسوا أغبياء…. بداية من أعلى رأس فى البلد إلى أكثر المذيعين تفاهة. كيف يمكن فى بلد محترم أن يخرج الحاكم فى البلاد ويقول إن ما حدث فى استاد بورسعيد يحدث فى العالم كله… وكيف يترك الشعب من يقومون بهذه الأفعال.
المشير كان يقصد الألتراس.. ضحايا المجزرة..
المذيع التافه أيضا طالب بقتل الألتراس…. أى قتل الضحايا.. وليس أمامى فى هذه اللحظة إلا إعادة ما كتبته عن الألتراس.. إنهم سكان الركن المنسى من المدرجات، الباحثون عن متعة حقيقية دون صناعة تبيع كل شىء لمن يملك..
فقط، إنهم الجمهور الذى أصبح نجما أعلى من النجوم، والمهووسون الباحثون عن اللعب إلى الأبد، إنهم الألتراس العشاق المتيمون باللعبة، لا بالماكينة التى حولتها إلى صناعة رأسمالية لا يقدر على الاستمتاع بها إلا من يملك ثمن التذكرة.
الألتراس ليسوا فقراء، لكنهم يبحثون عن متعة خالصة التهمتها ماكينات ضخمة مضغت كل هذه المتعة وحولتها إلى بضاعة غالية، تحقق لهم الأرباح الخرافية، بينما المتعة أصبحت أقل.
الجنون بالمتعة الأصلية ليس كل ما لدى الألتراس، ولكن الخروج عن سلطة السوق التى أصبحت تحدد كل شىء، وتصنع آلهة اسمها نجوم الكرة، وتجعل من اللعبة ببساطتها، وحشا كبيرا ممنوع الاقتراب منه إلا عبر «مروضى الوحش» من تجار وسماسرة وإدارات واتحادات وشركات إلى آخر هذه المافيا التى لا يهمها المتعة مقارنة بتدوير ماكينة الأرباح.
الألتراس ضد السلطة التى تحمى هذه الماكينات بكل ما لديها من أدوات قهر وسيطرة. إنهم ضد التيار، يبحثون عن متعة قديمة، ويتوحدون بلون الفانلة وبقوة تجمعهم… هذا بعض ما عرفته عن الألتراس، وكنت أراهم مجموعات فاشية، تدار بمنطق العصبة المتجمعة حول زعيم أو مجلس زعماء، يقودون كل معارك تدميرهم أشكال السلطة من الأمن المركزى إلى إدارة النادى.
خيالهم هو سر نجاحهم.. هذا ما قد تكتشفه بعد صدمة اقترابهم من الفاشية، وتكتشف أيضا أنهم مثل كل التجمعات المضادة للسوق، تحكمهم علاقات وروابط مخيفة، لأنها لا تلتزم بقوانين أصبح متعارفا عليها ولو كانت ظالمة. العمال الباحثون عن متعة الكرة فى إيطاليا تقريبا هم أول من قرروا تحويل الركن المنسى فى الملعب إلى مركز جديد عندما فكروا فى أن يجلسوا فى هذا الركن بتذاكر مخفضة، ويقيموا استعراضهم الذى سيجعل الجاذبية لهم وحدهم.. من هنا الألتراس هو الجنون الكامل بالفكرة.
وقد تتحول إلى عصابات فاشية، كما حدث فى بعض بلدان أوروبا الشرقية، وتقود حروبا أهلية، وقد تجذبها مسارات ثورات التحرر من الديكتاتور كما حدث فى مصر. الألتراس فى مصر أحدث تحولا كبيرا فى هذه المجموعات التى أصبحت نجمة ملاعب الكرة، وصانعة دهشتها. الألتراس كان فى طليعة الثوار يوم ٢٨ يناير بجسارتهم وقدرتهم على تحدى ماكينات الأمن الجبارة. الأمن لم يرحم يومها العزل والمتظاهرين السلميين، وانكسرت هيبته عندما كسر الألتراس حاجز الخوف. ما زلت أقف طويلا عند النزعة الفاشية فى الألتراس، لكنها لم تعد كل شىء.إنهم التعبير الإيجابى عما يسمى فى الأدبيات السياسية «الأناركية» ويترجم خطأ على أنه الفوضوية، لكنه الاتجاه ضد كل سلطة تقهر الجموع من أجل أن تسعد مجموعات أو نخبا مختارة. وإذا كان جهاز أمن الدولة شعر فى أيام العادلى الأخيرة بخطورة الألتراس وخصص لهم فرقة مطاردة كاملة، فإن هناك فى الأمن من يتعامل معهم بنفس العقلية القديمة، معتبرا أنهم جموع من رعاع الملاعب، والحقيقة أنهم يضمون كوكتيلا مدهشا من الموظفين المهمين وحملة الشهادات العليا وطلاب المدارس الحكومية وطلاب المدارس الأجنبية وجامعيين وعمال مهرة وضباط بوليس وضباط جيش وأصحاب شركات… وهم بالنسبة إلى من ورثناهم من عصر الانحطاط (مبارك سابقا) من مذيعين وصحفيين وإداريين فى كرة القدم، مجرد مجموعات منفلتة. … إلى من قتل الألتراس..
كلنا ألتراس.. إلى من يعيش حرا بعد ارتكاب موقعة الجمل الأولى… وها هو ذا يصبح ملهما لمدرب موقعة الجمل الثانية… إلى من نقل مخطط صناعة الفوضى من القاهرة إلى بورسعيد….
إلى من يحارب الكتل الشاحنة للثورة..
إلى من يريد حرق البلد لتعود الدولة الأمنية..
إليهم جميعا.. كلنا ألتراس..
……. إلى الألتراس.. كلنا ألتراس..

__________________

رد مع اقتباس