عرض مشاركة واحدة
  #485  
قديم 24-01-2012, 05:21 PM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: "ايقونات" الثوره المصريه..(25 مصريا فى25يناير)

17 - علاء الأسواني
كان محرضا أيضا على الثورة فى صالونه الأسبوعى الذى تحول من ندوة أدبية أسبوعية إلى ملتقى ثقافى وسياسى
خرج فى مظاهرة من شارع قصر العينى ثم توجه إلى ميدان التحرير
كان حاضراً فى المظاهرات التى جابت شارع قصر العينى من أوله حتى آخره
يُعتبر واحدا من «المحرِّضين»، كان لا بد أن يوجد فى ميدان التحرير يوميا
كتبت- نانسى حبيب:
اعتبر المفكر الكبير د.جلال أمين روايته «عمارة يعقوبيان» أحد الأعمال الأدبية التى حرضت على ثورة 25 يناير، أما د.علاء الأسوانى فيرى أنه لا يمكن أن يقرر أمرا مثل هذا. لكنه يعود ويؤكد أنه حين كان مع الشباب فى ميدان التحرير وجد تقديرا كبيرا منهم، وقال البعض له إنهم موجودون فى الميدان بسبب ما كتبه.
يحظى فى الخارج علاء الأسوانى بمكانة أدبية كبيرة على المستويين الأدبى والسياسى، وكانت روايته «عمارة يعقوبيان» سببا كبيرا فى شهرته بعد ترجمتها إلى أكثر من 32 لغة، حققت بها مبيعات تجاوزت مليون نسخة فى 82 طبعة، أما فى الداخل فهو معروف، إلى جانب قيمته الأدبية قطعا، بمواقفه الثورية وآرائه الجريئة وانتقاداته الحادة، التى دائما ما تثير جدلا كبيرا، ومنها حلقته الشهيرة على قناة «أون تى فى» مع د.أحمد شفيق رئيس الوزراء الأسبق، التى كانت سببا فى استقالة الأخير أو إقالته. البعض رأى أن الأسوانى تعامل بحدة شديدة، والبعض الآخر رأى فى ما قاله جرأة وشجاعة، أما هو فيرى أنه لم يفعل شيئا سوى أن قال رأيه بصراحة، وأن د.شفيق هو الذى أخطأ حين اتهمه بأنه «مدعى الوطنية».
قبل ثورة 25 يناير، كان الأسوانى يؤمن بأن التغيير قادم لا محالة، يطالب بالإصلاح السياسى وينتقد الفساد، كان يكسر التابوهات دون أن يهمه حجم الهجوم الذى سوف يتعرض له، فعلها فى روايتيه «عمارة يعقوبيان» و«شيكاغو»، وفعلها فى مقالاته التى دأب فيها على انتقاد نظام مبارك وتعريته منذ أن بدأ قبل سنوات الكتابة المنتظمة فى عديد من الصحف مثل «العربى» و«الدستور» و«الشروق»، مذيّلا دوما مقالاته هذه بقوله الشهير «الديمقراطية هى الحل»، بينما كان محرضا أيضا على الثورة فى صالونه الأسبوعى الذى تحول من ندوة أدبية أسبوعية إلى ملتقى ثقافى وسياسى ندر وجوده فى فترة ما قبل سقوط مبارك. كان الأسوانى ولا يزال صريحا ومستشرفا، حتى إنه عندما كان فى إحدى الندوات يوم 23 يناير 2011، قال إن «التغيير قادم»، ولم يكن أحد يتخيل وقتها أنه بعد يومين فقط سوف تتحقق مقولته، وتخرج المظاهرات فى كل أنحاء مصر تطالب بإسقاط النظام.
ولأنه يُعتبر واحدا من «المحرِّضين»، كان لا بد أن يوجد فى ميدان التحرير يوميا، ويستعرض الأسوانى حوارا دار بينه وبين شاب مصرى التقاه يوم جمعة الغضب 28 يناير، وقال له: «أنت كتبت كتاب (لماذا لا يثور المصريون)» وطالبه بكتاب جديد عما يحدث فى ميدان التحرير لأن المصريين «فعلوها وثاروا». يقول الأسوانى إنه بعد هذا الحديث بدقائق أصابت الشاب رصاصة قناص من أحد الأسطح فى ميدان التحرير واستُشهد.
يقول الأسوانى إن آخر حديث لحسنى مبارك، قال فيه «أنا عايز أمشى، وأخشى الفوضى والمتطرفين والهجوم على الأقباط»، لكننا جميعا فوجئنا بعدها بعبود الزمر يتم تقديمه على أنه بطل قومى. كتب الأسوانى وقتها أن الزمر يتنقل من قناة إلى أخرى، وأن هذا لا يتم اعتباطا، لكنه أمر تمهيدى، فهذا مشهد سوف يأتى وراءه مشهد، حتى نصل إلى المشهد الرئيسى. ويضيف الأسوانى أن أى ثورة ينقسم بعدها المجتمع إلى ثلاث فئات: الكتلة الفاعلة للثورة، وهؤلاء يعرفون تماما ما يريدون ومستعدون للتضحية من أجل الوصول إلى أهدافهم، والثورة المضادة، والكتلة الساكنة التى تلقت الثورة كأنها خبر، لم تنزل ولم تضرب، ستظل رؤيتها لفترة بعيدة عن رؤية الثورة، وهم متذبذبون، بمعنى أنه حين خرج مبارك ليقول «أنا عايز أموت على أرضى»، بكوا. وحين عيّن الرئيس السابق عمر سليمان نائبا، قالوا خلاص كفاية. لكن هؤلاء -حسب الأسوانى- ليسوا غرباء عنا، لكنهم أهلنا وقد يكونون معنا فى نفس البيت، ونحن فى النهاية مسؤولون عنهم.
ولأن الأسوانى لم يتغير، فإنه ظل إلى جانب الثوار ينزل معهم إلى الميدان ويرافقهم أمام مجلس الوزراء ويخرج لينتقد من يقتلهم. لذا لم يكن غريبا أن يتعرض لاعتداء بالسب من قِبل مجهولين -هكذا قالت وسائل الإعلام عنهم- عندما كان بصحبة مصورين وصحفيين من التليفزيون البريطانى فى شارع قصر العينى يحاولون تصوير موقع الأحداث أمام مجلس الوزراء. وكان واضحا من كلمات الذين حاولوا افتعال مشاجرة مع الكاتب والروائى والناشط السياسى أن هدفهم هو تصوير الواقعة، ونشرها على مواقع الإنترنت لإظهاره كأن وجوده غير مقبول بالمنطقة التى تقع عيادته بها.
وصف المتحرشون الأسوانى بـ«العميل»، ووجهوا إليه ألفاظا نابية، وقال البعض إن هؤلاء حاولوا التطاول عليه والاعتداء عليه بالأيدى، لكن كل هذا لم يجعله يتزحزح عن موقفه. اتهموه بمحاولة إشعال البلاد -هو ومتظاهرى التحرير- لكنه ظل يخرج منتقدا لهم، مطالبا باستكمال الثورة التى سُرقت.
الأسوانى دعا الجميع للنزول إلى الشوارع والميادين يوم 25 يناير 2012، قائلا إن نظام مبارك ما زال يحكم، لكن الثورة مستمرة، وستظل حتى تحقق أهدافها، رافضا الاحتفال بذكرى الثورة، مؤكدا أن الاحتفال لا يكون إلا فى حالة الانتصار وانتهاء الثورة، وأنه لا يعتقد أن يكون هناك احتفال فى حالة الهزيمة، فالثورة لم تنتهِ بعد وما زالت مستمرة ولم تنتصر بعد

18 - عصام سلطان
25 يناير
شارك فى مظاهرة أمام دار القضاء العالى ثم انطلق فى مسيرة بشارع 26 يوليو واتجه إلى شارع رمسيس حيث انضم إلى مظاهرة وصلت إلى ميدان التحرير
28 يناير
صلى الجمعة فى مسجد الاستقامة وتعرض لاعتداءات من رجال الشرطة قبل أن يتوجه
كان هو دون غيره يصوغ البيان الأول لتأسيس الجمعية الوطنية للتغيير
كتب: محمد الخولي
خلفيته الإسلامية لم تمنعه من أن يقاطع إمام مسجد بمدينة المنصورة، كان محمد البرادعى يصلى به الجمعة ضمن زياراته التى قام بها عقب عودته إلى مصر. الخطيب كان يحرِّم الخروج على الحاكم، فوقف وصرخ فى وجهه: «هناك فتوى بحرمة مقاطعة الخطيب، لكنى أفتى بأن مقاطعته واجبة»، وخرج من المسجد ورفض أن يصلى خلفه «لأنه خطيب منافق». يرتدى روبه الأسود، وعلى كتفه حقيبة صغيرة، وبيده مجموعة من الأوراق، هكذا كان المحامى عصام سلطان، نائب رئيس حزب الوسط، يظهر أمام مبنى مجلس الدولة، لمتابعة الدعاوى القضائية التى رفعها مع أبو العلا ماضى رئيس حزب الوسط، للموافقة على تأسيس أكثر الأحزاب التى حصلت على رفض من لجنة شؤون الأحزاب فى عهد الرئيس المخلوع، وكلما أغلق طريق نجح بخبرته القانونية فى فتح طرق أخرى، إلى أن نجح فى 19 فبراير 2011، وأقرت المحكمة الإدارية العليا بالموافقة على تأسيس حزب الوسط الجديد. المحامى الدمياطى بدأ نشاطه السياسى من الجامعة، ولم تبهره أضواء المدينة، وبحث عن المبادئ التى قرأ عنها كثيرا، فتقدم إلى انتخابات اتحاد الطلبة بجامعة القاهرة، ونجح فى أن يقتنص منصب رئيس الاتحاد، 1986، وسعى إلى تنشيط الحركة الطلابية واستعادة مجدها فى السبعينيات، دعا إلى الخروج فى مظاهرات للمطالبة بتحسين الأوضاع الداخلية، والتضامن مع القضية الفلسطينية. الشاب الإخوانى لم يتوقف نشاطه عند الجامعة، وبعد تخرجه فيها سعى إلى المشاركة فى الحركة الوطنية المصرية، حتى منتصف التسعينيات، انشق مع مجموعة كبيرة من رفاقه عن جماعة الإخوان المسلمين، وبدؤوا فى تأسيس حزب الوسط، واجتمع مع عدد من زملائه فى 1995 واتفقوا على أن يكون الحزب الجديد وسطيا وقائما على المرجعية الإسلامية تحت اسم حزب الوسط، وتقدموا بأوراق الحزب إلى لجنة شؤون الأحزاب، وكان أول رفض له فى 1996، وذهب سلطان ورفاقه إلى المحكمة وطعن على القرار، وساق عددا من المبررات التى تثبت خطأ اللجنة، إلا أن المحكمة قضت هى الأخرى «برفض تأسيس الحزب عام 1998»، الإصرار إحدى سمات سلطان، فأعادوا تقديم أوراق الحزب مرة أخرى، لكن باسم حزب الوسط المصرى، لكن الأوراق رفضت للمرة الثانية، وفى عام 2004 توجه من جديد إلى اللجنة بأوراق تأسيس الحزب، وكان الرفض هو قرارها، ولم يعد هناك سوى طريق القضاء الذى ظل ينظر القضية حتى أصدر حكمه بقبول تأسيس الحزب، وللمفارقة أن الحكم صدر بعد تنحى مبارك بتسعة أيام فقط. لينهى قصة حزب حاول أن يبحث له عن شرعية لمدة 15 عاما. فى يوليو 2004 كان سلطان أحد الحضور فى منزل المهندس أبو العلا ماضى، لتأسيس حركة «كفاية»، ورفعت شعار «لا للتمديد ولا للتوريث»، وكانت أولى الحركات السياسية التى تعلن معارضتها لحكم مبارك نفسه لا لحكومته، وبعد هذا اللقاء بأربع سنوات تقريبا كان سلطان يحضر اجتماعا آخر، هذه المرة كان فى منزل المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية محمد البرادعى، بل كان هو دون غيره يصوغ البيان الأول لتأسيس الجمعية الوطنية للتغيير، ولخص مطالب المصريين فى المطالب السبعة التى رفعتها الجمعية منذ اليوم الأول لها. وكان سلطان واحدا من المحرضين على الثورة، وطالب بالتظاهر يوم 25 يناير لوقف عمليات التعذيب الذى أصبح ممنهجا داخل السجون وأقسام الشرطة المصرية، وللاحتجاج على الأوضاع المعيشية التى تزداد سوءا كل يوم. صباح يوم 25 كان يهتف مع مجموعة أخرى أمام دار القضاء العالى يطالبون بتحسين الأوضاع، «كنت مع أبو العلا ماضى، وجمال زهران، ومحمد البلتاجى أمام دار القضاء العالى، وأمامنا جيش أمن مركزى». يقول عصام سلطان، الذى لم يمل من الوقفة، فـ«مع العصر بدأت بشائر الأمل تلوح»، الأعداد تتزايد، والأمن المركزى مرتبك، «بدأنا بعمل مسيرة فى شارع 26 يوليو، وعدنا إلى شارع رمسيس فأغلقوا الشارع علينا»، يحكى سلطان، ويضيف «وجدنا مسيرات ضخمة من العباسية وبولاق أبو العلا تتجه نحونا وسرنا معهم حتى وصلنا إلى ميدان التحرير، وكانت ثورة عظيمة»، وهى لم تكتمل بعد، حسب سلطان «الجزء الأكبر منها تم إنجازه، وباقٍ جزء آخر، لكن إذا حدث تباطؤ فى تنفيذه، فمن الممكن أن يقضى هذا الجزء الصغير على ما تم إنجازه بالفعل»، وينقل النائب الجديد فى مجلس الشعب نبض الشارع، «هناك حالة من الاحتقان السياسى، والضغوط الاقتصادية وعدد من مطالب الثورة لم يتم تحقيقها حتى الآن»، ولذلك يرى أنه «من الواجب أن يستكمل الشعب ثورته»، ويشترط «أن تكون بنفس منهج 25 يناير السابق.. سلمية». يختلف سلطان مع من يحلل بوجود شرعيتين فى مصر الآن «البرلمان والميدان»، لأنه «لولا الميدان ما كان أغلبية هؤلاء الأعضاء فى البرلمان الآن».
19 - محمود الخضيرى
25 يناير
شارك فى المظاهرات بالإسكندرية بعد أن تعرف على دعوة النزول للتظاهر فى كل ميادين مصر معلنا رفضه ممارسات الشرطة
28 يناير
غادر الإسكندرية وصلى الجمعة فى مسجد الاستقامة وتعرض لعدد كبير من القنابل المسيلة للدموع
15 يوماً كاملة قضاها فى ميدان التحرير معتصماً وثورياً ينادى بالتغيير
كتب: عبد المجيد عبد العزيز
«شعرت فى السنة الأخيرة بأنى لا أستطيع أن أقوم بالعمل بالصورة التى تعودت عليها فى السنوات السابقة، وكان كثيرا ما يؤنبنى ضميرى ويرتجف القلم فى يدى خوفا من أن أقع فى خطأ يتسبب فى ضياع حق يحاسبنى الله عليه يوم القيامة».. كان هذا جزءا من أسباب استقالة المستشار محمود الخضيرى «قاضى الثورة» كما يلقبه ثوار ميدان التحرير، التى تقدم بها بعد 46 عاما من العمل داخل أروقة القضاء منها 20 سنة كاملة فى أرفع محاكم مصر، «محكمة النقض».
صرخة الخضيرى فى وجه الأوضاع قبل الثورة، جاءت بعدما أصيب الرجل بالإحباط واليأس من إصلاح أحوال القضاء وتحقيق استقلال كامل وحقيقى للسلطة القضائية، فقرر أن يترك المنصة، ويعود إلى صفوف الجماهير «محاميا» ضد الظلم والاستبداد، سعيا وراء تغيير حقيقى وشامل، لا يقتصر على القضاء فقط، وإنما يشمل كل ربوع مصر.
الاستقالة، لم تكن مفاجأة بالنسبة إلى نظام مبارك، فقد كان الخضيرى -الذى قضى أكثر من ثلاث سنوات رئيسا لنادى قضاة الإسكندرية- أول من اتهم الرئيس المخلوع شخصيا بالضلوع فى تزوير الانتخابات التى أشرف عليها القضاة، وقاد مظاهرات القضاة المطالبة باستقلال القضاء، التى كانت إحدى أهم المفاجآت التى أربكت مبارك ونظامه، وكشفت للعالم إلى أى مدى استشرى الفساد فى مصر نتيجة الحكم السلطوى القمعى الذى ينتهجه مبارك، حتى كاد المواطنون يفقدون الثقة فى جدوى حصولهم على الأحكام القضائية نتيجة إصرار النظام على تجاهل تلك الأحكام كلما تعارضت مع مصالح رجاله.
قبل اندلاع ثورة يناير، كثف الرجل، من نشاطه العام، ونظم ثلاث حملات لكسر الحصار عن غزة، فى الوقت الذى كان يشارك فيه مبارك جنود الاحتلال الإسرائيلى فى قتل أطفال غزة نتيجة نقص الغذاء والدواء، بمنعه مرور المساعدات إليهم، بدعوى التزامه بالاتفاقيات الدولية وضرورة موافقة الاتحاد الأوروبى قبل فتح المعابر! كما شارك الخضيرى فى عديد من الحركات السياسية التى تدعو إلى مناهضة النظام الحاكم والمطالبة بضرورة سقوطه، وكان من أول الرموز الذين أسسوا الجمعية الوطنية للتغيير، التى ظهرت فى الحياة المصرية فور عودة الدكتور محمد البرادعى من الخارج عقب انتهاء فترة توليه منصب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التى كانت من أهم أسباب تحريك المياه الراكدة، وكانت انطلاقة حقيقية لبدء نزول الجماهير إلى الشارع.
قاضى الثورة، وقبل أشهر من سقوط مبارك، خاض تجربة جريئة لا يقدم عليها إلا رجل يؤمن بمبادئه حتى النهاية ويستطيع أن يقدم فى سبيلها كل ما يملك، عندما تحدى بطش مبارك الذى كان قد وصل إلى ذروته، وتحدى جهاز أمن الدولة القمعى، ونظّم محاكمة شعبية للحزب الوطنى «المنحل»، كشف من خلالها مدى سيطرة رموز الحزب ورجاله برئاسة مبارك على مقاليد السلطة فى البلاد مخالفين كل القوانين واللوائح، دون أن يمتلكوا وازعا من ضمير يردعهم عن غيهم بعدما أسقطوا البلاد فى بحار من الفقر والاستبداد.. أمن الدولة كثف جهوده عقب انتهاء المحاكمة التى أحدثت صدى واسعا، حتى يمنع الجلسة الثانية منها، واستخدم فى ذلك كل الوسائل حتى إنه اضطر إلى منع تلك المحاكمة الشعبية بالقوة! الخضيرى لم يكن يعلم حينها، أنه سيشكل محاكمة شبيهة بعد الثورة، لمبارك، بعد تلكؤ المجلس العسكرى فى تقديم الرئيس المخلوع للمحاكمة، ويصدر حكما ضده بالإعدام، مهددا بالذهاب إلى شرم الشيخ، حيث يوجد المخلوع، وإلقاء القبض عليه باسم الثورة، مما دفع المجلس العسكرى إلى الإسراع فى تقديم مبارك فعليا للمحاكمة وأصدرت النيابة أمرا بإلقاء القبض عليه.
الخضيرى تعرف على دعوة النزول فى 25 يناير 2011 فى عيد الشرطة، للتظاهر ورفض ممارسات الشرطة القمعية، بعد انتشار عمليات القتل العمد للمعتقلين فى الأقسام والسجون، خصوصا بعد واقعة مقتل شهيد الطوارئ خالد سعيد والشاب السلفى سيد بلال على أيدى رجال أمن الدولة. الخضيرى كان حينها فى الإسكندرية -محل إقامته- وقرر -كعادته- المشاركة فى تلك المظاهرات، التى لم يكن أحد يتوقع لها أن تتحول إلى ثورة عارمة تسقط النظام بأكمله.
فى مساء يوم الثلاثاء، وبعد يوم تاريخى فى حياة المصريين، أيقن الخضيرى أنها لم تكن مظاهرة عادية، بل ثورة مشتعلة، انطلقت ولن يستطيع أحد الوقوف أمامها، ومع ظهور دعوات النزول ثانية يوم 28 يناير فى جمعة الغضب، قرر الخضيرى أن يتجه إلى قلب الثورة، إلى ميدان التحرير بالقاهرة.
قاضى الثورة، الذى يبلغ من العمر 70 عاما، نسى كل شىء، ووقف يواجه قوات الشرطة الباطشة كشاب فى ربيع العمر، يجرى من المدرعات التى كانت تدهس المتظاهرين، ولا يتراجع أمام قنابل الغاز المسيل للدموع، ويقبل على الجنود يحاول إقناعهم بالتوقف عن إطلاق الرصاص الخرطوش على إخوانهم، ويهتف مع الجماهير الغفيرة «الشعب يريد إسقاط النظام».
15 يوما كاملة، قضاها الخضيرى فى ميدان التحرير معتصما وثوريا، ينادى بالتغيير، كان وجوده يبث الأمل فى الشباب ويدفعهم إلى المواصلة، والاستمرار وعدم التراجع تحت أى ظرف، وفى مساء 11 فبراير، وعندما أيقن أن الملك قد سقط، لملم متعلقاته، وعاد إلى الإسكندرية ليستنشق هواء الحرية فى بلده، وقد أدى المهمة
__________________

رد مع اقتباس