[د0تامر محمد]

الرجل الضخم
--------------
وقت سىء للخروج بالسيارة بعد منتصف النهار!
بعد إنتظار طويل لعبور شريط السكة الحديدية وفى ظل فوضى عارمة من سائقى التوكتوك الملعون القبيح إنساب نهر الطريق ببطء شديد كأنه بركة راكدة والتوكتوك يقفز أمامك فجأة كالشبح يمنعك من التقدم خطوة !
أخيرا مررت إلى الشارع الجانبى متمنيا أن أخلص من الزحام ولكن هيهات فى بلد تعج بالفوضى واللامبالاة!
السيارات ركنت على الصفين وغالبا صف ثانى!
سائق الأجرة ركن السيارة فى نهر الطريق وتوقف ليشرب عصير قصب!
توقف الطريق تماما وإذ بسائق توكتوك ينزل للشجار معه وأغلق الطريق تماما من الجهتين!
المهم إنفضت معركة التراشق بالكلمات بعدها تحرك السائق ومرق التوكتوك من جواره كالسهم وكسر له المآة الجانبية بعد صدمه من الجنب فتجددت المعركة مرة أخرى!!
لم يعد التراشق بالكلمات ولكن باللكمات!!
مرت أكثر من عشرة دقائق قبل أن ينزل رجل ضخم من سيارة فخمة هو وسائقه!!
تقدم الرجل منهما والشرر يتطاير من عينيه وأخذ بالسباب فى صوت جهورى توقفت معه المعركة والمخلصين!
وبسرعة غريبة لطم الرجل سائق الأجرة وسائق التوكتوك على وجهيهما لطمتين داميتين!!!!
ثم أمسك بهما وأخذ يقرعهما كأنهما كأسين من زجاج حتى سالت الدماء منهما والجميع يتفرج وهو يصرخ فيهما بأنه لم يعد هناك دم والقمامة ظهرت بعد الثورة التى جعلتهم يبلطجون على الناس !
تجرأت الناس ووقفت كحائط صد ضد الرجل القوى الذى ظهر كالمارد الجبار يناصرونه ويمدحونة وهو يلوح بسلاحه
إنسحب إلى سيارته وإنطلق به السائق كأنه شبح أسطورى !
إنساب الطريق وقد حلفت بعدم النزول مرة أخرى بسيارتى فى مثل هذا التوقيت لأى سبب كان !