[sam ram]

تيسلا تكشف عن الكهربائية الجديدة موديل S

كشفت الشركة الأمريكية تيسلا Tesla عن الصالون الكهربائية المنتظرة «موديل S» والتي تنطلق إلى الأسواق في الربع الأخير من 2011 بسعر يبدأ من 57,400 دولار، وسيتمكن العملاء من استرداد 7,500 دولار من الحكومة الأمريكية تشجيعا منها للسيارات الصديقة للبيئة. وترغب تيسلا ببيع 20 ألف وحدة سنويا من سيارتها الجديدة التي على الرغم من مظهرها الرياضي الرائع يمكنها استيعاب 7 ركاب بالداخل ويمكن شحن بطارياتها العاملة بتقنية أيونات الليثيوم في 45 دقيقة.

بعد خصم منحة الحكومة الأمريكية، سيصبح صافي السعر 49,900 وهو مرتفع ولكن تيسلا تضع سيارتها في مصاف التنافس ضد السيارات الفاخرة من BMW ومرسيدس-بنز ولكزس وتؤكد بأن عدم استهلاك موديل S لوقود البنزين واعتمادها التام على الكهرباء سيوفر على العملاء 15 ألف دولار خلال مدة استخدامهم لها ما يجعل القيمة الحقيقية لاقتنائها 35 ألف دولار.

ويكشف التصميم عن جسم يجمع بين الفخامة وبين العضلات الرياضية المفتولة، وهو أقرب بهويته إلى مازيراتي كواتروبورتي، بل ويمكن استشفاف بعضا من ملامح مازدا 6، وهو أمر متوقع ذلك لأن الفضل في التصميم يعود إلى الأمريكي فرانز فون هولزهاوزن الذي شغل حتى 31 يوليو 2008 منصب كبير المصممين لدى مازدا وتحت إشرافه جرى تطوير سيارات اختبارية رائعة وأهمها ناغارا وفيوراي وكابورا.

وقبل حضوره إلى مازدا في فبراير 2005، عمل هولزهاوزن لدى جنرال موتورز وأهم بصمة تركها في الشركة الأمريكية هي تصميم الرياضيتين الرودستر بونتياك سولستس وساترن سكاي. بل وإليه يعود الفضل الحقيقي في رسم ملامح فولكسفاجن بيتل الجديدة عندما جرى تقديمها بإسم «كونسبت 1» في معرض ديترويت 1994، حيث قام بتصميمها عندما عمل لدى فولكسفاجن تحت إشراف جيه ميز.

السعر المذكور أعلاه يشمل حزمة لبطاريات أيونات الليثيوم ويمكن للسيارة أن تقطع بها 260 كيلومتر قبل الحاجة لإعادة شحنها، وتحتاج عملية الشحن الشبه كاملة إلى 45 دقيقة، أما عملية الشحن الكاملة فتحتاج إلى 4 ساعات من كهرباء المنزل بطاقة 230 فولت وجهد 70 أمبير.

وتقول تيسلا بأن العملاء الذين يرغبون بقطع المسافات الطويلة يمكنهم الاستراحة بعد 260 كيلومتر في أي مكان تتوفر فيه الكهرباء وخلال 45 دقيقة يمكنهم السفر مرة أخرى.

وحل آخر تطرحه هو بيع أو تأجير بطاريات للعملاء إذ يمكنهم الاختيار بين حزمة 370 كيلومتر أو حزمة 480 كيلومتر. وتشير تيسلا بأن عملية تبديل البطاريات سهلة وسريعة جدا ولن تأخذ أكثر من دقائق حيث جرى تثبيت حزم البطاريات أسفل المقاعد بين محوري العجلات.

ورفضت تيسلا توضيح سعر السيارة بحزم البطاريات ذات المجال الأطول، وتفضل التركيز على مجال 260 كيلومتر رغبة منها بالإبقاء على السيارة خفيفة الوزن ونظرا لعدم حاجة العملاء في غالب الأمر لمسافة أطول خلال تنقلاتهم اليومية باستثناء حالات السفر الطويلة التي تطرح لها حلولا أخرى.

وتعمل موديل S بالدفع الخلفي حيث جرى تثبيت الموتورات في الخلف لمنح أداء رياضي ممتع، ويمكنها التسارع إلى 100 كيلومتر في 6 ثواني فيما تم تحديد سرعتها القصوى عند 210 كيلومتر بالساعة. وسيتم توفير طراز أقوى يتسارع إلى 100 كيلومتر بالساعة في 5 ثواني بعد عام من تقديم السيارة القياسية.

الفرامل من صنع بريمبو الإيطالية الشهيرة، وتكون الأقراص مخرمة قطريا. وتؤكد تيسلا بأن مركز الجاذبية المنخفض جدا يقاوم بشدة حركات تمايل الجسم حول المنعطفات، وأن السيارة تجاري الفئة الخامسة من BMW في التحكم والأداء والريادة.

وخلافا للسيارة الرودستر التي باعت منها تيسلا 250 وحدة حتى الآن وتم تطويرها على أرضية وجسم لوتس إليس، جرى تطوير موديل S على أرضية جديدة كليا، وسيتم تطويعها مستقبلا لاستيعاب سيارة رياضية كما وستوفر خيار الدفع بكل العجلات الذي يعتبر مطلبا مهما للمناطق التي تكثر بها الثلوج والطرق الزلقة.

ومقارنة بطراز الرودستر، ستحمل موديل S حزمة بطاريات أكبر تشمل 8000 خلية مقابل 5800 خلية لبطارية الرودستر العاملة أيضا بتكنولوجيا أيونات الليثيوم، كما وستتمتع موديل S بمقاومة منخفضة جدا للهواء تتراوح بين 0.26 و0.27 مقابل أكثر من 0.35 للرودستر.

وبفضل وضع حزمة البطاريات أسفل الأرضية بين محوري العجلات، ستوفر مقصورة الركاب اتساعا رحبا، فإضافة إلى السائق والراكب الأمامي وصف المقاعد الثاني الذي يتسع لثلاثة ركاب، ستوفر موديل S صفا ثالثا يحتوي مقعدين صغيرين تم تثبيتهما ليقابلا الاتجاه المعاكس (على غرار سيارات الستيشن واجن القديمة كي يستمتع الأطفال بمشاهدة السيارات القادمة من الخلف وأيضا بالمناظر حول الطريق).

وفي الأمام سيتحكم السائق وسيأخذ قراءاته عن الأداء من شاشتين بدرجة عالية من الوضوح. وستأخذ الشاشة الأولى محل لوحة العدادات التقليدية خلف عجلة القيادة فيما تحتل الشاشة الأخرى 17 بوصة موقع الكونسول المركزي ليتمكن السائق من التحكم بوظائف تشغيل التكييف والستيريو والملاحة عبرها وبطريقة اللمس.

وتقول تيسلا بأن شاشة 17 بوصة ليست سوى كومبيوتر صغير يحمل نظام 3G للاتصال بشبكة الانترنت، وسيكون باستطاعة السائق تغيير شكل العرض والألوان والرسومات تماما كما هو الأمر مع الكومبيوتر الشخصي.

وفي حال حدوث عطل فني، يمكن لـ تيسلا بعد إذن مسبق من السائق وعن بعد تحليل نظم الكومبيوتر العاملة بالسيارة فإن كانت المشكلة تتعلق بالبرمجيات فيمكنها إصلاحها عن بعد دون الحاجة لزيارة ورش الصيانة.

وأكدت تيسلا لدى الكشف عن السيارة بحضور جمع غفير من وسائل الإعلام بأن السيارة المعروضة هي إنتاج مبكر أكثر منها نموذج عرض ما يعني أن سيارة الإنتاج التجاري عندما تدخل صالات العرض لن تختلف كثيرا بل ويمكن أن تكون مطابقة بالمواصفات والتصميم.

وقالت الشركة بأن هدفها هو أن تسجل موديل S الدرجة القصوى في اختبارات الأمان وهي 5 نجوم. وأشارت إلى عدم الحاجة إلى نظام للتحكم بالتماسك Traction Control نظرا لخضوع أنظمة الحركة لتحكم تام من نظام الكومبيوتر الرئيسي للسيارة والذي يضمن ثباتا عاليا ومقاومة شديدة للإنزلاق عبر تنظيم تدفق العزم وتوزيعه.

وبحسب تيسلا، سيبلغ وزن حزمة البطاريات 680 كيلوجرام، وسيتم صنع الهيكل والجسم من الألمنيوم باعتماد مبدأ الجسم والهيكل من قطعة واحدة Monocoque، واستبعد اختيار استخدام المواد التراكبية Composites نظرا لكلفتها الباهظة.

وتقف موديل S على عجلات رياضية رائعة التصميم قطرها 21 بوصة وهي مزودة بإطارات يوكوهاما أدفان سبورت بعرض 245 في المقدمة و285 بالخلف. ويساهم المركز المنخفض للجاذبية والتركيبة الهندسية لحزمة الدفع في حمل المقدمة لـ45 بالمائة من وزن السيارة مقابل 55 بالمائة للخلفية وهو ما يساهم في منحها نمط حركة رياضية أصيلة.

وتأمل تيسلا التي تواجه مشاكل مالية بتقديم موديل S الجديدة في نهاية 2011 لأسواق أمريكا الشمالية وأوروبا على أن تبدأ بالوصول إلى أسواق آسيا وأسواق عالمية أخرى خلال 2012.

وقد فتحت تيسلا باب الحجوزات على السيارة التي ستنتج في مصنع جديد كليا سيتم الإعلان عن تفاصيله قريبا وسيكون في إحدى مدن جنوب كاليفورنيا وستبلغ طاقته الإنتاجية مبدئيا 20 ألف وحدة سنويا. وقالت تيسلا بأن الضمان المصنعي سيكون بين 3 إلى 4 سنوات بينما يبلغ العمر الافتراضي لحزمة البطاريات من 7 إلى 10 سنوات أو أكثر من 500 كيلواط-ساعة. ورفضت الإفصاح عن سعر حزمة البطاريات عند الحاجة لاستبدالها.

تيسلا موتورز Tesla Motors

تأسست شركة تيسلا موتورز في يوليو 2003 بمدينة سان كارلوس بولاية كاليفورنيا الأمريكية على يد المهندسين مارتن إبرهارد ومارك تاربنينج بهدف تطوير وصنع سيارات كهربائية تتسم بالكفاءة العالمية وبخفض الاعتماد على صناعة البترول. نيكولا تيسلا وقد اختارا إطلاق إسم عالم الفيزياء الشهير «نيكولا تيسلا» على شركتهما. وقد ولد تيسلا لأبوين صربيين في 1856 بكرواتيا إبان حكم الإمبراطورية النمساوية وتوفي في 1943 فقيرا في إحدى حجرات فنادق نيويورك. ويعتبر رسميا مبتكر الراديو وأكثر من 700 إبتكار في الفيزياء والكهرباء، ويعتقد بأن توماس أديسون نسب إلى نفسه الكثير من ابتكارات تيسلا عندما كان يعمل الأخير في شركته. والحديث عن نيكولا تيسلا وابتكاراته الشهيرة وأهمها أنظمة التيار المتناوب التي أثبت بأنها الخيار الأفضل لمولدات الكهرباء وتفوق فيها على أديسون. إيلون ماسك شركة تيسلا لإنتاج السيارات كانت بحاجة ماسة إلى الاستثمارات المالية لكي يمضي مشروعها قدما. وفي إبريل 2004 اقتنع الجنوب أفريقي إيلون ماسك الشريك المؤسس لشركة PayPal بالفكرة ودخل شريكا بمبلغ 7 مليون دولار، ثم أصبح رئيسيا تنفيذيا للشركة في فبراير 2005 وبدأ بحملة لجلب الاستثمارات متعددة المراحل جمع خلالها قرابة 190 مليون دولار وأدت إلى دخول أسماء شهيرة في التكنولوجيا في الشركة ومنها سيرغي برن ولاري بيج مؤسسا شركة جوجل، وجيف سكول رئيس eBay. في 19 يوليو 2006 كشفت تيسلا عن أولى سياراتها وهي الرودستر Roadsterوالتي تم تطويرها على أساس لوتس إليس Elise، حيث تقوم الشركة الإنجليزية بتجميع كافة مكونات السيارة في مصنعها بـ هيثل في إنجلترا. وحصلت الرودستر على 600 حجز، وبدأت عمليات تسليمها في مارس 2008 وبلغت قيمتها 98 ألف دولار تضاف إليها أجور التسليم وتبلغ 950 دولار. وحصل حاكم ولاية كاليفورنيا النجم الشهير آرنولد شوارزنيغر على واحدة من الرودستر وتشير وسائل الإعلام بأنه سعى مؤخرا إلى ترجيعها للشركة برغم اعتزازه بشركة تيسلا وتفوقها التقني وحديثه المستمر عنها في مؤتمراته كواحدة من الشركات المبدعة في التكنولوجيا في ولايته. وتقول التقارير بأن تيسلا طلبت من الحاكم تأخير ترجيع سيارته حتى لا تقع تحت وطأة الدعاية السلبية ولم يتضح رسميا سبب الترجيع ولكن مقربين من شوارزنيغر يقولون أنه لا يستطيع استخدامها بسبب ضيقها الشديد في الداخل والذي لا يناسب ضخامة حجمه. تيسلا موديل S ورودستر وتعتمد الرودستر على تكنولوجيا دفع كهربائي طورتها AC-Propulsion ومقرها كاليفورنيا، وهي نفس الشركة التي كانت تزود جنرال موتورز بتكنولوجيا دفع سياراتها الكهربائية EV1 التي أنتج منها 1117 وحدة خلال فترة عمرها التي بدأت في 1996 وانتهت في 1999. وقد حصلت تيسلا على ترخيص باستخدام تكنولوجيا الدفع الكهربائي من تلك الشركة التي طورتها إلى مستويات أعلى كفاءة مما كانت عليه في EV1 إذ يمكن للرودستر التسارع إلى 100 كلم/س في 3.9 ثانية وقطع مسافة 356 كيلومتر قبل الحاجة لإعادة شحن بطارياتها. وتقوم تيسلا بإنتاج المحركات والمولدات الكهربائية في مصانع أنشأتها في تايلاند وتايوان وبترخيص من AC-Propulsion.