[د0تامر محمد]

أول بى إم فى حياتى
--------------------

كنت فى الأسكندرية فى رحلة المصيف السنوية التى أحرص عليها
وأنتظرها بشوق وقتها منذ سنوات بعيدة كنت أمتلك سيارة سوزوكى سويفت موديل 95 وكانت سيارة فريدة ومحط إعجاب الجميع لأنها كانت فابريقة بحالتها تماما بلا خدوش وبها جميع الكماليات الأصلية والمضافة وفى بداية عهدى بالسيارات كانت نظرتى لها بأنها أفضل سيارة خاصة وأنها كانت الأولى التى أمتلكها!
وكالعادة نزلنا فى مكاننا المعتاد بالساحل الشمالى عند قريبى العزيز وهو من هواة السيارات الفخمة ولا يعرف فى حياته الخاصة بالسيارات إلا المرسيدس ولا يحب غيرها وإن كان فى بعض الأحيان يمتلك ماركات أخرى ما تلبث أن تذهب بلا رجعة
ودائما ما يشترى سيارة- بالإضافة إلى سيارتين مرسيدس دائمين-
ثالثة من ماركة أخرى فى كل مصيف تقريبا كان معه سيارة وأيضا من ماركة محترمة00فقد ركبت الأودى والفولفو والساب والباسات والألفا روميو والسوبارو والكامرى والألتيما والشيروكى
وغيرها من السيارات التى لم أقتنى منها يوما واحدة 00
هذا العام كنت على موعد مع سيارة جبارة وهى البى إم 525!
هذه السيارة كانت واردة من ألمانيا خصيصا له وكانت موديل العام بمواصفات خاصة وكماليات إضافية ورأيت فيها تكنولوجيا لم أشهدها من قبل فى أية سيارة وعندما ركبتها فى أول يوم لى بالمصيف وهو لجوارى يشرح لى كيفية قيادة السيارة التى تشبه فى غزارة تجهيزاتها كابينة الطائرات وكنت مشدوها بفخامتها وإمكانياتها المبهرة وهى أول مرة فى حياتى أقود سيارة أوتوماتيكية !
فى بداية إنطلاقى لم أقدر أن السيارة مزودة بموتور جبار ينطلق بسرعة البرق فى سلاسة ونعومة فائقة مازالت حتى اليوم ورغم مرور السنوات لم أشهد قوة هذا الإنطلاق فى أية سيارة ركبتها
ولم أشعر بهذه النعومة وهذا الإحساس الذى يجعلك تشعر بأنك تحلق فوق السحاب وأنت تسلم نفسك لهذه السيارة التى تأخذك إلى عالم سحرى مبهر !
عزل هذه السيارة وعدم إحساسك بالمقبات والنقر والطرق الغير مستوية كان مدهشا وأختزنته ذاكرتى ومازلت حتى اليوم لم أجد هذا الإحساس بالروعة فى أية سيارة أخرى !
ربما أكون مبالغا لقدم الحدث ومقارنتى لهذا المارد بسيارات من الأقزام ولكن يبقى هذا الإحساس ملازما لى وأنا أقارن كل سيارة أركبها بهذه السيارة ورغم أنى قدت ال525 لسيارت أخرى ولكن بقت هذه السيارة فريدة فى فئتها ونوعها !
ربما أيضا لأنها كانت الزيرو الوحيد الذى ركبته من البى إم 00
طبعا كان توقفى بها وخروجى منها بعد أول رحلة أشبه بالكابوس المفزع فكنت قد إلتصقت بها تماما وعلى إستعداد تام للبقاء فيها طيلة اليوم وأنا أتمنى بتكرار التجربة00
ما أدهشنى أن صاحبها لم يكن يرغبها مثل المرسيدس التى يدمنها حتى النخاع ويعشقها كأنها ابن له من دمه!
فى نفس اليوم ركلت سيارتى بعد قيادتها وشعرت بأنى نزلت من دراجة بخارية وتذكرت كلمته التى يرددها دائما بأن الكورى واليابانى ماهو إلا التطور الطبيعى للموتوسيكل!
ولم أره يحترم سيارة كورية على الإطلاق أما اليابانى فكان يظهر بعض الإحترام للهوندا والنيسان !
وولد الحلم فى داخلى وقتها بإقتناء أية سيارة بى إم فى وقت لاحق
ولكن قصر ذات اليد جعل الحلم بعيدا جدا00
وعندما توافر مبلغ محترم وأول فرصة لشراء سيارة تتعدى مائة ألف لمعت فكرة البى إم ولكن تم إجهاضها وإشتريت موديل عالى من الأوبل وكانت تجربة فاشلة ولم ترض طموحى فى سيارة ألمانية عالية القيمة00
بعدها لاحت الفرصة من جديد ولكن شاء القدر أن أقتنى الكورولا موديل 2008 وظلت معى لفترة قبل أن أبيعها بخسارة معقولة وأخرج منها بإحساس غامض فلم أحبها رغم كفاءتها وربما لأنى كنت دائما ما أقارنها بالبى إم وفى هذا ظلم كبير لها!
أصبح من المنطقى أن أقتنى بعدها البى إم ولكن تظهر الإسكودا أيه فايف موديل 2008 وبسعر مناسب جدا وفيه مكسب لو أعدت بيعها وتورطت فى الشراء نظرا لحالتها التى تقترب من الزيرو بلا مبالغة00ولكن لم تستمر التجربة طويلا

تتبع