حلم الخلافة.. أردوغان يواصل سعيه لتفكيك الدول العربية
فى حين يبقى الدور التركى على المستوى الإقليمى محلا للتساؤل خلال المرحلة القادمة، خاصة وأن الحكومة التركية سعت إلى فرض نفوذها على دول المنطقة من خلال سياسات، كان الهدف الرئيسى من ورائها هو إثارة الفوضى، سواء على المستوى الفردى داخل الدول العربية بدعم جماعات أو ميليشيات معينة بحيث تكون بمثابة أذرع لها داخل هذه الدول، أو على المستوى الجماعى من خلال إثارة الفتن فى العلاقات العربية - العربية.

ويعد الدافع الرئيسى وراء المواقف التركية المثيرة للجدل تجاه محيطها العربى، هو الرغبة فى السيطرة والنفوذ سعيا وراء الخلافة المزعومة، سواء من خلال دعم جماعات إرهابية أو فوضوية لتفكيك الدول العربية ومؤسساتها، أو من خلال التواجد العسكرى التركى داخل بعض الدول العربية، كما هو الحال فى سوريا والعراق وقطر، من أجل تحقيق الأهداف التركية، وهو الأمر الذى ربما ينبئ بحالة من عدم الاستقرار فى العلاقة بين أنقرة وجيرانها العرب، بعد فوز أردوغان.
الناتو.. غموض حول استمرارية تركيا فى عضوية الحلف
أما على المستوى الدولى، فهناك العديد من التطورات التى تثير مخاوف قطاع كبير من القوى الدولية فى المرحلة المقبلة، وعلى رأسها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى، بعد فوز أردوغان بالرئاسة واستئثاره بمقاليد السلطة فى البلاد، خاصة مع تدهور العلاقات التركية الأمريكية، بالتزامن مع تطور علاقة أنقرة مع موسكو.
ولعل التطور الكبير الذى شهدتها العلاقة بين أردوغان ونظيره الروسى فلاديمير بوتين فى السنوات الأخيرة، أثارت تساؤلات كبيرة حول مدى إمكانية بقاء أنقرة فى حلف الناتو، خاصة وأن التقارب التركى الروسى يتعارض فى جوهره مع الحلف، الذى تأسس لمجابهة الاتحاد السوفيتى قبل عقود طويلة من الزمن.