دندراوى الهوارى
هل جزاء الإحسان إلا الإحسان.. لماذا يشعل السوريون والفلسطينيون النار فى الأردن؟!
انتشر على مواقع السوشيال ميديا خلال الساعات القليلة الماضية، فيديو يظهر فتاة تصرخ وفى حالة هلع من أن الشرطة الأردنية تضرب المواطنين المحتجين على بعض قرارات الحكومة،
وبالبحث والتحرى عن الفتاة، تبين أنها ليست أردنية، وإنما سورية لاجئة، وتعمل فى نادٍ ليلى، وهى المعلومات الصادمة للأردنيين الشرفاء، والذين تساءلوا عن السر وراء قيام سورية بتأليب الشعب الأردنى ضد مؤسساته وفى القلب منها الشرطة؟! وهل جزاء فتح الأردن أحضانه للسوريين الفارين من نيران وجحيم الحرب والخراب والفوضى التى طالت بلادهم، أن يشاركوا فى إسقاط الأردن؟!
والسؤال: كيف لشخص هارب من نيران حرب الخراب والدمار المندلعة فى بلاده، له أن يطالب شعب آخر باستنساخ نفس السيناريو التخريبى وتطبيقه فى وطنهم، بدلا من أن يقدم لهم النصيحة المخلصة، بعدم الانزلاق فى مستنقع الخراب والدمار؟!
ويعيش فى الأردن قرابة مليون و500 ألف سورى على الأقل، من الفارين من ملاحقة الموت والخراب والدمار الذى لحق ببلادهم، بأيديهم، ورغم ألام الغربة، وعذاب الهجران، ومرارة فراق الأهل والأحباب، فإن بعضهم ارتضى أن يرتمى فى أحضان جماعات وتنظيمات، من عينة جماعة الإخوان الإرهابية، لإثارة القلاقل، ويصبحون جزءا أصيلا من معاول الهدم فى الأوطان التى فتحت لهم أحضانها لإيوائهم، وبدلا من تقديم الشكر والامتنان، تحولوا إلى معاول هدم!!
ونفس الأمر ينطبق على الفلسطينيين، والذى وصل عددهم فى الأردن إلى أكثر من 3 ملايين فلسطينى، فروا من بلادهم، معظمهم حصلوا على الجنسية الأردنية والقلة فقط التى لم تحصل عليها، ويكفى أن تعلم

القارئ أنه يوجد 10 مخيمات فلسطينية فى الأردن، ليعطى لك صورة ذهنية عن وضع الفلسطينيين الذين أصبحوا مكونا رئيسيا من مكونات المجتمع الأردنى!!
ومع ذلك فإن الفلسطينيين يلعبون دورا بارزا أيضا فى تأجيج الأوضاع فى الأردن، جنبا إلى جنب مع السوريين، وتهيئة الأرض لتمكين جماعة الإخوان من إثارة الفتن وإغراق أرض «النشامى» فى مستنقعات الفوضى والخراب والدمار الشامل، وتنفيذ مخططات خارجية كبرى.
ومن المعلوم بالضرورة أن الأردن، إحدى أهم دول الطوق للكيان الصهيونى الإسرائيلى، بجانب مصر وسوريا، وعندما اندلع سرطان «الخريف العبرى» كان يهدف النيل من دول الطوق الثلاث، وتفتيتها وإسقاطها وتقسيمها جغرافيا، بما يحقق مصلحة إسرائيل، ونجت الأردن، فى البداية، واجتاحت أعاصير الفوضى مصر وسوريا، وسقطت سوريا، وأنقذ المصريون بلادهم، وأعادوها من الاختطاف، فكان لابد من العودة إلى الأردن لتفتيتها وإسقاطها، وتنفيذ المشروع الصهيوأمريكى، باعتبار أن الأردن وطنا بديلا للفلسطينيين.