رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
رحلة يسرى من لندن لبرلين
ربما يكون المدخل الأكثر إيضاحا وكشفا لمسارات يسرى فودة ومراحل تحوله المهنية، وبحسب ما عرضناه تفصيليا فى ملف "اليوم السابع" السابق عن "دويتش فيله" وأحدث لاعبيها وأدواتها، يبدأ من القاهرة، ومرحلة تعاونه مع "فريدريش ناومان"، وثيقة الصلة بالحزب الديمقراطى الحر، والقريبة من الدوائر الاستخباراتية الألمانية، وهذا التعاون نفسه ما يضع علامة استفهام كبيرة فى نهاية جملة انتقال "فودة" للعمل فى "بى بى سى" خلال تسعينيات القرن الماضى، وتمتعه سريعا بعلاقات قوية مع عدد من قيادات جهاز الاستخبارات البريطانى "MI6"، وهو ما وفر له فرصة كبيرة لاحقا للقاء أحد عملاء الاستخبارات الداخلية البريطانية المنشقين، وصنع أولى حلقات برنامجه الأشهر عبر شاشة الجزيرة "سرى للغاية".
من هذه العلاقة الغريبة، تمكن يسرى فودة من صنع اسمه البارز إعلاميا، عبر تسهيلات مالية ومعلوماتية ولوجستية حصل عليها من الجهاز الاستخباراتى الأقوى والأكثر سيطرة فى ملف الجماعات الدينية والإسلام السياسى، ومن خلاله التقى رمزى بن الشيبة وخالد شيخ محمد، أبرز الضالعين فى تفجيرات 11 سبتمبر، قبل أن يبلغ عنهما لاحقا، بحسب الشبهات المحيطة به، ومنها أيضا عبر الحدود السورية إلى العراق بصحبة المجموعة الأولى من إرهابيى تنظيم الدولة، الذى تحول إلى "داعش" لاحقا، وحظى بدعم وتعاون كبيرين من الأجهزة الأمينة الإسرائيلية لدى زيارته لـ"حيفا" فى إطار العمل على حلقة "الطريق إلى عتليت" ببرنامج "سرى للغاية"، لينتقل فى مرحلة لاحقة إلى برلين، متعاونا مع "دويتش فيله" المعروفة بعلاقاتها القوية مع دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية "BND"، وهو نفسه الذى قال فى تدوينة عبر صفحته على "فيس بوك"، إبان مبارة كرة قدم جمعت منتخبى بريطانيا وألمانيا فى مارس 2016، إن المباراة أشبه بالحرب العالمية الثانية، وبعيدا عن الدلالة النفسية التى يمكن أن يحملها هذا التشبيه واستخدام "فودة" له، فإن الانتقال بالتأكيد من صفوف "بى بى سى" وثيقة الصلة بالاستخبارات البريطانية، إلى "دويتش فيله" وثيقة الصلة بالاستخبارات الألمانية، أكثر شبها بالحرب العالمية الثانية من مباراة كرة قدم، وأكثر تلخيصا لـ"فودة" ورحلته الإعلامية، التى توفر لها قدر كبير من الذيوع والانتشار والأضواء، بفضل هذه الانتقالات "الحرب عالمية"، أو "الباردة".
فى حلقة "السلطة الخامسة" التى استضاف فيها يسرى فودة، الباحث عمرو حمزاوى، على هامش وجوده بالعاصمة الألمانية برلين، فى إطار فعالية ترتبط بتعاونه البحثى والتدريبى مع إحدى الجهات الألمانية المهمة، تعمد "فودة" الكذب الصريح بتزوير تصريح منسوب لوزير خارجية إسرائيل، أفيجدور ليبرلمان، لإيهام المتابعين بأن المسؤول الإسرائيلى يؤكد تنفيذ جيش بلاده عمليات عسكرية فى سيناء، مستغلا عدم معرفة المتابعين للغة العبرية، ولدولة "ليختنشتاين" التى ذكرها "ليبرلمان" فى تصريحه على سبيل السخرية من السؤال، ليؤكد هذا الموقف العابر الذى لم يستغرق دقيقة على الشاشة، المنطق الإعلامى الذى يعمل من خلاله يسرى فودة، ورحلته من الانحياز للجماعات الإرهابية "القاعدة وداعش" فى ظل دعم استخباراتى بريطانى، إلى انحيازه الآن لجماعة الإخوان فى ظل دعم استخباراتى ألمانى، وكأن هذه الرحلة الإعلامية الطويلة مجرد رحلة بين جهازين، وليست فى جوهرها أكثر من خلع "الخوذة البريطانية"، لارتداء "الخوذة الألمانية".
__________________
من مواضيع kj1 التاريخ الأسود لجماعة الأرهاب الأسود ليه لا وليس نعم مصر الجميلة الغائبة الأن
|