
29-05-2016, 10:32 PM
|
 |
|
|
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 109,157
|
|
رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
النار التى يجلس عليها وائل الإبراشى
لو قرأ وائل الإبراشى هذا المقال فمن المؤكد أنه لن يعنى له شيئًا، لا على العكس، ربما يشعر بأنه يسير على الطريق السليم، فهو من مدرسة تؤمن أن الهجوم عليك، مهما كانت قسوته، يعنى أنك ناجح، حتى لو كان هذا النجاح على حساب القيمة وبديهيات الإنسانية.
ذلك الشخص الذى أزعجنا مرارًا وتكرارًا بالحديث عن المهنية لا يعرف شيئًا عن تلك المهنية. إنه مثل الطباخ الماهر الذى يضع المقادير فى الإناء، ويصبر عليها جيدًا، قبل أن يضع ذرة الملح، ذرة بسيطة للغاية ولكنها كافية لتكتمل "الطبخة"، وهذه "الطبخة" هى ما توارثه من أستاذه فى الجزيرة فيصل القاسم، ففى اللحظة التى يشعر أن ضيفه على وشك الانفجار يقول له: "لا بد أن نلتزم بأدب الحوار"، أو "اهدأ"، وهذه الكلمة تكون إيذانًا منه للضيف ببدء الهجوم، وهكذا يبدو هو وكأنه لا يرغب فى النزال، فيما يكون نفخ بوق الحرب.
يشعر الإبراشى بالنشوة وهو يستمع إلى صوت السيوف، والرصاص والقذائف المتطايرة، يتقافز فرحًا بينما يطالع عشرات الآلاف من المشاهدات لجرائمه على "يوتيوب"، لم يفقد الإبراشى حِدَّته رغم تقدمه فى السن، إنه أقرب إلى "موس حلاقة" قادر على الجرح، بل والقتل، ملامحه بليدة، عيناه ميتتان، إنه أقرب إلى صورة القاتل المتسلسل فى ذهنى، بذلك البرود اللا متناهى فى نظرته، وفى أدائه المسرحى. هل يؤمن الإبراشى بالرأى الآخر فعلًا كما يقول، أم أنه سيرى كلامى تجريحًا؟!
الإبراشى هو عنوان لذلك الإعلام المريض الذى تسبب فى كوارث لا حصر لها. الذى جعل كثيرين منا يفهمون فكرة الرأى الآخر "صفعة"، و"صفعة مضادة"، "شتيمة بالأم"، وفى مقابلها "شتيمة بالأم والأب"، تبادل الضرب بأكواب المياه والنسكافيه. لقد فهمنا أن الرأى أن توجه إهانتك إلى هذا الشخص، والرأى الآخر، فى المقابل، هو أن ترفع صوتك بأكثر الألفاظ قذارة لتثبت أن صوتك أقوى. إنه إعلام يدعى بحثه عن الحقيقة بينما يبحث "فى الحقيقة" عن المال، حتى لو جاء ذلك على جثث الضيوف والمشاهدين.
والآن ما الذى استفاده وائل الإبراشى، على سبيل المثال، من تصدير صورة لأحمد شوبير وأحمد الطيب وهما يتشابكان بالأيدى؟! ما الذى استفاده حينما ترك الطيب ليتحدث عن بيت شوبير لينفعل الأخير ولتبدأ معركة حامية بين الاثنين؟
لا أريد الدخول فى تفاصيل الموضوع، فهذا هو ما يريدنا الإبراشى ومن هم على شاكلته دائمًا، إنهم يقودوننا إلى محارق التفاصيل، بعد أن يكونوا قد ملأوها بالأحطاب المشتعلة وسكبوا عليها البنزين، وهناك فى هذه التفاصيل نتوه مع الشياطين، وحينما نعود نفاجأ بأن الإبراشى وآخرين جهزوا أنفسهم بحلقات جديدة مليئة "بالبهارات والفلافل". أليس الإبراشى أقرب إلى "شيف" منه إلى إعلامى؟! هذه قناعتى الكاملة.
إننا نعرف ما يفعله الإبراشى وغيره جيدًا، ومع هذا نكتب عنه "لن أكررها"، ننقل ما يدور فى حلقاته، نجلس أمام الشاشة منتظرين لحظة السخونة حينما يرفع مؤشر البوتاجاز إلى نهايته، نكرهه ومع هذا نعود إليه وإلى من هم على شاكلته، مع أننا يمكن ببساطة أن نستغنى عنهم لمصلحة قراءة كتاب، لمصلحة الجلوس مع أبنائنا، أو حتى لمصلحة الاسترخاء، أو لمصلحة أى شىء تافه. سيكون هذا أفضل كثيرًا. ستموت ظاهرة الإبراشى بكل تأكيد، ولكن حتى يحدث هذا علينا أن نشيح بوجوهنا بعيدًا عنه، وعنهم، ولنتركه يجلس على ناره، لتحرقه، ولتحرقهم، بديلًا عن حرق أعصابنا.
حسن عبد الموجود
__________________
من مواضيع kj1 التاريخ الأسود لجماعة الأرهاب الأسود ليه لا وليس نعم مصر الجميلة الغائبة الأن
|