عرض مشاركة واحدة
  #1004  
قديم 13-04-2016, 09:16 AM
الصورة الرمزية kj1
kj1 kj1 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 109,157
kj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond reputekj1 has a reputation beyond repute
افتراضي رد: التاريخ الأسود لجماعة الأرهاب الأسود

حلم الإخوان الضائع.. وهم "الخلافة"
د.رفعت السعيد
تكاثر الحديث في الآونة الأخيرة، وتصاعد أكثر فأكثر مع استيلاء جماعة الإخوان على الحكم. وتولى د.محمد مرسي مقعد الرئاسة. ثم إصرار عدد من الجماعات السلفية على إثارة مسألة الخلافة باعتبارها فريضة واجبة النفاذ ولا يكتمل إسلام المسلمين إلا بقيامها.
الأمر الذي دفعنا إلى الحديث عنها وفحص موضوعها. وكعادتنا نبدأ بالتعريف اللغوي في القاموس الوسيط نقرأ تعريف الكلمة والخلافة هي الإمامة والخليفة هو المستخلف والسلطان الأعظم "أما التعريف المصطلح عليه فهو إن الخلافة "رئاسة عامة للمسلمين في كل الدنيا".
وعند وفاة الرسول (صلى الله عليه وسلم ثارت هذه المسألة وتطلع البعض من آل بينه لخلافته لكن عمر بن الخطاب كان واعيًا بأن ذلك قد يتحول إلى تقليد مستمر فقال لابن عباس "إن قومكم كرهوا أن تجتمع لكم النبوة والخلافة فتذهبوا في السماء شمخًا بذخًا"(1). لكن أبا بكر كان يعرف حدوده كحاكم مدني، وكان يدرك أنه لا يمتلك سلطان أن بسوس النار كما كان يسوسهم الرسول الذي يوحى إليه والذي كان له فضل النبوة. فوقف في الناس يوم توليه الخلافة قائلاً "أنا والله ما أنا بخيركم، ولقد كنت لمقامي هذا كارهًا، ولوددت أن فيكم من يكفيني" ثم سأل الجالسين حوله "أتظنون أني أعمل فيكم بسنة رسول الله؟ إذن لا أقوم بها، إن رسول الله كان يعصم بالوحي وكان معه ملك، وإن لي شيطانًا يعتريني، إلا فراعوني، وإن زغت فقوموني".(2)
لكن الأمر لم يستقر. فقد ظل أتباع سيدنا علي ولم يزالوا يعتقدون بأحقيته في خلافة الرسول بل هم يضيفون أحيانًا إلى خطبة الرسول في حجة الوداع ما يوحي بذلك "علي مني وأنا من علي، من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم والي من والاه، وعاد من عاداه، إني مخلف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي، كتاب الله وعترتي أهل بيتي" ثم نقرأ تعليقًا على هذه الإضافات "إن الوصية مدقوقة كالوشم على جبين علي، لا التاريخ عمي، ولا أي رجل كريم من رجالات ذلك العصر كان يعمى عن قراءة الحقيقة. ولكن سياسات الزعماء المتشربين روح القبلية هي التي عميت"، ثم يكون الهجوم على عمر بن الخطاب شديدًا وقاسيًا ونقرأ "لم يكن عمر بن الخطاب ضعيف السجية، إنه كريم عفيف بين الرجال، ولكن عنجهية قبلية نائمة في بطانة نفسه ما سمحت له، ولا قبلت أن يتقدم عليه وعلى أمثاله من وجهاء الجزيرة فتى لايزال أمرد، لقد كان حسن ابن الخطاب بمركز الزعامة أرجح من حسه بقيمة الرسالة، إن هناك خبيئة من الماضي الوخيم تعشش في ضلوعه، إنها الأموية فيه ضد الطالبية الهاشمية" (أي ضد بني طالب وبني هاشم) (3). بل إن صاحب الكتاب يقول إن عمر بن الخطاب قد "وظف اجتماع سقيفة بني ساعدة ليبعد عليًا عن حقيقته وحقوقيته في الإمارة وإحلال أبي بكر فيها كأنما الرضوخ لمشيئة النبي هو الخطأ، والواقع في المعصية هو الصواب".(4)
وهكذا فتح باب الصراع حول الحق في الحكم على مداه، وتمادى حتى الآن.
ومنذ اليوم الأول لوفاة الرسول تحول أمر الحكم إلى مسألة إنسانية، فالوحي انقطع، وحكم الحكام بالرأي أو بما يعتقدون هم أنه متطابق مع الشرع، لكن هذا الاعتقاد يبقى هو أيضًا إنسانيًا يحتمل الصواب والخطأ.
وفي نهاية أيام ابن الخطاب اختار مجموعة من كبار الصحابة لتختار خليفته قائلاً: "والله ما أردت أن أحمل وزرها حيًا وميتًا". وبعد مقتل عمر أتى ممثل هذه المجموعة إلى علي بن أبي طالب قائلاً: "يا علي ابسط يدك أبايعك على كتاب الله وسنة رسوله وسيرة الشيخين (يقصد أبا بكر وعمر)، لكن عليًا أبى قائلاً: كتاب الله وسنة رسوله نعم، أما الشيخان فلهما رأي ولي رأي"، وها هو يؤكد مرة أخر أن الحاكم في الإسلام يحكم برأي إنساني نسبي الصحة كما أنه نسبي الخطأ.
ويختلف الحكام في أحكامهم وفي أسلوب تعاملهم مع الناس. فعثمان كان هادئًا وديعًا وغير عنيف في أحكامه فأسموه بالضعيف وعاملوه على أساس ضعفه فوقف صارخًا ذات يوم على المنبر قائلاً وفقًا لرواية الرواة "كان ابن الخطاب يغلظ عليكم، ويؤذيكم بلسانه ويده، ويطأكم بقدمه ففخمتموه وعظمتموه، إلا أن حلمي هو الذي جرأكم علي".
وهكذا تنوع الحكام وتنوعت أحكامهم. ويروي الإمام السيوطي أن الخليفة عبد الملك بن مروان (حكم 73-86 هجرية) خطب يوم ولايته قائلاً: أيها الناس: لست بالخليفة المستضعف (عثمان) ولا بالخليفة المداهن (معاوية) ولا بالخليفة المأفون (يزيد) إلا إني لا أداوي هذه الأمة إلا بالسيف حتى تستقيم لي قناتكم، والله لا يفعلن أحد فعله إلا وجعلتها في عنقه، والله لا يأمرني أحد بتقوى الله بعد مقامي هذا إلا ضرب عنقه".(5)
وهكذا كانت الأمور على الدوام، فالشريعة والقول بالحكم بها كان يتحولان دومًا إلى أفعال إنسانية، والبشر يتشكلون بحسب انتماءاتهم ومصالحهم وأخلاقياتهم. وما كانت هذه الأحكام جميعًا إلا مسائل إنسانية لا علاقة لها بما ترتديه من ثياب دينية. ذلك أن الإسلام ما كان ولن يكون كذلك الذي فعلوا، وهو لا يقبل بذلك.
والحكام المتجبرون أجبروا الناس على الخضوع لما يريدون وتعالت أصوات المنافقين لتخترق كل حواجز النظر الإسلامي لهذا الحكم. ونستمع إلى شعر يقول:
إن الخليفة قد أبى
وإذا أبى شيئًا أبيته
وشاعر آخر يصل إلى حدود غير مقبولة مخاطبًا الخليفة:
ما شئت لا ما شاءت الأقدار
فاحكم فأنت الواحد القهار
فكأنما أنت النبي محمد
وكأنما أنصارك الأنصار
ويتضاحك أحد الشعراء على هؤلاء المنافقين فيقول:
ما قال لا إلا في تشهده
ولا الشهادة كانت ولاؤه نعم
__________________



من مواضيع kj1
التاريخ الأسود لجماعة الأرهاب الأسود
ليه لا وليس نعم
مصر الجميلة الغائبة الأن
رد مع اقتباس