مصر موتورز مجتمع السيارات - اين المبادئ والقيم فى مجتمع رفض كل شئ جميل

منذ أكثر من ستين عاما وبسبب الأعلام الفاسد تغيرت كثير من مفاهيم وثقافة المواطن المصري ومن ذلك اتخاذ الجد في اللعب والهزل في الجد ومثال ذلك عندما تقام مباراة كرة قدم وهي من اللعب تجد الجمهور في منتهي الانضباط لدرجة أنه يحترم المواعيد ويجيء مبكرا قبل موعد المباراة بعدة ساعات وينتظر صفارة الحكم الذي ينظر إلي ساعته المضبوطة بالثانية ليطلق صفارة بدء المباراة وتبدأ المباراة في وقت محدد وتنتهي في وقت محدد ليعلن النتيجة النهائية بفوز الفريق الذي يسجل أهداف أكثر ، ولم نري في تاريخ كرة القدم علي مستوي العالم حكما ينهي المباراة قبل الزمن المحدد لها ويعلن الفريق الفائز الذي له جماهير أكثر من الفريق الآخر لم نري ذلك أبدا ولو حدث ذلك لاتهموا الحكم بالرعونة والسفاهة بل بالجنون أيضا ...
ولكننا رأينا ورأي العالم معنا أن ذلك تحقق فعلا ليس في مباراة لكرة القدم بل بمباراة من نوع آخر ، جمهورها الشعب المصري وأرض الملعب أرض مصر بمساحة المليون كيلو متر مربع ، والفريق الأول تمثله السلطة التي تتولي الحكم وإدارة شئون البلاد لفترة محددة ، والفريق الثاني تمثله المعارضة بشتي أطيافها ، أما الحكم فهو جموع الناخبين الذين لهم حق الإدلاء بأصواتهم , ومدة المباراة 4 سنوات وبعد انتهاء هذه المدة يقرر الحكم (الناخبين) من هو الفائز ولا يجوز أبدا إنهاء المباراة قبل موعدها أي قبل تمام الأربع سنوات ، فحدث ما ليس في الحسبان جاء السيسي لينصب نفسه حكما في هذه المباراة بدون تفويض من أحد ودون مؤهلات تؤهله لذلك ، ثم أنهي المباراة قبل انتهائها بثلاث سنوات معلنا فوز المعارضة بحيثية أكثريته العددية حسب زعمه ، لقد ارتكب جريمة نكراء لن يغفرها له التاريخ بل لن يغفرها له الله سبحانه وتعالي لأنه داس علي إرادة 32 مليون مصري نزلوا الشارع للإدلاء بأصواتهم 6 مرات مرة في الاستفتاء علي الإعلان الدستوري في مارس 2011 ومرتان في انتخابات مجلس الشعب ومرتان في انتخابات مجلس الشورى ، ومرة في الاستفتاء علي الدستور, وتكلفة هذه الاستفتاءات والانتخابات لا تقل عن 10 مليار جنيه مصري والمجهود المبذول فيها يعادل مجهود شخص واحد يسير المسافة بين الأرض والشمس ذهابا وإيابا ثلاث مرات يقطع فيها 900 مليون كيلومتر في زمن لا يقل عن 50 ألف سنة ، ألم يقرأ السيسي قوله تعالي " وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً ... " ضرب الله مثلا لمن نقض عهده بعد توكيده بامرأة خرقاء بمكة ، كلما غزلت شيئا نقضته بعد إبرامه , وأي عهد أكبر من العهد الذي أديته للقائد الأعلى للقوات المسلحة بأن تحافظ علي سلامة الوطن والنظام الجمهوري وتحترم الدستور والقانون ، ألم يقرأ السيسي أيضا قوله تعالي " ...... يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم ... " (يونس23) لقد قال أحد الصالحين لجلاده اضربني بقدر ما تحتمل يوم القيامة فهزته هذه الكلمات وألقي سوطه ، فهل يتحمل السيسي السعي مئات ملايين الكيلومترات ذهابا وجيئة في شدة الحر بمقتضي قوله تعالي " وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ..." (الشوري40) جزاء إهداره مجهود 32 مليون مصري بذلوا من أوقاتهم 6 أيام كاملة ... وكيف يزعم أنه انحاز للأكثرية هل بمجرد النظر فربما الطرف الآخر الذي يمثل الشرعية أكثر عددا ، الم ينتبه السيسي أن الفاسقين من جبهة الإنقاذ والليبراليين والعلمانيين يفرون من صناديق الانتخابات كفرارهم من المجذوم واستخدموا القضاء " مصباح علاء الدين لهذا العصر" ليحكم بإلغاء قرار رئيس الجمهورية بدعوة الناخبين إلي انتخاب مجلس الشعب ...
يا ويلك يا ظلام ليلك ياسيسي سيري الناس انتقام الله سبحانه وتعالي منك في الدنيا قبل الآخرة وستكون عبرة لجنرالات الانقلاب في العالم " ... أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انتِقَامٍ " (الزخرف37