![]() |
|
رد: التحايل "الاخوانى"!!
|
رد: التحايل "الاخوانى"!!
قلب الإخوان الأسود
«السكرى» شريك «البنا» فى تأسيس الجماعة يكشف فى 3 رسائل: قلب الإخوان «الأسود» كيف باع «الإمام» الدعوة وتخلص من الشرفاء لتحقيق مصالحه السياسية؟ .. أهل الفساد يتحكمون فى «الجماعة» http://img.youm7.com/images/NewsPics...0084205313.jpg ليس سهلا أن تفهم حقيقة جماعة الإخوان، فالتنظيم الحديدى رغم كل شىء، ما يزال غامضًا محتجبًا خلف ستائر كثيفة، أو متسترًا بمبادئ دينية، وقيم أخلاقية، تبدو براقة مثل «ورقة سوليفان»، لكن أحدًا ليس يدرى على أى شىء تنطوى؟. إن ناقشت إخوانيًا، لن تجد منه، إلا لينًا فى القول، وحسنًا فى المنطق، وربما سارع إلى استمالتك بعبارات على شاكلة: «إنما الإخوان يريدون جعل كلمة الله هى العليا»، وقد يردد على مسامعك «أكليشيهات» مثل «نحمل الخير بمصر»، ولن ينسى بالقطع أن يشتق تأكيدًا لما يتفوه به، آية من كتاب الله، وحديثًا من الصحيحين، لكن واقع الأمر أنه وإذا كان يعرف التاريخ الأسود لجماعته الإرهابية الإقصائية، لا يعدو إلا أن يكون ببغاءً يردد الكلام، يبدو ظاهره حسنًا، فيما قلبه يغلى حقدًا وكراهية. إذن.. كيف تفهم الإخوان حق الفهم.. دون تهويل أو مبالغة فى العداوة أو المحاباة؟. ليس أمامك إلا أن ترجع إلى شهادات الخارجين من جحيم الجماعة، الذين كانوا شهودًا على ما يحاك خلف الجدران، من مؤامرات ودسائس ومكائد، وهى أمور - فى مفارقة شديدة الأهمية - ليست بنت اليوم، لكنها ممارسات نبتت «شيطانيًا» كالصبار المر الشائك، منذ تأسيس الجماعة، على يد «حسن البنا» قبل نحو 85 عامًا. http://img.youm7.com/images/issuehtm...26222014/3.jpg ومن الشهادات المهمة، شهادة سجلها أحمد السكرى، شريك البنا فى مرحلة التأسيس، الذى لقى «جزاء سنمار» إذ انقلب عليه «صديقه» وطرده من الجماعة، لأنه رفض الفساد الذى يعشش فى حنايا الجماعة التى أراد الرجل منها، أن تبعث صحيح الدين -الذى لا يعارضه عاقل بالمناسبة - فإذا بالأمور تنحرف عن مساراتها، وتؤدى سياسات «الإمام» الديكتاتورية والقمعية والفاسدة، حسب مقالات نشرها «السكرى» فى جريدة «صوت الأمة» التى كان يصدرها حزب الوفد آنذاك، وأعاد نشرها الكاتب الكويتى، محمد صالح السبتى، فى كتابه مؤخرًا «الإخوان المسلمون.. فضائحهم بأقلامهم.. شهادة المؤسس الحقيقى للإخوان ضدهم». والمؤسس الحقيقى، حسب السبتى، هو السكرى، الذى يكبر البنا سنًا، حيث ولد 1901 وتوفى عن عمر تسعين عامًا، ويرجع إليه تأسيس جماعة الإخوان، التى وصفها بأنها جماعة ترتدى قناع الدعوة، حتى تخفى مآربها الخفية، وقد تنازل للبنا عن منصب المرشد العام وبايعه، ورضى بأن يكون وكيل الجماعة، حتى وقعت فضيحة فساد عبدالحكيم عابدين، صهر البنا، الذى تولى التنظيم السرى، بعد عبدالرحمن السندى، وتورط فى فضائح جنسية مع نساء من الجماعة، فتستر عليه «الإمام» ورفض إقصاءه، بل والأكثر من ذلك طرد السكرى من الجماعة، بعدما شن عليه حملة تشويه ونهش سمعة. http://img.youm7.com/images/issuehtm...26222014/5.jpg فإلى الكتاب لاستعراض ثلاث مقالات صاغها الرجل «المفجوع» فى خيانة صديقه، على هيئة رسائل له، ونشرتها الصحيفة سالفة الذكر، وهى «رسائل - مقالات» غاية فى الأهمية، وتصلح لأن تكون مفتاحًا، لدخول قلب تنظيم الإخوان، المظلم والملىء بالسواد والحقد البغيض. http://img.youm7.com/images/issuehtm...26222014/6.jpg المقالة الأولى نشرت بتاريخ 11 أكتوبر سنة 1947، وتشرح أسباب الخلاف بين السكرى والبنا، وتفضح الرسالة الوجه القبيح لديكتاتورية البنا، وممارسات تصفية معارضيه، وعدم مراعاته «العشرة التى امتدت 27 عاما مع السكرى». http://img.youm7.com/images/issuehtm...26222014/7.jpg يقول السكرى للبنا: استعنت بك أول الدعوة «المباركة» حتى إذا ما صلب عودك وأكملت دراستك وزاولت عملك فى «الإسماعيلية» وأنشأت شعبة أخرى، وفتح الله لك القلوب، وتعددت فروع الجماعة، آثرتك على نفسى وبايعتك، وطلبت من الناس أن يبايعوك. http://img.youm7.com/images/issuehtm...26222014/8.jpg ويتناول فصله من الجماعة بفقرة أخرى قائلا: «لقد حددت بخطابك أسباب فصلى وهى، كما تقول: الاختلاف فى أسلوب التفكير وتقدير الظروف والأشخاص والأحوال، والاختلاف فى الشعور نحو الأشخاص، فإذا بك تقطع ما أمر الله به أن يوصل. http://img.youm7.com/images/issuehtm...26222014/9.jpg ولعل الناس عندما يطلع عليهم هذا النبأ، ولعل الإخوان حين يفجعون بهذا الخبر، لا يدرك أكثرهم السر فى اختيارك هذا الظرف بالذات لهذا الإجراء الشاذ الأليم. http://img.youm7.com/images/issuehtm...6222014/10.jpg وإنه ليعز على ويؤسفنى الرد عليك بعدما فشلت جهود وسطاء الخير بيننا من خيرة الرجال وكرام الإخوان حتى مساء أمس، بسبب تمسكك بموقفك ورفضك انتهاج ما يصلح ذات بيننا، ثم تماديك إطلاق ألسنة السوء لتشويه سُمعتى والحط من كرامتى زورا وبهتانا. http://img.youm7.com/images/issuehtm...6222014/11.jpg ويقول السكرى فى فقرة أخرى: كنت أفهم يا أخى أن يقضى هذا خلاف بالرأى إلى أن نحتكم إلى إخواننا فى الله، ليقضوا بيننا بروح الإسلام ومنهاج القرآن، أما أنك تستبد وحدك بالأمر، وتنزع ممن حضر من إخوان الهيئة التأسيسية يوم 9 يوليو الماضى تفويضا بإقصاء من تشاء وفصل من تشاء هربا من التحكيم، وفرارا من مواجهة الموقف، ودون تمكين من تتهمه أو يتهمك من إبداء رأيه والدفاع عن نفسه فإن هذه ديكتاتورية يأباها الإسلام وتأباها الشرائع والقوانين وتتنافى مع المنطق. http://img.youm7.com/images/issuehtm...6222014/12.jpg وإن قلت أن مبايعة الإخوان لك تقتضيك التصرف الفردى فى شؤون الدعوة وشؤونهم، فإن الحق يرد عليك بأن البيعة فى حدود ما أنزل الله وما رضى عنه، لا تحكيم الهوى والخروج على المبادئ، ومسايرة أهل الدنيا على حساب الدعوة وأبنائها المخلصين. http://img.youm7.com/images/issuehtm...6222014/13.jpg ويكشف السكرى عن أسباب الخلاف الحقيقة فيقول: أخذتك العزة وأشحت بوجهك وقربت إليك أهل الفساد ورميت بالدعوة فى أحضان السياسة والسياسيين وضحيت بأهل الرأى والإخلاص، ورأيت الصف قد اعوج وحدثت أمور داخلية وأخرى خارجية، لم يرض ضميرى إلا أن أقف موقف الناصح الأمين، الحريص على دعوته، ووازنت بين أمرين أحلاهما مر. http://img.youm7.com/images/issuehtm...6222014/14.jpg ولم تكن المسائل الخلقية وحدها بيت الداء بل وجدت الدسائس والفتن الداخلية والدعايات الباطلة ضد الأحرار وارتباك النظم وفساد الإدارة مرتعا خصبا داخل صفوفنا وذلك بسبب دخول الانتهازيين المأجورين صفوفنا بإيعاز من رجال السياسة، وتضحيتك بأغلى رجال الدعوة فى سبيل رضاهم، وما أسفر عنه ذلك من إغراق فى السياسة الحزبية، ومساومة الجميع، حتى وصلت أسهم الإخوان إلى أدنى الانحطاط عقب تولى صدقى باشا الحكم، بسبب تغلب العناصر النفعية عليك فى مهادنته ومسايرته. ويكشف السكرى عن خيانة الإخوان «بقيادة البنا» للأحزاب السياسية وعلى رأسها الوفد آنذاك، حيث يمضى قائلا: وما كان من سخط الناس علينا واشتباكنا بعد ذلك مع الوفديين ببورسعيد وغيرها، ثم طلبك بإلحاح أن أسافر إلى الإسكندرية للتفاهم مع الوفديين وذهابك بنفسك مع أحد الإخوان إلى منزل أحد أقطابهم ليلا تعرض عليه التعاون معهم لكف حملاتهم، ثم تغلب العناصر النفعية عليك ثانية لنقض هذا التفاهم وإشعال نار الفتنة والحرب الأهلية بيننا وبين الوفد لإرضاء الحكومة. وشاعت الشائعات باتصالك بفئة معينة من رجال السياسة ومساومتهم لك على إخراجى من الدعوة ليصفو لهم الجو، واعترافك إلى بذلك فى المستشفى، ففى الرابع من يناير عام 1947 طلبت منى التنحى عن جريدتنا، وعن وكالة الإخوان، وكذا عن نشاطى فى الدعوة. وقلت بالحرف الواحد إن هذا بناء على طلب من رجال السياسة والذين أحتفظ بذكر أسمائهم الآن، ولما عاتبتك بشدة على سماحك أن يتدخلوا فى شؤوننا أصررت وقلت إنك توافقهم على ذلك. ويفجر السكرى مفاجأة إذ يكشف عن اتصالات البنا بالقوى الأجنبية والمصرية العميلة، مضيفًا: «ووقفت أمنعك من هذا التصرف المشين، حتى اكتشافى عن طريق الصدفة، اتصالاتك ببعض الشخصيات الأجنبية والمصرية، وهالنى ما حدثنى به أحدهم يوم 7 فبراير من العام ذاته.. «وهنا لم يفصح أكثر». ويتابع مستعرضا قرار فصله من الجماعة لأنه «يتمرد» على المرشد العام، وصمته أملا فى الإصلاح، قائلا: «وبعد ذلك أسفرت وكشفت القناع متماديا بالدعوة فى الانزلاق السياسى مع الغفلة التامة عن أهدافنا ومبادئنا، مما جعلنا مضغ الأفواه وجعل الجميع يتحدثون على أننا صرنا سلعة تباع وتشترى ولا نتقن إلا الدعاية والتهريج»، حتى يختتم المقال بقوله: «ولو كانت الضربة منك لقبلتها ولكنها بيد عمرو -يقصد رجال السياسة - لا بيدك، فتبعدنى وأنت أولى بالإبعاد». بعد نشر المقالة الأولى بثلاثة أيام نشرت جريدة «صوت الأمة» الرسالة الثانية، ويخاطب السكرى فيها «المخلصين من الإخوان» حيث يقول: أنتم أيها الإخوة أولى الناس بتفهم الأمور، دون تأثير ولا تخدير، كما أنكم أساس الدعوة وأمناء هذه الرسالة. ويقرر أنه دعم «البنا» لما كان صغيرًا، فى فقرة أخرى: عشت فيها أخى فى الله الأستاذ حسن البنا سبعة وعشرين عاما، كما تعلمون عرفته صغيرًا، واستعنت به فى الدعوة شابا، ودخلنا الكهولة حبيبين مخلصين، وأخوين صادقين، آثرته على نفسى سعيدا راضيا، وأنكرت نفسى ليظهر، وأخفيتها ليرتفع فكان الأمين والأخ والقائد، فمن الذى قطع ما أمر الله به أن يوصل أيها الإخوان؟ اسألوه.. كيف حاد عن الحق ونحن دعاته؟ وكيف خرج عن الصراط ونحن حماته؟ واسألوه لماذا غضب حينما حين أمره أخوه بالمعروف.. فعزله؟ ولماذا ثار حين نصحه أخوه ففصله فى هذه الظروف التى يدعو الدين والوطن فيها إلى توحيد الصفوف وتعبئة القوى ومحاربة الطغيان؟ ويلمح السكرى إلى صفقة ما أبرمها حسن البنا مع جهة لم يكشف عنها حيث يطلب إلى أعضاء الإخوان، أن يسألوا «مرشدهم» عن اليد التى ضغطت عليه ليقطع يمينه بنفسه؟ كما يبدى مرارة من الخيانة لأنه تلقى خطاب فصله من الجماعة، وهو مريض فى مرحلة نقاهة واستشفاء، ومع الفصل انطلقت ألسنة الافتراء ضده. ويضيف مبررًا هجومه على المرشد «لو أن المسألة تتصل بشخصى لقطعت يدى ولا أخط كلمة واحدة ولكنها مسألة الدعوة.. مسألة الأمانة التى حملناها على أعناقنا طوال السنين، مسألة هذا الصرح الذى بنيناه بتوفيق الله فدب إليه الفساد وسار هو فيه الاستبداد والاستعباد». كما يتطرق «تلميحًا» إلى الفضائح الجنسية لصهر المرشد العام، فيقول: «لا أدرى لم خان التوفيق أخانا، فأشار إلى الفتنة الماضية - فتنة المسائل الخلقية المثيرة - التى ضحى بسببها بخيرة رجال الدعوة، والتى لو كشف عنها القناع لتفتت قلب كل مؤمن، موجها السؤال للبنا: لماذا يا أخى تثير هذه المأساة الدامية من جديد وتعرض بضحاياك فيها، وبيدى من المستندات ما إن أظهرته لفر من حولك كل تقى وكل مخدوع؟ ويوضح أنه أبلغ البنا فى تقرير وخمس رسائل، عن تفاصيل الفضيحة التى وصفها بالنكبة، وذلك خلال الفترة من 25 فبراير لسنة 1946 حتى 28 يونيو من العام التالى، مضيفًا «كل هذه الخطابات وغيرها لدى صورة منها، فهل له أن ينشرها على الملأ ليعلم الناس هل قمت بالنصيحة وأديت الواجب من التحذير والإلحاح فى الإصلاح أم لا». ويختتم الرسالة بقوله «إن المعركة التى أطلق أخى الشيخ حسن فيها قنبلته الأولى، أصبحت معركة الصراع بين الحق والباطل، وهو الآن يشعر بما هو فيه من جاه ومال ودنيا زائلة، أما أنا فكما قلت حسبى الله، وسأمضى فى طريقى لا أقول أحاربه بل أحارب روح الباطل والغرور، ولا أقول أهدمه بل أهدم روح الأنانية». وبعد 29 يوما من نشر المقال نشرت «صوت الأمة» الثالث بعنوان: «كيف انزلق الشيخ البنا بدعوة الإخوان؟». وجاء فى المقال: «لقد شرحت أسباب الخلاف الحقيقية، ومنها هذا الفساد الخلقى الذى سارت به الركبان، وتستر عليه الأستاذ البنا، وسكت عنه ورضى به بعد أن قامت الأدلة عليه واعترف هو به اعترافا تاما، ولعمر الحق كيف يتفق هذا وشأن رجل أو قوم يدعون أنهم يريدون نشر الإسلام. وكيف يتسنى لهم أن يطهروا غيرهم قبل أن يتطهروا أو يصلحوا الناس قبل أن يصلحوا أنفسهم؟.. إن فاقد الشيء لا يعطيه كما يقول المناطقة والفقهاء. كما ذكرت فى بياناتى السابقة أيضا أن من أسباب هذا الخلاف تخبط الأستاذ البنا فى السياسة تخبطا أنساه حقوق الدعوة ومبادئها، وانزلق بها إلى مهاوى كنا نستعيذ بالله منها، مما خيب آمال الناس فى هذه الدعوة وظنوها سلعة تباع وتشترى، وأرجوحة بين أيدى العابثين. ويتابع «سأترك المسائل الخلقية الآن جانبا لأريح أنوف الناس من روائحها الخبيثة، وأبدأ منذ اليوم بالحديث - مُختصرا - عن تطورات الدعوة وكيف كانت على المحجة البيضاء والنهج الواضح المستقيم؟ وكيف عزت وقويت؟ وكانت شوكة حادة فى جنوب الطغاة والمستعمرين حتى قوى شأنها، وعز سلطانها، وخشى الجميع بأسها وصولتها، وكادت تصل إلى الهدف المنشود، ثم كيف تأرجحت وتذبذبت، وساءت سمعة الإخوان فى كل مكان رغم هذا الطبل الأجوف والدعايات الزائفة التى يموه بها الأستاذ البنا على الناس. ويمضى فى سرد التساؤلات التى سيجيب عليها: كيف أخذت الدعوة فى التدهور والانحلال بسبب تصرفاته وتخبطه المستمر، وإنى بحمد الله على يقين تام أن الله سيعيدها سيرتها الأولى قوية نقية على أيدى الأطهار الصادقين الذين طوح بهم الأستاذ البنا لوقوفهم فى وجه نزواته وشهواته، والله ولى الذين آمنوا وليعلمن نبأه بعد حين. ويقسم السكرى رسالته إلى أربعة موضوعات، وهى نشأة الجماعة حتى قيام الحرب العالمية، والإخوان والإنجليز وحكومة سرى باشا، والإخوان والوفد، وأخيرا الإخوان والعهد الحاضر «آنذاك». ويقول فيما يتعلق بالموضوع الأول، وهو الأهم، فإنه فى بلدة المحمودية على ضفاف النيل العظيم، ارتفع صوت سنة 1920 ينادى بالتمسك بتعاليم الدين والرجوع بالمجتمع المصرى إلى مبادئه الخالدة، فانضم إليه نخبة من الرجال الأطهار، وكونوا فيما بينهم جمعية تدعو إلى هذه المبادئ والتعاليم، واختاروا أحمد السكرى رئيسا لهذه الجمعية. وتعرف «السكرى» على «البنا» وكان يافعا ولمح فيه الذكاء والفطنة واختاره سكرتيرا لهذه الجمعية، حتى إذا صلب عوده، وتخرج بعد بضع سنين فى مدرسة دار العلوم، وعين مُدرسا بالإسماعيلية، اتفقا على تكوين شعبة أخرى للإخوان بها، وانضم إليهم المغفور له الشيخ حامد عسكرية، وتعددت فروع الجماعة، فآثر أحمد السكرى أخاه الشيخ حسن على نفسه، وبايعه بالرئاسة العامة، ودعا الناس إلى مبايعته. سارت الدعوة حثيثا وأقبل الناس عليها أفواجا، بعد أن أبانت برنامجها واضحا جليًا: أنه الإسلام، ومبادئ الإسلام، وجمع الناس على تعاليم الإسلام. وانتقل الشيخ حسن إلى القاهرة، وأنشأ المركز العام، ولحق به أحمد السكرى، وفتح الله القلوب لهذه الدعوة المباركة. ودعونا إلى عقد مؤتمر سنة 1938 بسراى آل لطف الله، حيث ألقى الأستاذ «البنا» أول خطاب جامع له «نشرته مجلة النذير فى عددها رقم 35 المؤرخ فى 17 ذى الحجة 1357 هجرية»، وأوضح فيه منهج الإخوان وكيف نشأوا، وذكر فى صفحة «12» من العدد المذكور، أن من خصائص دعوتهم البعد عن هيمنة الكبراء والأعيان، حتى لا يطمس لونها الصافى لون آخر، وحتى لا يحاول أحد منهم أن يستغلها أو يوجهها فى غير الغاية التى نقصد إليها. ثم قال البنا: «فى الوقت الذى يكون فيه منكم معشر الإخوان ثلاثمائة كتيبة، اطلبونى أن أخوض بكم لجج البحار وأختم بكم عنان السماء، وأغزو بكم كل عنيد جبار، فإنى فاعل، وصدق رسول الله القائل: «ولن يغلب اثنا عشر ألفا من قبيلة.. وإن تقديرى أن الأمر لن يستغرق وقتا طويلا». وأظن القارئ يسأل نفسه حين يقرأ للشيخ حسن البنا هذا الكلام منذ تسع سنين: ماذا فعل الشيخ وقد كانت لديه عقب حكومة الوفد مباشرة ألف وخمسمائة شعبة لا يقل متوسط الشعبة الواحدة بما فيها القاهرة والإسكندرية عن مائتى شخص، وهو يقول دائما إن لديه أكثر من أربعين ألف جوال سيقدم منها - على زعم جريدته - عشرة آلاف كتيبة أولى لفلسطين المجاهدة، ويقول: إن لديه نصف مليون من الإخوان العاملين غير مليون ونصف - على زعمه - من المنتسبين. أقول لعل القارئ يسأل نفسه: أين هذه القوة العددية؟ وأين هذه الأرقام السطحية؟ وماذا فعلت بنا لخير هذا الوطن المنكوب؟ بل ماذا حققت من مبادئ هذه الدعوة التى دعونا الناس إليها؟ اللهم لا شىء غير ممالأة الأعداء ومناوأة الأحرار، والتهاون فى حقوق الوطن، والتقلب فى أحضان رجال السياسة رغم الإلحاح الذى كان يلحه أحمد السكرى، والتقارير المسجلة، والتى كان يهيب به فيها إلى تحقيق ميثاق 5 ربيع الأول سنة 1360هـ «1941»، والذى عاهدنا الناس فيه على مطالبة الحكومة بعد الحرب مباشرة بتحقيق الأهداف السامية، غير هذا الطبل الزائف الذى يخدع الناس، ولم يحقق لهم أملا أو يروى لهم غلة. |
رد: التحايل "الاخوانى"!!
الحلقة الثانية..
"السكرى" شريك "البنا" فى تأسيس الجماعة يواصل رفع الستار: قصة الإخوان الجواسيس..القصة تبدأ برشاوى من الإنجليز ومؤامرات على الشعب وتبرعات من اليهود.. 20 ألف جنيه من الاستعمار بشرط «السرية» الخميس، 27 فبراير 2014 - 09:34 http://youm7.com/images/NewsPics/lar...0142793412.jpg حسن البنا فى إحدى القرى كتب محمود الضبع نشرت «اليوم السابع» فى عدد أمس، تحت عنوان «قلب الإخوان الأسود» الحلقة الأولى من شهادة مهمة، على الضلال الذى يستعمر الجماعة الإرهابية، منذ تأسيسها على يد حسن البنا، قبل ما نحوه 85 عامًا. وتعود أهمية ما نشر، إلى كونه من مقالات كتبها أحمد السكرى صديق عمر «البنا» الذى شاركه تأسيس الجماعة، وعملا معا يدًا بيد، على نشر أفكارها، وتنازل للبنا عن «الإرشاد» إيثاراً وحباً، رغم أنه أكبر سنًا، فضلا عن كونه صاحب الإطار الفكرى لتنظيم الإخوان. هذا الأمر جاء فى المقالات منذ أكثر من سبعين عامًا، والتى نشرتها جريدة «صوت الأمة» التى كان يصدرها حزب الوفد آنذاك، وأعاد نشرها الكاتب الكويتى، محمد صالح السبتى، فى كتابه مؤخرًا «الإخوان المسلمون.. فضائحهم بأقلامهم.. شهادة المؤسس الحقيقى للإخوان ضدهم». خيانة وعمالة ورشاوى من الإنجليز ومؤامرات على الشعب وصفقات مع الرأسمالية ضد الكادحين وفضائح جنسية.. وأيضًا علاقات مع الصهاينة. هذه المصطلحات هى ما تلخص حقيقة الإخوان، ويفضح التنظيم الذى يظهر ما ليس يبطن، شأنه شأن عبدالله بن أبى بن سلول، رأس النفاق.. ولولا أن الخارجين من الجماعة شهدوا بالحق ضد الزور، لما سمعنا شيئًا عن هذا التنظيم الغارق فى الدنس والفساد حتى أذنيه. فإلى مزيد من الغوص فى «قلب الإخوان الأسود» ومزيد من المقالات التى تكشف ما يغلى فى صدر الجماعة من حقد، وما يجرى فى دمائها من خيانة. فى مقال هو الرابع فى استعراض الكتاب، الذى طرحنا منه ثلاثة مقالات بعدد أمس، يرفع «السكرى» النقاب عن فضائح الجاسوسية، والرشاوى حيث يقول: «حاولت الجاسوسية الإنجليزية أن ترشو الإخوان بعشرين ألف جنيه، ذلك بعدما اتفقت الجماعة قبل نهاية الحرب العالمية مع الإنجليز، ففى يوم 25 أغسطس 1940 حضر الجنرال «كلايتون» وبصحبته المستشرق المستر «هيوث دن» وقابلا الأستاذ حسن البنا بدار الجمعية القديمة، وأخذا يتحدثان عن دعوة الإخوان المعادية للاستعمار البريطانى، وللاستيطان الإسرائيلى فى فلسطين المحتلة». ويتابع السكرى «أحالهما الأستاذ البنا إلى أحمد السكرى بصفته وكيلا عاما للجماعة ومختصا بشؤون الدعوة العامة وسياستها العليا، وفعلا اتصلا بى وطلبا زيارتى فى منزلى، الكائن وقتذاك بشارع نوبار، وحضرا ومعهما آخرون وأخذوا يسألوننى عن الغرض من إنشاء الجماعة وشعبها وأهدافها والسر فى مهاجمتها للإنجليز، فأخذت أحدثهم، بما يسمح به المقام وما يوجبه الحرص والحذر. وفى يوم 14 نوفمبر 1940، طلبوا إلى تليفونيا أن أنتظرهم فى تمام الساعة الرابعة بعد الظهر فى منزلى، وكانوا يودون أن يعرفوا شيئا عن ميزانية الجماعة ومواردها، فأجبتهم جوابا صريحا حاسما: «إن جيوب الإخوان المسلمين ملك لدعوتهم العزيزة». فحك أحدهم وراء أذنه وقال: «إن هذه الدعوة الناشئة يجب أن تقوى بالمال لتستطيع أن تؤدى رسالتها على أوسع مدى، لهذا رأينا أن نمد لكم يد المعونة باسم الديمقراطية، وها نحن نقدم لكم الآن مبلغ عشرين ألف جنيه دفعة أولى، هذا فضلا عن سيارة نهديها لك شخصيا بمناسبة عيد الأضحى». ويمضى السكرى ساردًا الموقف: فتمالكت أعصابى وقلت لهم: «أما عن هديتكم بمناسبة العيد فإنى أعتذر عن قبولها مع الشكر، فقد تعودت أن أسير على قدمى ما استطعت ولست فى حاجة إلى سياراتكم، أما عن مبلغ العشرين ألفا من الجنيهات فأرجو الإفصاح عن تقديمها إلى الجماعة».. فقال المستر «هيورث»: إننا لا نبغى بذلك أن تنقلبوا أصدقاء، لأن الخيط الأبيض إذا انقلب إلى أسود فى الحال يلفت النظر- وهذا تعبيره بالحرف الواحد - غير أن لكم حوالى 450 أو 500 شعبة فى مختلف البلاد، والألمان والطليان فى طريقهم الآن إلى مصر، ونحن نخشى أن نطعن من الخلف». وبعد حوار طويل وجدوا نهايته مسدودة قاموا منصرفين وكانت آخر مقابلة لى معهم حتى اليوم، بعدها استدعيت الأستاذ البنا، وقصصت عليه ما حصل بالتفصيل، فصمت ولكن هل دام هذا الصمت؟ وعندئذٍ انتهى المقال المهم الذى ترك السؤال مفتوحًا للمقال الخامس الذى يبدأ بالحديث عن تآمر البنا على حزب الوفد، الذى كان يشكل الأغلبية ويتصدى للملك باعتباره حزب الشعب وقتئد. يقول السكرى: أحب هنا قبل أن أتناول موضوع «الإخوان والوفد» أن أشير إلى التهم والأضاليل التى يموه بها الأستاذ البنا على الإخوان الذين يسألونه عن الخلاف الذى بينى وبينه، والذى دفع به إلى تصرفه الجائر، وإحداث هذه القنبلة فى صفوف الجماعة، فهو يستعمل أساليب مختلفة فى اختلاق مبررات تصرفه وتعسفه، ويختلق لكل فئة ممن يسألونه لونا خاصا من التمويه والتعمية حتى إذا ما ألح عليه السائلون ثار ونفر وأهدر وزمجر وفصل وحذر ثم أدبر واستكبر. ومن أهم ما يبرر به تصرفه، أن أحمد السكرى يميل إلى الوفد، وهو صديق للوفديين ووفى لرجال الوفد، ونحن نريد أن نحارب الوفد والوفديين لأنهم أعداؤنا ويجب القضاء عليهم، وقد طلبنا إلى أحمد السكرى أن يطعن فى الوفد ورجال الوفد ولكنه أبى ولم يقبل. فإذا ما سأله سائل: ولماذا نريد أن نحارب الوفد الآن ولمصلحة من تقوم حرب أهلية من أبناء الأمة فى الوقت الذى يتطلب توحيد الصفوف فى محنة الوطن الحاضرة؟ بل وما الذى أفادته الدعوة من محاربتنا للوفد وتأييد العهد الحاضر؟.. فض المجلس ثائرا أو فر من المناقشة. ويقول: «لهذا أرى من واجبى أن أسرد للإخوان خاصة والرأى العام عامة، موقف الإخوان أيام حكم الوفد، وموقف الأستاذ البنا نفسه من رئيس الوفد ووزراء الوفد ورجال الوفد أيام أن كانوا فى الحكم، وحالة الإخوان بعد خروج الوفد من الحكم حتى الآن، مضيفًا «إن موقف الأستاذ البنا من رئيس الوفد قبل وبعد خروج من الحكم، يستحق أن يخضع للمقارنة، على ضوء أبسط مبادئ الإسلام بل أبسط مبادئ الرجولة والشرف». ويخاطب السكرى عناصر الإخوان قائلا: «أترك لهم بعد ذلك أن يستنبطوا السر الدفين الذى حدا «بفضيلته» إلى هذا التناقض المفاجئ وإذا أوعزهم الأمر إلى الاستزادة من الإيضاح، قدمت إليهم الدليل العملى الذى ليس بعده تبيان ولا إفصاح»، مضيفًا «أن حكومة الوفد قد تولت الحكم الآن، ولنا فى الوفد رجال شجعوا دعوتنا فى كثير من الأقاليم، فسعادة المغازى باشا رصد فى وقفيته مبلغا شهريا قسما لكل من شعبتى المحمودية وشبراخيت، وسعادة محمد باشا الوكيل وأنجاله الأعزة أمدوا الدعوة وشجعوها فى دمنهور، والمغفور له «سعادة عبدالواحد باشا الوكيل من كبار أعيان مركز المحمودية، وعبدالحميد بك الوكيل نائب المحمودية نفسها، يشجعان ويؤيدان وهما موجودان الآن بالقاهرة، فما المانع إذن أن نتحدث معهم فى الأمر ليتحدثوا بدورهم إلى صاحب المقام الرفيع رئيس الحكومة ويشرحوا لرفعته حقيقة دعوتنا وسلامة مقاصدنا وموقف الإنجليز منا ليرد عنا كيدهم وافتراءهم ومعاكستهم لنا فى نشر مبادئنا الكريمة؟ ويضيف «أنه فى ليلة 24 رمضان سنة 1361 هجرية وكانت الشعب جميعها مغلقة، أرسل صاحب المقام الرفيع مصطفى النحاس باشا فى طلبنا أنا والأستاذ البنا فذهبنا إليه فى منزل صاحب المعالى فؤاد سراج الدين باشا «وزير الزراعة وقتذاك»، وبحضور معاليه ومعالى المغفور له صبرى أبوعلم باشا وفضيلة الشيخ محمد البنا «والد حسن البنا» وكبار رجال الداخلية، بدأ رفعته التحقيق معنا فى تقارير رفعت إليه ضدنا، واستمر التحقيق عدة ساعات». وأترك القارئ قليلا ليقرأ بنفسه ما خطه قلم الأستاذ حسن البنا نفسه - فى مجلة الإخوان بعددها الصادرة يوم 12 يوليو سنة 1943، فى الصفحة الخامسة السطر الخامس من العمود الثالث، عن نتيجة هذا التحقيق، وموقف رفعة النحاس باشا منه. قال الأستاذ البنا «ولست أنسى ليلة 24 رمضان إذ شرفنا بزيارة منزل صاحب المعالى فؤاد سراج الدين باشا وقضينا مع رفعة الرئيس ثلاث ساعات أو تزيد، وتناول الحديث الإخوان ودعوتهم وموقفهم، كان فيها يحاكم المسائل بروح القاضى العادل والمحقق المنصف حتى انقشعت الغشاوة وظهر وجه البراءة شرفا». ويعقب السكرى على كلاما البنا: «نعم كان النحاس باشا كما يقول الأستاذ يحاكم المسائل بروح القاضى العادل والمحقق المنصف فانقشعت غشاوة الاتهامات، وخرجت وخرج الأستاذ البنا متأثرين بهذه الروح الإسلامية الكريمة، وحقق رفعته وعده وأمر فى الحال بفك الحصار عن الشعب فى أنحاء البلاد، ومنح الإخوان الحرية الكاملة فى نشر دعوتهم، ورفع بذلك الكابوس الذى جثم على صدور الإخوان ثلاث سنوات طوال». وكتب الله له السلامة والنجاة.. ممن ومما؟ لا إجابة فى هذا المقال. أما المقال السادس والذى يقع فى جزئين، فيستكمل تفاصيل «انزلاق الشيخ البنا بدعوة الإخوان» حيث يبدأ بعبارة: لم يستوقف نظرى ما نشرته مجلة الاثنين اليوم 24 نوفمبر 1947 بالنص أن: «فضيلته» له أصدقاء كثيرون من مختلف المذاهب والأديان، يبادلهم الحب والاحترام، ويكثر من تبادل الزيارات معهم، وهو صديق شخصى لكثير من الأساقفة والمطارنة الأقباط. ونسى فضيلته أن يذكر للمجلة أن له كذلك أصدقاء من مواطنينا اليهود كذلك وعلى رأسهم التاجر الشهير «حاييم درة» الذى تفضل فتبرع بمبلغ كبير من ماله سلمه لفضيلته بالإسكندرية لمساعدة الإخوان هناك بحفل جامع بكازينو النزهة حيث أشاد فيه فضيلته بكرم حضرة المتبرع وبفضل اليهود وعراقة الدين اليهودى ومجده التليد، ونشرت جريدة الإخوان ذلك كما نشرته كثير من الصحف فى حينها. ويتابع: «حين سُئل «البنا» ذات مرة وهو يزورنى وأنا مريض وعندى بعض الإخوان عن السبب فى أن الأستاذ مصطفى مؤمن ذهب إلى أمريكا باسم جبهة وادى النيل وعدل عن إرساله باسم الإخوان قال: «إن أحسن مصطفى وسار على سياستنا فهو منا ومعروف أنه من الإخوان، وإن انفرد برأيه واحتك بالنقراشى باشا وصدر منه ما يُخالف رأينا فهو عن جبهة وادى النيل ولا نتحمل نحن مسؤولية ما يعمل». بل ولا أريد أن أتساءل كذلك: ما دام الأستاذ البنا له أصدقاء من الأحبار والرهبان والمطارنة يبادلهم الحب ويكثر من زيارتهم، فما باله يثور كل الثورة، ويرغى ويزيد أمام من يسأله عن سر خلافه معى، فيقول ذلك لأن السكرى صديق للوفديين؟. وترى ألم يسأل عن نفسه ما دام يبيح لشخصه صداقة إخواننا اليهود والمسيحيين ورجال العهد الحاضر والإشادة بمجد إخواننا اليهود على الأخص وفضل الأستاذ حاييم درة العظيم وغيره؟ لماذا كان يريد أن يحرم على السكرى صلته الشريفة ببعض رجال الوفد الذين كان يتملقهم «فضيلته» أيام أن كانوا فى الحكم ويخاطبهم بنفسه كما هو منشور فى: العمود الثالث، السطر الرابع، من الصفحة التاسعة، بمجلة الإخوان، العدد الثامن عشر، 12 يونيو 1943 بقوله: «وأنتم صفوة رجال هذا البلد، الأمناء على حُقوقه المسؤولون عن مُستقبله» كما لم يستوقف نظرى ولم يثر من اهتمامى مثقال ذرة، أكثر مما أثاره من السخرية والفكاهة، ذلك الخبر الذى نشره الأستاذ البنا أمس بجريدته فى باب «الاجتماعيات» عنى، بإبرازه بمقدمة الأخبار الهامة فوق أخبار وزير الدولة ووزير العدل والقائد المصرى فى السودان، والتى تُوهم القراء أن أصحابها هم الذين طلبوا نشرها «كإعلانات» وفحوى هذا الخبر أو بالأحرى فحوى هذه الأكذوبة المضحكة أن صاحب المقام الرفيع مصطفى النحاس باشا، أمر بتعيين أحمد السكرى محررا بجريدة صوت الأمة براتب شهرى قدره ستين جنيها تدفع من خزانة الوفد لا من مال الجريدة. ويقول: لست أريد أن أفيض فى الرد على هذه الفرية المضحكة، غير أنى أحب أن ألفت نظر البنا أنه قد أسدى إلى، بنشره هذا الخبر الكاذب، جميلا أشكره عليه كل الشكر، ذلك أنه قد كشف «رسميا» للملأ عن نوع السلاح الذى يرد به على هجماتى له، ودمغى إياه بالحقائق الواقعية الثابتة، فلم يجد أمامه غير سلاح الكذب السافر، والبهتان الواضح الذى إن دل على شىء فإنما يدل على إفلاسه تمام الإفلاس، بل على إلقائه السلاح أمام اتهامى له اتهاما مُدعما بالأدلة والأسانيد». ويضيف «الشيخ حسن البنا يعلم تمام العلم أن السكرى لم يعمل فى صوت الأمة ولا فى غيرها من الصحف، وأن أحمد السكرى له والحمد لله من إيراد ممتلكاته فى المحمودية بلد الأستاذ البنا، ما يكفى من أن يعيش عيشة كريمة، تغنيه عن أن يمد يده إلى المصروفات السرية أو المساومات الحزبية أو الصفقات السياسية، هذا فضلا عما ضحى به السكرى من هذه الممتلكات - كما يعلم الشيخ حسن - فى سبيل دعوته وشرفه وخلقه - ولله الفضل والمنة. ولقد أخطأ التوفيق أخانا الشيخ البنا - كان الله فى عونه وعون مستشاريه المساكين - ففتح على نفسه بابا كان أولى به أن يظل مغلقا بل كنت أنا حريصا على ألا أمس هذا الباب إشفاقا عليه كما ذكرت فى مقال يوم الجمعة الماضى، وكنت حريصا على ألا أتعرض لناحية حياته الخاصة وكيف يعيش؟ ومن أين يعيش؟ ولكنه أراد أن ينطبق عليه مثل الأحمق الذى بيته من زجاج رقيق مهشم فيأبى إلا أن يرمى بحجارته القذرة الخبيثة بيت صاحبه الفولاذى السليم، الذى أحاطت به عناية الحافظ العظيم. وبعد هذا التلويح بكشف الفساد يقول السكرى: «مع ذلك كله سأظل على موقفى من الإشفاق عليه هذه المرة أيضا حفاظا لكرامة عائلته العزيزة على، على أن أعود إلى كشف الغطاء إذا اضطرتنى رعونته ورعونة مستشاريه مرة أخرى إلى طرق هذه الناحية الحساسة ثم يتساءل: هل لى بعد ذلك أن أسأله - على فرض أن فريته هذه صحيحة - هل من الخير أن يعمل الإنسان فيأكل من كسب يده كما قال النبى الأعظم صلى الله عليه وسلم: «لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره خير له من أن يأتى رجلا أعطاه الله من فضله فيسأله أعطاه أو منعه»؟. كما أقول: هل هذا خير أم أن يعيش الرجل من الصفقات السياسية والتضحية بإخوانه فى الله وأعوانه المجاهدين الأحرار والاتجار بدعوته فى سوق المسومات الحزبية على حساب المبادئ والوطن مقابل متاع لا يبقى ولا يدوم. ومع ذلك فقد أراد الله أن يظهر البهتان الساطع على لسان «فضيلة المرشد «وعلى صفحات جريدته، فليعلم الإخوان مدى الافتراء والتضليل الذى يموه به عليهم حين كان يتهم السكرى بمختلف الأباطيل المتهافتة، وهذا الخبر الذى نشره فى جريدته أكبر دليل على الإفلاس والزور والصغار، وهكذا يرد الشيخ حسن على الوثائق الفاضحة التى ندلل على خروجه عن مبادئ الدعوة وانزلاقه فى مهاوى الضلال بهذا الأسلوب الخبيث الكاذب، وهو حائر لا يدرى ماذا يصنع ولا بماذا يجيب وصدق الله العظيم فى كتابه: «بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ». |
رد: التحايل "الاخوانى"!!
|
رد: التحايل "الاخوانى"!!
|
الساعة الآن 11:54 PM. |
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
www.MasrMotors.com ™ Copyright ©2008 - 2025
Egyptian Automotive Community
جميع الحقوق محفوظة - مصرموتورز 2008 - 2017