![]() |
|
رد: التحايل "الاخوانى"!!
ثروت الخرباوى يكشف: حسن البنا داعية للشيعة.. والكاشانى مرشدا للإخوان المسلمين «9»
http://tahrirnews.com/images/Section...باوى%20989.jpg القمى الشيعى وصف البنا بأنه «كان جبلاً شامخًا فى همومه وتحركه ونشاطه وتخطيطه وإخلاصه» آزرشب الإيرانى يرد على القمى: البنا أراد أن يكون خليفة للمسلمين وسينتهى به الحال مسجونًا فى الليمان أو معلقًا على أعواد المشانق بتهمة التحريض على القتل الحكومة المصرية قامت باعتقال معظم أعضاء الجماعة وتركت حسن البنا حرًّا طليقًا لتساومه على تسليمها أسماء أعضاء الجهاز السرى الخاص البنا اقترح اسم «التقريب» عنوانًا للتقارب السنى الشيعى لأنه أقرب إلى التعبير عن أهداف الجماعة.. والقمى يؤكد أنه تم اغتياله وهو خارج من هذه الدار! فى دراسة أعدها السيد محمد على آزرشب وهو من الشخصيات الشيعية الشهيرة ومن دعاة التقريب بين السنة والشيعة، كشف عن ذكريات الشيخ محمد تقى القمى مع حسن البنا كانت هذه الدراسة تحت عنوان «التقريب بين المذاهب الإسلامية القاهرة القسم الثانى - تاريخ ووثائق» جاء فيها: (الشيخ حسن البنا والتقريب) «وحين يتحدث الشيخ القمى عن ذكرياته مع جماعة التقريب يقف طويلا عند الشيخ حسن البنا، حين يذكره يسرى إلى جسده نوع من النشاط والحيوية فى الكلام كأن نشاط الشيخ البنا يسرى إلى جسده، لم يكن حسن البنا عالما أزهريا، ولم تكن له علاقات مع شيوخ الأزهر، لكنه كان جبلا شامخا فى همومه وتحركه ونشاطه وتخطيطه وإخلاصه، بهذه الصفات الكبيرة اخترق أوساط الشباب الجامعى وربّى جيلا تقيا ورعا مجاهدا مثقفا ثقافة إسلامية واعية صحيحة، كان يحمل همّ التقريب بين مذاهب المسلمين انطلاقا من هدفه الذى كان يعيشه بكل وجوده، وهو عودة الأمة المسلمة إلى عزتها وكرامتها ومكانتها على الساحة التاريخية، روحه التقريبية هذه سرت إلى جماعة الإخوان المسلمين التى أسسها ورعاها وأشرف على مسيرتها، وآثاره لا تزال حتى اليوم موجودة بين جماعات الإخوان المسلمين، فهى الجماعة السلفية الوحيدة التى ترفض التعصب الطائفى وتقيم علاقاتها على أساس الإسلام وحده لا المذهب، ولا تعير أهمية للخلافات المذهبية. الشيخ البنا هو الذى سمّى الدار، جدير بالذكر أن الشيخ حسن البنا كان من أوائل جماعة التقريب ومن المهتمين بدفع مسيرة الدار، وكان الحديث فى الأيام الأولى لتشكيل الجماعة يدور عن اسم للمؤسسة التى يهم الشيخ القمى بإنشائها، هل تحمل اسم الوحدة، أو التعارف، أو التعاضد أو..؟ غير أن الشيخ حسن البنا اقترح اسم التقريب لأنه أقرب إلى التعبير عن أهداف الجماعة، وحملت الجماعة والدار اسم التقريب، بناء على اقتراح هذا الشيخ التقى المجاهد، ولا بأس أن نذكر أن الشيخ كان مهتما أن ينشر فى صحيفته ما يقرب بين أهل السنّة والشيعة، وكان يتعاون مع دار التقريب فى إيصال صوتها إلى السعودية التى حظرت هذا الصوت آنذاك، ولا بأس أن أذكر إحدى ذكريات الشيخ القمى فى هذا المجال، بعد حادثة إعدام السيد أبو طالب اليزدى فى الحجاز انقطع سفر الإيرانيين إلى الحج لسنوات، ثم عاد حج الإيرانيين، وعمدت دار التقريب إلى نشر مناسك الحج على المذاهب الخمسة أى مذاهب أهل السنة الأربعة ومذهب الشيعة الإمامية، من أجل إزالة ما علق فى الأذهان تجاه الشيعة إثر التشويش الذى حدث بعد إعدام السيد الإيرانى، وخلال سنوات انقطاع الإيرانيين عن الحج، هذه المناسك توضح بما لا يقبل الشك أن السنة والشيعة متفقان فى معظم مناسك الحج إن لم يكن كلها، وما كان بالإمكان إدخال هذه المناسك إلى السعودية لتوزيعها فى موسم الحج، لأن التعليمات هناك لم تسمح بذلك آنئذ، ولكن الشيخ حسن البنا وجد الطريق إلى ذلك، فطبع كل هذه المناسك فى صحيفته، وأدخلها فى موسم الحج إلى السعودية، وتوزعت بين الحجاج وكان لها أبلغ الأثر بين المسلمين، وفى تلك السنة حجّ الشيخ حسن البنا، والتقى فى أيام الحج بالعالم المجاهد آية اللّه أبو القاسم الكاشانى الزعيم الدينى لحركة تأميم النفط فى إيران، وبمناسبة الحديث عن الشيخ حسن البنا يذكر الشيخ القمى ليلة استشهاد البنا «رحمه الله» لقد كان فى دار التقريب، وما إن خرج حتى انقطع التيار الكهربائى، وفى وسط الظلام امتدت الأيدى الآثمة لتصفى هذا الداعية الكبير. وقد تكون هذه الأيدى هى التى صفَّت الشيخ المدنى فى الكويت ثم الشيخ القمى نفسه فى باريس. معلومة جديدة أضافها آزرشب فى دراسته هذه حيث قال: «كان حسن البنا قبيل اغتياله فى دار التقريب! الذى استقر عليه كل من كتبوا عن اغتيال حسن البنا بل والثابت من تحقيقات القضية نفسها، أن حسن البنا كان فى مقر جمعية (الشبان المسلمين) كان حسن البنا وقت الاغتيال فى أزمة طاحنة، فجماعته قتلت رئيس الوزراء النقراشى، وعلى أثر ذلك قامت الحكومة المصرية باعتقال معظم أعضاء الجماعة، إلا أنها تركت حسن البنا حرا طليقا لتساومه على أن يسلمها أسماء أعضاء الجهاز السرى الخاص الذى قام بعديد من أعمال الاغتيالات والإرهاب، وكان حسن البنا يخشى من سطوة أعضاء هذا النظام الذين أفلتوا من الاعتقال، فلو قام بتسليم الأسماء للحكومة فلن يفلت من انتقام هؤلاء الذين حملوا السلاح واستساغوا الاغتيال وشرعنوا للقتل، وإذا لم يسلم الأسماء فتهديد الحكومة له قائم، سيتم تقديمه للمحاكمة على رأس المتهمين بقتل النقراشى والتحريض على قتله، وبذلك تنتهى حياته نهاية مأساوية، رجل أراد أن يكون خليفة للمسلمين سينتهى به الحال مسجونا فى الليمان أو معلقا على أعواد المشانق بتهمة التحريض على القتل، أفى ظل هذه الأزمة يفكر حسن البنا فى الذهاب إلى دار التقريب بين السنة والشيعة؟! من أين استقى تقى القمى معلوماته فى هذا الشأن، هل كان البنا فى زيارة له وقتها؟! وتم قتله بعد خروجه من اللقاء. أيا كان الأمر فإن مقتل حسن البنا الذى يحتاج إلى تحقيق تاريخى دقيق لم يحمل نهاية للعلاقة بين الإخوان والشيعة، بل كان مرحلة جيدة تلتها مراحل أخرى كانت العلاقة فيها بينهما أكثر حميمية من ذى قبل، وقد ظل التأثير والتلاقح الفكرى يسير على قدم وساق بينهما خصوصا أن سيد قطب قد ترك تأثيرا كبيرا فى كتابات العالم الشيعى الكبير محمد باقر الصدر، خصوصا عندما كتب كتابه «فلسفتنا» وكتابه «اقتصادنا». بل إن مفاجأة كبرى فجرها الدكتور العلامة إسحاق موسى الحسينى فى كتابه «الإخوان المسلمون كبرى الحركات الإسلامية الحديثة» حينما قال «إن بعض الطلاب الشيعة الذين كانوا يدرسون فى مصر قد انضموا إلى جماعة الإخوان»، قطعا «لم ينضموا إلى جماعة الإخوان بحسب أنها جماعة سنية أو أنهم تسننوا وتركوا تشيعهم، ولكنهم انتسبوا إليها بحسب أنها حركة إسلامية يستطيعون من خلالها إحداث قدر من التنسيق يدلفون منه إلى تشييع المحتمعات السنية». وبغض النظر عن هذا، فقد ظل حسن البنا ساعيا إلى فكرة التقريب حتى إن مؤرخ الإخوان الأكبر محمود عبد الحليم قال «لو كانت الظروف قد أمهلت حسن البنا لتمَّ مزج هذه الطائفة بالطوائف السنية مزجًا عاد على البلاد الإسلامية بأعظم الخيرات». وفى ذات الصدد يقول جمعة أمين عضو مكتب الإرشاد «لقد تنبَّه المصلحون من المسلمين إلى الأضرار التى تتعرض لها الأمة الإسلامية بسبب هذا الانقسام، فراحوا ينادون بوحدة الصف الإسلامى ونبذ أسباب الفرقة بين أبناء الدين الواحد، وقد تزعَّم هذه الدعوة فى بدايتها الإمام جمال الدين الأفغانى والإمام محمد عبده، ثم أخذت الدعوة شكلا جماعيًّا بعد ذلك فنشأت جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية التى شارك فيها الإمام البنا». لم يكن هذا هو رأى الإخوان فحسب، ولا تلك هى نظرتهم وحدهم لمرشدهم الأول، ولكن كانت تلك النظرة ممتدة إلى المجتمع الشيعى، إذ يقول هادى خسرو شاهى رئيس مركز البحوث الإسلامية ومستشار وزير الخارجية الإيرانية: «كان نشاط حسن البنا ونهضته فى المبادئ ومفاهيمها المطروحة فى الواقع مكمِّلا للتيار الإسلامى السابق له، والذى كان قد بدأه السيد جمال الدين الحسينى المعروف بالأفغانى فى أواخر القرن التاسع عشر». واستطرد خسرو شاهى فى مقاله قائلا عن لقاء البنا بآية الله كاشانى «والنقطة الأخرى فى هذا الجانب هى لقاء الشيخ حسن البنا مع آية الله كاشانى فى زيارة الحج هذه، وبعد إجرائهما الحوار قرَّرا عقد مؤتمر إسلامى فى طهران تشارك فيه شخصيات من العالم الإسلامى كى تتم فيه تقوية العلاقات الودية بين المسلمين أكثر فأكثر». هل هناك أكثر من ذلك؟! نعم، فآية الله كاشانى أحد كبار الشيعة الذى تحدثنا عنه آنفا كان هو أكبر المرشحين بعد مقتل حسن البنا كى يكون مرشدا للإخوان المسلمين، وقد جرى بشأنه حوار كبير داخل الجماعة إلا أن كفة المستشار حسن الهضيبى رجحت أخيرا فأصبح هو المرشد، وإن كان هذا يدل على شىء فإنه يدل على أن الإخوان يعتبرون أن منهجهم يتفق مع منهج الشيعة، ليس هذا الكلام من عندياتى، ولا هو تعسف فى الفهم وتحوير فى الاستدلال، بل هو من كلام الإخوان حرفيا بلا زيادة ولا نقصان، إذ يقول سالم البهنساوى أحد مفكرى الإخوان المسلمين «منذ أن تكونت جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية والتى أسهم فيها الإمام البنا والإمام القمى والتعاون قائم بين الإخوان المسلمين والشيعة، وقد أدى ذلك إلى زيارة الإمام نواب صفوى سنة 1954 للقاهرة، ولا غرو فى ذلك فمناهج الجماعتين تؤدى إلى هذا التعاون». لذلك لم تكن زيارة رئيس إيران إلى مصر فى غضون فبراير 2013 مجرد زيارة سياسية هى الأولى من نوعها، ولكنها كانت فى المقام الأول زيارة إخوانية شيعية ممتدة، بدأت بزيارة القمى للخمينى فى مقر الإخوان، وسيحمل المستقبل لهما مفاجآت لن ينساها أحد. فى التراث المصرى مثل عامى يقول: «طوبة على طوبة خلى العركة منصوبة» ولهذا المثل قصة، فقد كان هناك بعض اللصوص يريدون سرقة الدواب التى يمتلكها أحد أثرياء قرية من القرى والموجودة فى حظيرة ضخمة بجوار داره، فافتعلوا معركة وهمية بينهم أمام هذه الحظيرة، فكان أن بدأ أهل القرية فى التدخل لفض المعركة، وخرج الثرى من داره هو وأولاده يبتغون كبح جماح الخصومة، وخرج الحراس الذين يحرسون الدواب والماشية يحجزون بين المتعاركين، وفى هذه الأثناء دخل النصف الثانى من اللصوص إلى الحظيرة ليسرقوها، وجعلوا صبيا لهم يراقب الطريق، وكلما خفتت حدة المعركة، ولصوص الحظيرة لم يفرغوا بعد من السرقة، يقوم ذلك الصبى بالنداء قائلا «طوبة على طوبة خلى العركة منصوبة» حتى تستمر المعركة بين اللصوص الذين فى الخارج، فيخلو الجو للصوص الحظيرة، وحين اكتشف أهل القرية هذه الحيلة صارت عبارة الصبى مثلا». فى غضون شهر أبريل من عام 2009 قامت مُلاسَنة حادة بين رمزين من رموز الإخوان، أحدهما يقيم خارج مصر وهو يوسف ندا مسؤول قسم الاتصال الخارجى بالجماعة، والثانى محمود غزلان عضو مكتب الإرشاد والمتحدث الإعلامى للجماعة، كانت الملاسنة ساخنة موجعة، فيوسف ندا أصدر عدة تصريحات تضمنت إشادة بإيران وثورتها، فى ذات الوقت خرج محمود غزلان عن شعوره وكال الاتهامات لندا واعتبره مروجا للشيعة فى مصر، وزاد غزلان بأن قال: إن ما قاله ندا يخرج عن أفكار الجماعة ولا يعبر عنها! وأن جماعة الإخوان تعادى فكر الشيعة وتدرك خطرهم ولا تسمح لهم بالاقتراب من المجتمعات السنية. كانت تصريحات غزلان الحادة لافتة للنظر، فالرجل ظهر كأنه لا يعرف شيئا عن تاريخ الجماعة ولا عن محاولات المرشد الأول فى دمج السنة بالشيعة، التى أطلق عليها «التقريب»، كما ظهر كأنه لا يعرف أن البنا ساعد بجهود متواصلة قبل أن يموت فى إنشاء دار التقريب الذى ترتب على نشاطها صدور الفتاوى بجواز أن يعتنق السنى مذهب الإمامية الاثنى عشرية! هل يمكن أن يكون غزلان جاهلا بقناعات الجماعة وتوجهاتها وهو الذى يتحدث عنها إعلاميا؟! لفت هذا الصراع الظاهرى نظرى، ووقع فى قلبى أنه خلاف مصنوع، وبعد انتخابات مكتب الإرشاد التى تمت فى شهر ديسمبر من عام 2009 عرفت أسباب هذا الخلاف المصطنع. كنا فى شهر يناير من عام 2010 وكان معرض القاهرة الدولى للكتاب على وشك أن يعلن عن فاعلياته، وحدث أن تواصل معى الباحث الإسلامى المدقق حسام تمام رحمه الله، كانت الصداقة قد جمعتنا قبل هذا التاريخ بعدة سنوات حينما كان حسام يسكن بالقاهرة قريبا منى فى عمارات «عثمان» بشارع مصطفى النحاس بمدينة نصر، ثم عاد إلى محافظته الإسكندرية التى نشأ فيها وهو أصلا من صعيد مصر، وكان حسام من الباحثين أصحاب «النظر والفراسة»، لذلك أصبح محط تقدير من الوسط الصحفى والثقافى والإسلامى فى مصر والوطن العربى، خصوصا أنه كان قد سافر إلى عدة دول عربية، حيث درس فيها واقع الحركات الإسلامية، وكان من الدول التى سافر إليها المغرب وغيرها، ولتعمقه فى هذا المجال أنشأ مع آخرين من دول عربية متفرقة موقعا على شبكة الإنترنت متخصصا فى مجال الحركات الإسلامية فى العالم كله، والحق أن الحوارات التى دارت بيننا من قبل كانت متعلقة بتأثر شباب الإخوان بالتيار السلفى، وكان تمام على علاقة وثيقة برموز الحركة السلفية فى مصر وقد أتاح لهم الفرصة فى التعبير عن أنفسهم فى موقع «إسلام أون لاين»، الذى كان يترأس أحد أقسامه، ثم بعد أن شجر الخلاف بين العاملين فى هذا الموقع وإدارته أنشأ حسام موقعا اسمه «أون إسلام» كان منبرا لكثير من الناشطين فى مجال الحركات الإسلامية. قبل أن يبدأ معرض الكتاب فى هذا العام جاء حسام تمام من محافظته الإسكندرية إلى القاهرة ليرتب مع دار النشر التى تنشر كتبه «دار الشروق» أمر توزيع وبيع كتابه «تحولات الإخوان المسلمين» فى معرض الكتاب، وكعادته عندما يأتى إلى القاهرة اتصل بى حيث حددنا موعدا للمقابلة فى مكتبى، أخذنا الحديث فى مناح مختلفة وكان من الموضوعات التى طرحناها أن نشترك معا فى إصدار كتاب عن قضايا الإخوان المسلمين، تحليلا لها وتوثيقا لأحداثها، كان أمر قضايا الإخوان وتوثيقها هو المشروع الفكرى والتاريخى الذى أراد حسام تمام إتمامه، وكان مما تحدثنا فيه أننا نحتاج إلى إعادة قراءة هذه القضايا مرة أخرى، خصوصا أن الإخوان عندما كتبوا عنها كانت أفكارهم غير محايدة على الإطلاق. كانت القضة الأولى التى رأينا أن نكتب عنها هى قضية «اغتيال حسن البنا»، حيث كانت أوراق هذه القضية بالكامل عندى، وكانت الشكوك التى تحدثنا فيها تدور حول ضلوع النظام الخاص فى قتل حسن البنا، خصوصا أن حسن البنا نفسه وفقا لشهادة الوزير مصطفى مرعى الذى كان ممثلا للحكومة فى التفاوض مع البنا فى يناير 1949، أبدى لمرعى تخوفه من أن يقوم النظام الخاص باغتياله. وقبل أن ينتهى الحوار بيننا سألنى حسام عن الخلاف الذى كان قد نشب بين الإخوان بسبب الشيعة: هل لديك تحليل لهذا الخلاف، فأنبأته أنه خلاف محير، خصوصا أن يوسف ندا من أعمدة الإخوان القديمة ومحمود غزلان هو المتحدث الإعلامى، وقطعا فإن غزلان يعرف خطوات التقريب التى كان يقوم بها البنا مع الشيعة، ولذلك فإن هذا الخلاف يبدو محيرا نوعا ما. قال حسام: ليس محيرا، الخلاف ينبئ عن طبيعته. استفهمته: كيف؟ حسام: أنا لديىّ معلومات مؤكدة عن تقارب بين الإخوان والسلفيين، جلس أحد القيادات الكبيرة من الإخوان مع ياسر برهامى القيادى الكبير فى الحركة السلفية بالإسكندرية، وتحدثا عن كيفية التقارب بينهما كحركتين كبريين، وكان جواب برهامى أن الحركة السلفية تأخذ على الإخوان عدة أشياء منها موقفها المتقارب مع الشيعة، والأمر الثانى هو وجود بعض شخصيات إخوانية فى موقع القيادة مثل الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح عضو مكتب الإرشاد والدكتور محمد حبيب نائب المرشد، وهذه الشخصيات لديها أفكار متساهلة تخالف الشريعة مثل رأيهم عن التقارب مع الشيعة، ورأيهم فى جواز ولاية الأقباط والمرأة، فى هذه الجلسة التى تمت منذ عام تقريبا أبدى القيادى الإخوانى وعدا بتصحيح موقف الإخوان من هذين الأمرين، لذلك افتعل الإخوان مشكلة الشيعة لتكون تصريحات غزلان بلسما شافيا على قلوب السلفيين، ومن بعدها كتب جمعة أمين عضو مكتب الإرشاد عن مدينة الإسكندرية مقالا حدد فيه موقف الإخوان من الشيعة، كان حريصا فيه على إدانة أفكار الشيعة العقائدية، وأخيرا كما تعلم تم إسقاط أبو الفتوح وحبيب والإطاحة بهما من عضوية مكتب الإرشاد، هل تعلم ما حدث بعدها؟ أدلى عبد المنعم الشحات القطب السلفى فى الإسكندرية بتصريح لبعض المواقع الإسلامية بأن جماعة الإخوان بخروج أبو الفتوح وحبيب اقتربت من الدعوة السلفية! قلت: قرأت هذا التصريح، والصورة عندى كانت قريبة مما تقول إلا أننى كانت تنقصنى المعلومات. انتهى حوارى مع حسام تمام رحمه الله واتضحت الصورة الكاملة، الخلاف بين الإخوان حول الشيعة لم يكن خلافا حقيقيا ولكنه كان وسيلة إخوانية «لجر رجل» الحركة السلفية فى مصر كى تتفق سياسيا مع الإخوان، الإخوان لا يزالون على رأيهم بخصوص الشيعة والتقريب معهم، ولكن للسياسة ضرورات. |
رد: التحايل "الاخوانى"!!
ثروت الخرباوى يكشف: الإخوان يبايعون الخمينى خليفة للمسلمين
http://tahrirnews.com/images/Section...ئمة%20الشر.jpg ثأثر البنا فى مواقفه بالكثير من أفكار الشيعة وفى نفس الوقت فإن الكثير من علماء الشيعة نظروا بتقدير وإعجاب إلى شخصية البنا رجل الدين الشيعى نواب صفوى خطب من فوق أحد منابر سوريا قائلا: من أراد أن يكون جعفريا حقيقيا فلينضم إلى صفوف الإخوان المسلمين الخمينى كان متأثرا بشكل واضح فى كتابه «الحكومة الإسلامية» بفكر سيد قطب والمودودى.. وقد أثر هذا الكتاب فى الإخوان فى السبعينيات حتى إن مصطفى مشهور درسه للطلاب فى المعسكرات الإسلامية فى عهد مرشد الثورة على الخامنئى أصبحت كتب سيد قطب تُدرس فى مدارس الإعداد العقائدى للحرس الثورى الإيرانى عندما نتوغل فى تاريخ جماعة الإخوان المسلمين وعلاقتهم بالشيعة، نجد أن حسن البنا فى مراحله الأولى قد وقع فى هوى الشخصية الشيعية الشهيرة جمال الدين الأسد آبادى، الشهير بجمال الدين الأفغانى، فضلا عن علاقاته المتعددة بكثير من مراجع الشيعة، وأبرزهم آية الله سيد أبو القاسم كاشانى، وعندما نقرأ أفكار البنا ومواقفه نجده وقد تأثر بكثير من أفكار الشيعة، وكان حسن البنا ولا يزال محل إعجاب وتقدير كبيرين من علماء الشيعة بل من عموم الشيعة، خصوصا «الإمامية الاثنى عشرية». وقد كتب الدكتور العلامة إسحاق موسى الحسينى، الذى كان عضوا بمجمع اللغة العربية بالقاهرة إلى أن توفاه الله عام 1990، وكان أيضا عضوا بالمجمع العلمى العراقى، فضلا عن عضويته لمجمع البحوث الإسلامية، كتب هذا العالم الكبير فى كتابه الشهير «الإخوان المسلمون.. كبرى الحركات الإسلامية الحديثة» أن الود كان متبادلا بين الإخوان والشيعة، بل إن الشيعة كانوا يعتبرون الإخوان فرعا من فروعهم ومتحدثا بلسانهم وسط الأمة السنية، وكان مما قاله فى هذا الصدد «إن بعض الطلاب الشيعة الذين كانوا يدرسون فى مصر قد انضموا إلى جماعة الإخوان، ومن المعروف أن صفوف الإخوان المسلمين فى العراق كانت تضم الكثير من الشيعة الإمامية الاثنى عشرية»، وعندما زار نواب صفوى سوريا وقابل الدكتور مصطفى السباعى، المراقب العام للإخوان المسلمين هناك، اشتكى إليه الأخير أن بعض شباب الشيعة ينضمون إلى الحركات العلمانية والقومية، فصعد نواب إلى أحد المنابر، وقال أمام حشد من الشبان الشيعة والسنة: «من أراد أن يكون جعفريا حقيقيا فلينضم إلى صفوف الإخوان المسلمين». وحين أسس المرجع الدينى الشيعى محمد باقر الصدر فى العراق حزب الدعوة الشيعى، وهو أحد أكبر الأحزاب الشيعية فى العراق، رأى أن يدخل فى تحالف واضح مع الحزب الإسلامى العراقى السنى، وقد كان الحزب الإسلامى هذا هو الذراع السياسية لجماعة الإخوان فى العراق، ثم دخل حزب باقر الصدر الشيعى مع الحزب الإخوانى فى تحالف بعد ذلك حتى إن كثيرا من المؤرخين قالوا إنهما كانا فى حالة وحدة. وعلى صعيد آخر لم تكن بعض الرموز الإسلامية مثل أبو الحسن الندوى وأبو الأعلى المودودى، وهما من أكثر المفكرين تأثيرا على فكر جماعة الإخوان المسلمين بعد الشيخ البنا خارج هذا السياق، كان الهم الذى جمع مشاعر المودودى والندوى هو ذلك التفرق بين طوائف المسلمين فى الهند، فى الوقت الذى كانت الأكثرية الهندوسية كيانا واحدا، شعر هذان الرجلان بالحاجة الملحة إلى وحدة مسلمى الهند بمختلف طوائفهم السنية والشيعة الإمامية حتى البهرة الإسماعيلية، وكانت أفكار حسن البنا ذات تأثير كبير فى هذين العالمين، خصوصا فكرته عن التقريب بين الطوائف الإسلامية المختلفة، والغريب أن المودودى بالذات كان صاحب تأثير كبير فى ما بعد على سيد قطب، وكذلك كان الندوى، وكان المودودى قد صنع لنفسه قواما علميا خاصا به حتى صار صاحب مشروع فكرى. والبادى من فكر سيد قطب (الصانع الثانى للمنظومة الفكرية للإخوان) أنه تأثر بهذين المفكرين، حتى إنه كتب مقدمة للترجمة العربية لكتاب الندوى: «ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين» ومن المعروف وفقا لتراث الندوى أنه كان يمجد إلى درجة تقترب من التقديس سلالة آل البيت، إلى الحد الذى كان يقربه من الشيعة الإمامية، أما فكرة «الحكومة الإسلامية» التى كانت ماثلة فى فكر المودودى فقد تأثر بها سيد قطب وأخذ منها مشروعه الفكرى وتلقى منه فكرة «الحاكمية»، فضلا عن تأثر قطب بكتاب المودودى «المصطلحات الأربعة». وفى ذات الوقت تجد أن الإمام الخمينى، مرشد الثورة الإيرانية، وضع كتابا تحت عنوان «الحكومة الإسلامية»، وضح من خلاله تأثره بفكر سيد قطب والمودودى، وقد كان كتاب الخمينى هذا حاضرا بقوة فى المشهد الإسلامى الإخوانى المصرى إبان فترة السبعينيات، وأذكر حينما كنا طلبة بالجامعة وفى غضون عام 1979 أنه انتشر بين طلاب الإخوان المسلمين كتاب «الحكومة الإسلامية» للخمينى، وكان الأستاذ مصطفى مشهور وقتها يقوم بتدريس هذا الكتاب للطلاب فى المعسكرات الإسلامية، وأذكر أننى حضرت أحد هذه المعسكرات فى مدينة رأس البر، وكان هذا المعسكر قد نظمته الجماعة الإسلامية لسان حال الإخوان فى الجامعات، وكان بعض شيوخ الإخوان الكبار يلقون محاضراتهم فى الأمسيات، وفى الليلة الأولى للمخيم قامت إدارة المعسكر بتوزيع كتيب «الحكومة الإسلامية» للخمينى علينا، وبعد أن تسلم كل واحد منا نسخته من ذلك الكتيب، طلب منا المشرف على المعسكر الأخ زياد عبد الخالق السورى وكان من الطلبة السوريين الذين يدرسون فى جامعة عين شمس، وكان يمت بصلة قرابة لمصطفى السباعى الذى كان مسؤولا عن الإخوان فى سوريا، طلب منا أن نقرأ هذا الكتيب بإمعان، حيث إن أحد الرموز الإسلامية سيلقى علينا محاضرة عنه فى المساء، لم يخبرنا الأخ باسم هذا الرمز، الأمر الذى جعلنا نتشوق للمحاضرة، فانكب كل واحد منا على كتيب الخمينى نقرأه حتى كدت أن أحفظ سطوره. وفى المساء كانت المفاجأة، الحاج مصطفى مشهور، عضو مكتب الإرشاد، هو المحاضر، جاء إلى المعسكر فى سيارة «فيات» قديمة بيضاء اللون، وكان يقود السيارة شاب كث اللحية أسمر اللون، وكان برفقة الحاج مصطفى رجلا فى نهاية العقد السادس من عمره، عرفت يومها أن اسمه الحاج أحمد حسنين، وأنه كان أحد الأعضاء الكبار فى مكتب الإرشاد وأحد قيادات النظام الخاص بالجماعة، وكانت هذه أول مرة أعرف فيها هذا الرجل الذى كان معروفا فى الجماعة بـ«الرجل الصامت»! وبعد صلاة العشاء قام الحاج مصطفى مشهور بإلقاء درس علينا، قارن فيه بين كتيب الخمينى «الحكومة الإسلامية» وكتاب معالم فى الطريق، ثم عرج فى محاضرته على فكرة الحكومة الإسلامية التى تمثل المشروع الأكبر فى فكر المودودى، وعقد مشهور مقارنة بين تلك الكتب، وقال وقتها إن الخمينى تأثر بالبنا، لأن البنا كتب فى رسائله عن الحكومة الإسلامية، واستطرد مشهور، فى محاضرته، شارحا نقاط التقاء الخمينى مع البنا، فقرأ فقرات من رسالة البنا «دعوتنا» التى تحدث فيها البنا عن أن الإيمان مخدر فى قلوب المسلمين ولكنه يقظ منتبه فى قلوب الإخوان، ثم قرأ فقرات من كتاب آخر للخمينى عنوانه «جهاد النفس»، يقول فيه الخمينى مخاطبا عموم المسلمين: «إلى متى يتملككم السبات والغفلة، استيقظوا من نومكم واجعلوا إيمانكم يقظا منتبها». وفى ختام محاضرته تحدث عن تقارب فكر الخمينى بفكر سيد قطب، فقال وهو يمازج بينهما: «إن هذا الكتاب وكتاب قطب (معالم فى الطريق) يخرجان من مشكاة واحدة». ■ ■ ■ إذا أردنا أن نتابع مدى التلاقح بين الشيعة والإخوان سنجد أن إيران بعد الثورة الشيعية كانت من أكثر الدول التى ذهبت إليها آلاف النسخ من كتاب سيد قطب «فى ظلال القرآن»، ولم تكن هذه هى المرة الأولى التى ذهب فيها «معالم فى الطريق» إلى إيران وهو يحث الخطى، بل كان قد ذهب إليها بعد عام 1966، عندما تمت طباعة الكتاب فى بيروت، وكان لهذا الكتاب رواج كبير وسط أهل الشيعة، بحيث لم يعرف أحد كتابا صادرا من كاتب سنى لقى هذا الانتشار والشعبية فى دولة شيعية مثل هذا الكتاب. والباحث الأريب سيجد أن الخمينى فى فكرته عن ولاية الفقيه، وفى كتابه «الحكومة الإسلامية» قد تأثر بفكرة «الحاكمية» عند سيد قطب، وفى عام 1966 ترجم السيد على الخامنئى قائد الجمهورية الإيرانية تلميذ الخمينى، الذى كان أيضا تلميذا نجيبا لنواب صفوى الذى كان معروفا بصلاته الوثيقة بالإخوان ترجم خامنئى للفارسية كتاب سيد قطب «المستقبل لهذا الدين» ومن فرط تأثر خامنئى بقطب، كتب مقدمة للترجمة تقطر بالمشاعر الجياشة، وصف فيها سيد قطب بالمفكر المجاهد، وكان النظام المصرى قد أعدم قطب عامها بتهمة تشكيل تنظيم يستهدف اغتيال جمال عبد الناصر وقلب نظام الحكم بالقوة، وهو الأمر الذى اعترف به قطب فى رسالة كتبها قبل شنقه بعنوان «لماذا أعدمونى»، وقال خامنئى فى مقدمته لهذا الكتاب «بهذا الكتاب فى فصوله المبوبة تبويبا ابتكاريا أن يعطى أولا صورة حقيقية للدين، وبعد أن بيَّن أن الدين منهج حياة، وأن طقوسه لا تكون مجدية إلا إذا كانت معبرة عن حقائقه، أثبت بأسلوب رائع ونظرة موضوعية أن العالم سيتجه نحو رسالتنا وأن المستقبل لهذا الدين». ظلت العلاقة بين الإخوان والشيعة تظللها الروابط الوشيجة، وظل الود متصلا من الناحية الفكرية، فضلا عن الإعجاب المتبادل، حتى إن الإخوان شكلوا وفدا تقابل مع الخمينى فى باريس قبل الثورة، وكان ذلك فى غضون عام 1978، وفقا لما قاله يوسف ندا فى برنامج «شاهد على العصر» فى قناة «الجزيرة»، وبعد وصول الخمينى للسلطة فى إيران عام 1979 كانت من أوائل الطائرات التى وصلت مطار طهران واحدة تحمل وفدا يمثل قيادة التنظيم الدولى للإخوان المسلمين، وكان يوسف ندا القطب الإخوانى الكبير والمشرف وقتها على أموال الجماعة وعلى قسم الاتصال بالعالم الخارجى فيها هو أحد الشخصيات الرئيسية فى هذه الطائرة، رغم أنه أنكر وجوده فى هذا الوفد، إلا أن الأستاذ عباس السيسى كان قد ذكر لى فى اللقاء الذى جمعنا بمقر الإخوان بشارع سوق التوفيقية الذى كتبت تفصيلاته فى الفصل الأول أن يوسف ندا كان على رأس الوفد الأول، وكان معه الأستاذان جابر رزق المصرى، وغالب همت السورى، وبعض ممثلى الإخوان عن دول متفرقة، وكان تشكيل الوفد بأوامر صدرت من الأستاذ عمر التلمسانى، ويبدو أن هذا التكليف من الأستاذ عمر التلمسانى كانت له أسبابه، ففى هذه الفترة فى مصر كان الخلاف قد بدأ يستحكم بين الرئيس الراحل أنور السادات والإخوان، وأخذ الرئيس يتحدث عن انفلاتات الإخوان واستغراقهم فى ممارسة العمل السياسى، كما أن استضافة السادات شاه إيران المخلوع لكى يقيم فى مصر أحدثت خصومة بينه، أى السادات، وبين الحركة الإسلامية على عمومها، وكان السادات يعلم علم اليقين أن مفتاح الحركة الإسلامية قابع فى مقر الإخوان بحيث كان فى إمكان الإخوان تحريك الجامعات ضده، خصوصا أن الجماعة الإسلامية بالجامعة لسان حال الإخوان وقتها كانت فى أوج شعبيتها وفى عنفوان قوتها، وكانت تستطيع تحريك الجامعات كلها ضد النظام الحاكم وتوجهاته، فكان أن بدأ السادات يضيق على الإخوان فأصدر عام 1979 لائحة تحكم انتخابات اتحاد الطلبة بالجامعة، وكان الهدف من هذه اللائحة هو «قص ريش» الجماعة ومنعها من تصدر العمل الطلابى. كانت كل هذه الأشياء فى خاطر الأستاذ عمر التلمسانى عندما أوفد وفوده إلى طهران لتقابل الخمينى، لذلك كان ولا بد أن يكون يوسف ندا مسؤول الاتصال الدولى بالجماعة على قمة هذا الوفد، فقد كان مكلفا بمهمة خطيرة قد تصنع تاريخا جديدا للمنطقة. طرح الوفد الإخوانى على الخمينى فكرة أن تبايعه الجماعة بكل فروعها الدولية فى كل العالم على أن يكون خليفة للمسلمين، ولكنها اشترطت على ذلك شرطا هو أن يصدر بيانا يقول فيه «إن الخلاف على الإمامة فى زمن الصحابة مسألة سياسية وليست إيمانية»، ولكن الخمينى لم يرد عليهم وقتها، وعندما صدر الدستور الإيرانى كان الأمر بمنزلة مفاجأة للإخوان، وفق ما قال يوسف ندا فى حواره مع قناة «الجزيرة» برنامج «شاهد على العصر»، إذ نص الدستور الإيرانى على أن «المذهب الجعفرى هو المذهب الرسمى للدولة وبولاية الفقيه نائبا عن الامام الغائب». كانت هذه المادة فى الدستور هى الإجابة على طلب الإخوان، فالخمينى بهذه المادة قال لهم إن الخلاف لم يكن سياسيا أبدا ولكنه كان عقائديا، فإن قبلوه خليفة للمسلمين بمذهبه فأهلا وسهلا، ومع هذا كان الإخوان فى مصر مستمرين على تأييد الخمينى وثورته، بحيث تحولت مجلة «الدعوة» لسان حال الإخوان إلى منبر من منابر الدفاع عن الثورة الإيرانية، وفى سبيل هذا الدفاع غضت الجماعة الطرف عن الاعتقالات وأحكام الإعدام التى صدرت فى حق العشرات من أهل السنة بإيران، لم يتألم الإخوان من أجل إخوانهم من السنة، ولم يرمش لهم جفن للقمع الذى حدث لهم، بل إن مجلات الإخوان ونشراتهم ودعاتهم سكتوا عن هذا الأمر وأسهموا فى إلقائه داخل جب سحيق من النسيان، وكأن الأمر لا يعنيهم، غاية ما قاله الأخ يوسف ندا فى برنامج قناة «الجزيرة» «شاهد على العصر» بتاريخ 10/1/2005 «إن هذا الأمر المتعلق بالاعتقالات والإعدامات مؤلم إلا أنه طبيعى إذ (لكل ثورة أخطاء)». كان الإخوان يدافعون دائما عن إيران الشيعية وثورتها الخمينية، حتى إنهم وفقا ليوسف ندا فى برنامج «الجزيرة» «شاهد على العصر» بتاريخ 10/1/2005 حاولوا حل مشكلة الرهائن الأمريكان فى إيران، وبذلك كان الإخوان يمسكون العصا من المنتصف، فقام السفير الأمريكى فى مصر بزيارة المرشد الأستاذ التلمسانى وكلمه فى هذا الأمر، وأبدى المرشد استعداده للتدخل فى هذه المشكلة وحلها، وأعطاه السفير رقم هاتف البيت الأبيض، ويقول يوسف ندا فى البرنامج المشار إليه آنفا «اتصلت بالبيت الأبيض، وكان المرشد بجوارى، وأخبرتهم أننى أمثل جماعة الإخوان، وأريد الحديث مع الرئيس الأمريكى فأخذوا رقم هاتفى ووعدونى بالاتصال ولكن أحدا لم يتصل بى». كان الإخوان يريدون أن تكون لهم يد على الخمينى وعلى الأمريكان فى ذات الوقت، ولكن خاب سعيهم وفشلوا فى مسعاهم، إلا أن هذا لم يفت فى عضدهم، وظل الإخوان يدافعون عن الخمينى وثورته، حتى إن المرشد الأستاذ التلمسانى قال بتاريخ 16/2/1984 لمجلة «كرسنت» وهى مجلة كندية إسلامية: «لا أعرف أحدا من الإخوان المسلمين فى العالم يهاجم الشيعة». وعند وفاة الخمينى عام 1989 أصدر المرشد العام للإخوان حامد أبو النصر نعيا يقطر حزنا قال فيه: «الإخوان المسلمون يحتسبون عند الله فقيد الإسلام الإمام الخمينى القائد الذى فجر الثورة الإسلامية ضد الطغاة». كانت وفاة الخمينى نكبة للشيعة وللإخوان المسلمين، فالخمينى وفقا لما قاله لهم، تأثر بحسن البنا، حتى إنه أطلق على نفسه لقب المرشد اقتداء بحسن البنا، وفى هذا يقول أحد أكبر الشيعة فى مصر، وهو أيضا أحد الأعضاء القدامى فى جماعة الإخوان، المستشار الدمرداش العقالى «وأعود لأقول إن حسن البنا كان داعيا إلى التقريب وأذكر فى هذا الخصوص أن الثورة الإسلامية الإيرانية بقيادة الإمام آية الله روح الخمينى، حفظت للإمام حسن البنا هذه السابقة والنظرة النافذة، فاستخدمت صفته التى بدأ بها حياته وهى كلمة مرشد -وحسن البنا هو أول من تسمى بكلمة مرشد، حيث كان يطلق عليه المرشد العام للإخوان المسلمين- يجهل الناس أن الإمام الخمينى ترك جميع المسميات الحوزية فى حوزيات الشيعة مثل كلمتى المرجع والغاية، وحرص على كلمة مرشد الثورة تيمنا بالإمام البنا، وقال لى من أثق فى صدقه من حول الإمام الخمينى إنه رفض أن يُسمى (المرشد العام)، وقال فليبق العام حقا لأول من أحيا الروح الإسلامية فى مصر فى القرن العشرين -حسن البنا- وأطلقوا اسمه على ساحة ضخمة فى طهران، (ساحة الإمام الشهيد حسن البنا)، وليس هذا من فراغ، ومن يحاولون أن يصوروا أن دعاة الإسلام الصحيح سنة وشيعة يمكن أن يفترقوا إنما هم واهمون، لأن من يفترقون هم الدعاة الكذبة، سواء للتسنن أو للتشيع، ولو أخلص الناس دينهم لله لاقترب التسنن من التشيع والعكس». لم تكن وفاة الخمينى هى نهاية العهد الذى بينهما، ولكنها كانت بمنزلة انتقال إلى «طور» آخر من العلاقة، ففى عهد على الخامنئى الذى أصبح «مرشدا» فى مرحلة ما بعد وفاة الخمينى، أصبحت كتب سيد قطب تُدرس فى مدارس الإعداد العقائدى لـ«الحرس الثورى الإيرانى»، كما برز نفوذ لمرجعيات دينية مثل «آية الله محمد تقى مصباح يزدى»، وهو الأستاذ الروحى لأحمدى نجاد، الذى أصدر عديدا من الفتاوى التى أثارت جدلا، وكان منها وجوب انتخاب أحمدى نجاد وتحريم انتخاب من ينافسه، وهى فتوى شبيهة بالفتوى التى أصدرها بعض دعاة الإخوان فى أثناء انتخابات الرئاسة المصرية، إذ أفتوا بوجوب انتخاب محمد مرسى وتحريم انتخاب أى منافس له، وتكمن أهمية مصباح يزدى فى أنه أحد أكبر المعجبين بسيد قطب وكتبه، ويشار إلى مصباح يزدى بحسبه أحد أكبر الفلاسفة الإيرانيين فى العصر الحديث، ولذلك كان منطلقه فى إعجابه بقطب من زاوية «الحاكمية» وجاهلية المجتمعات. كان هذا غزلا رفيعا ترنم به الشيعة فى أذن الإخوان، فمس أوتار قلوبهم، فقاموا بالرد على الغزل بغزل أرفع منه. |
رد: التحايل "الاخوانى"!!
شربه الاخوان !
احسن حاجه حصلت ان الاخوان وصلوا اخير الى الحكم ...و فشلوا فشلا زريعا لم يكن اكثر المتشأمين يتوقعه !! الشعب المصرى شرب شربه الاخوان و جرب و عاش سنه من الكوارث.. لن يجروء احد بعد ذلك ان يقول ان الاخوان لم يأخذوا فرصتهم و هذه هى الفائده الكبرى .. شربه و شربناها و كان لازم نشربها عشان نخلص من خرافه المشروع الاسلامى - و الاسلام منهم برىء- للاخوان و الاسلاميين تصحيح المسار و العوده للثوره هو الطريق الوحيد للخلاص و الثوره ستنتصر لان هذا الشعب العظيم يستحق ان يعيش بكرامه و حريه على ارضه و لا يتسول حقوقه من اهل السلطه -على اختلاف اشكالهم - من مبارك لمرسى يا قلب لا تحزن !! الطريق واضح و لا تراجع الثوره مستمره |
رد: التحايل "الاخوانى"!!
|
رد: التحايل "الاخوانى"!!
|
الساعة الآن 10:02 PM. |
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
www.MasrMotors.com ™ Copyright ©2008 - 2025
Egyptian Automotive Community
جميع الحقوق محفوظة - مصرموتورز 2008 - 2017