مصر موتورز مجتمع السيارات - التحايل "الاخوانى"!!

وائل غنيم‎
البعض لا زال يتحدث بمنطق القرن الـ 18 أو الـ 19 .. يشعر وكأنّ وظيفته في الحياة هي الرقابة على ما يقرأه الناس أو يشاهدونه .. وتحديد ما هو الفكر الهادف وما هو الفكر الهدام .. ينصب من نفسه الوكيل الحصري للحقيقة والمتمثلة باختصار في كل ما يؤمن به ويعتقد أنه الصواب .. لا أتحدث هنا عن من يواجه الفكر بالفكر أو يكتفي بالتحذير .. بل أتحدث عن من يعتقد أنه يمتلك "زرار المعرفة" .. أو محبس المعلومات .. أو حنفي...ة الأفكار .. ويؤمنون بأن واجبهم ودورهم هو الفتلرة باستخدام ما لديهم من سلطات ..

هؤلاء الأشخاص في وجهة نظري سيئي الحظ لأنهم ولدوا في هذا العصر الحديث .. كانت الوصاية بالفعل سائدة في الكثير من المجتمعات لعقود طويلة في التاريخ ليس فقط لشهوة الإنسان في فرض رأيه على الآخرين وإجبارهم عليه بل أيضا لسهولة السيطرة على وسائل الإعلام والتعليم في ظل غياب الوسائل الحديثة زي الإنترنت والهواتف الذكية والأقمار الصناعية ..

الوصاية على أفكار الناس أيا ما كان نوعها لن تؤدي سوى لمقاومة هذه الوصاية بل ورفض الأفكار اللي تدعو هذه الوصاية لتبنيها .. وزي ما قلت سابقا: قمع الأفكار يؤدي لانتشارها .. واحتكار الأفكار يؤدي لاندثارها ..

أي نظرة واقعية للتريند بتاع موقع زي Youtube مثلا تخليك تشوف بشكل واضح أثر الطفرة المعلوماتية في إنتاج ومشاهدة المحتوى المرئي بشكل لم يشهده التاريخ من قبل .. فعلى سبيل المثال وليس الحصر:

- من كل 7 أشخاص عايشين على كوكب الأرض فيه واحد بيدخل على يوتيوب على الأقل مرة في الشهر.

- يتم رفع أكثر من 72 ساعة مُحتوى في الدقيقة على يوتيوب. يعني أكثر من 100 ألف ساعة في اليوم الواحد .. يعني 3 مليون ساعة في الشهر .. يعني أكثر من مليار ساعة من المحتوى في السنة الواحدة!

- إجمالي ما يتم مشاهدته شهريا على يوتيوب وصل إلى أكثر من أربع مليارات ساعة شهريا. وفي 2011 فقط وصل إجمالي المشاهدات إلى أكثر من 1 تريليون مشاهدة (يعني 1 وجنبيها 12 صفر)

السؤال لبعض من يعيش خارج سياق هذا العصر: قلتلي عايز تسيطر على إيه حضرتك؟